الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وواحد وثلاثون - ٢٦ يونيو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وواحد وثلاثون - ٢٦ يونيو ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

«لمن يهمه الأمر».. رسالة صادمة للعدو: حذار اللعب بالنار

شارل أبي نادر

كاتب ومحلل سياسي

"نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في لبنان بالأمس مقطع فيديو تظهر فيه أهداف حيوية "إسرائيلية"، لا يعلم بها إلا المنظومة الأمنية لدى الاحتلال، ويعيد استهدافُها "إسرائيل" إلى العصر الحجري".
"وتضمّن الفيديو مقطعًا من الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وهو يحذّر الاحتلال "الإسرائيلي" من أنّ قتال المقاومة ضدّه سيكون "بلا ضوابط أو قواعد أو أسقف"، في حال فُرضت الحرب على لبنان، وتأكيده أنّ من يفكّر بالحرب مع المقاومة سيندم".
أساسًا، ما ظهر في الفيديو هي أهدافٌ استراتيجية موجودة في صلب بنك أهداف المقاومة الإسلامية في لبنان داخل الكيان، وهي معروفة سابقًا، وكان قد أشار إليها حزب الله أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة من مناسبات عرض نقاط القوّة ووسائل الردع التي يملكها بمواجهة العدوّ الإسرائيلي، ولكن جاء نشرها بالأمس في فيديو المقاومة الإسلامية في لبنان، وبهذه الطريقة المدروسة والممنهجة، عنصرًا أساسيًّا من عناصر الحرب النفسية، إذ من ناحية كُشفت منطقة الأهداف بِصُور جوية وبإحداثيات تفصيلية، ومن ناحية أخرى أُحيطت ماهية الأهداف بالغموض، حيث جاءت دون ذكر أسماء المواقع، لتخلق الحيرة والخوف لدى العامة داخل الكيان وخاصة للسكان في محيط تلك المواقع وقد رأوا صور المناطق التي يسكنون فيها، تُعرض وتُنشر علانية من قبل حزب الله، وفي مشهد صادم ومرعب، وفي الوقت الذي كان يعتبر العدوّ أنه قد أخفى هذه الأهداف ووضعها ضمن دائرة " السري للغاية"، فجاء فيلم حزب الله ليكون أولًا بمثابة صدمة أخرى للعدو بعد صدمة جولة مسيّرة هدهد التصويرية في شمال الكيان وتحديدًا في أجواء مرفأ حيفا ومحيطه، وليكون حدثًا غير عادي، يحمل عدة ابعاد استثنائية في التوقيت وفي المضمون.
لقد جاء نشر الفيديو في توقيت استثنائي للعدو وللمقاومة، فمن ناحية العدو، هو اليوم يبحث لاهثًا عن مخرج يهرب عبره من مستنقع غزّة، دون أن يفضح فشله، وبِإلهاء داخل الكيان وخارجه بكلام فارغ وبادعاءات واهية عن اقتراب انتصاره في غزّة، وبِأنه يحضّر لإعلان الانتصار في رفح وتحقيق أهدافه - وهو إعلان غريب ومستهجن ومثير للسخرية - يقول إنه سوف ينقل جهوده وضغوطه إلى جبهته الشمالية مع لبنان ومع حزب الله، وإنه سوف يُجبر الأخير على الانصياع لتوجيهاته بالابتعاد مسافة معينة عن الحدود وبالالتزام بقيود امتلاكه للأسلحة وللقدرات العسكرية.
وليكون رد المقاومة بمستوى عال من الوضوح والندية والتحدي، عمدت ومن خلال تفاصيل الفيديو، وباختيار اللحظة المناسبة والقاتلة، إلى إرسال رسالة الردع الصادم والواضح، وبتوثيق وكشف إحداثيات وصور أهم المواقع العدوة داخل الكيان من الناحيتين العسكرية والاستراتيجية، وبتحذير صارخ وجريء وشفاف، وضعت للعدو النقاط على الحروف مبينة وبالفم الملآن ومباشرة من قبل سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: " بأن من يفكّر بالحرب مع المقاومة سيندم، وبأن قتالها ضدّكم سيكون "بلا ضوابط أو قواعد أو أسقف"، في حال فُرضت الحرب على لبنان".

البحث
الأرشيف التاريخي