تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
فيما الكيان الصهيوني يواصل غاراته الدموية
عشرات الشهداء والمصابين في القطاع.. واشتباكات عنيفة مع العدو من مسافة صفر
في حين تواصل المقاومة الفلسطينية تصدّيها لقوات الاحتلال التي تحاول التوغّل في عدّة مناطق في قطاع غزّة ولا سيما في الجنوب، اندلعت اشتباكات عنيفة صباح الثلاثاء من مسافة صفر بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، حيث سمعت أصوات دوي انفجارات عنيفة ومتتالية. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، بأن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت خلال الساعات الماضية مجزرتين ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة وصل منها للمشافي عشرة شهداء و٧٣ إصابة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حصيلة جديدة للعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، بيّنت ارتفاع عدد الشهداء إلى ٣٧٣٤٧ شهيداً والمصابين إلى ٨٥٣٧٢ مصاباً.
في التفاصيل، واصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ256 على التوالي، حيث شنت الطائرات الحربية فجر الثلاثاء، غارات عنيفة استهدفت عدة مناطق في القطاع، وأسفرت عن شهداء ومصابين وتدمير عشرات المنازل.
ويتزامن العدوان مع عيد الأضحى المبارك، الذي حرم الاحتلال خلاله أهالي قطاع غزة من أداء شعائره، وسلب الأطفال فرحتهم، بل قذف في قلوبهم الرعب بفعل القصف المتواصل والمجازر الدموية.
واستشهد 17 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات جراء غارات الاحتلال وسط قطاع غزة، والتي استهدفت منزلين في مخيم النصيرات، وآخر في مخيم البريج.
إلى ذلك تواصل قوات الاحتلال الصهيوني اجتياحها البري لمدينة رفح، في ظل قصف جوي ومدفعي يستهدف الأحياء السكنية في المدينة متسببة بوقوع مزيد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
وأقدمت قوات الاحتلال خلال الساعات الأخيرة على نسف عدد من المباني السكنية في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.
وأكدت وسائل إعلام في غزّة ارتقاء شهيدين بغارة من مسيّرة صهيونية على غرب وادي غزة في النصيرات، ما رفع حصيلة الشهداء إلى 19 فجر الثلاثاء.
الشهداء ارتقوا نتيجة غارات الاحتلال على منزل يعود إلى عائلة الراعي في مخيم النصيرات، إذ طال القصف الصهيوني مستودعات كانت تؤوي نازحين من عائلة المدحون. كذلك، قصف الاحتلال منزلاً آخر يعود إلى عائلة حرب في مخيم البريج.
وتحدّث مصادر إخبارية عن عدة استهدافات في بلدة المغراقة والزهراء في النصيرات، وأطلق الاحتلال نيران كثيفة، واستهدف شرق مدينة دير البلح.
كذلك، جدّدت مدفعية الاحتلال استهدافها حي الزيتون جنوبي شرق مدينة غزة، وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها على ساحل المدينة.
عدد الشهداء فجراً يُضاف إلى حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية، إذ وصل عدد الشهداء إلى 37347 شهيداً و 85372 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وهذه الحصيلة هي التي وصلت إلى مستشفيات القطاع وتمّ تسجيلها رسمياً، فيما قالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي: «لا يزال عددٌ من الضحايا تحت الركام وفي الطرق، من دون أن تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
اشتباكات عنيفة
ميدانياً، تتواصل الاشتباكات الضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب القطاع، وقد أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- دك تلك القوات بقذائف الهاون.
وفي بيانٍ لها، أعلنت «كتائب القسّام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» استهداف دبابتين من نوع «ميركافا» بقذيفتي «الياسين 105» في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة.
وقالت «كتائب القسّام» إنّها قصفت بقذائف الهاون الثقيل مقر قيادة العدو المتوغلة جنوب حي تل السلطان في مدينة رفح، كما دكّت قوات العدو الصهيوني المتمركزة جنوب شرق وجنوب غرب حي تل السلطان جنوبي قطاع غزّة.
بدورها، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ مجاهديها فجّروا دبابةً إسرائيلية بعبوة «العمل الفدائي» جنوب الحي السعودي غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة.
كما قصفت «سرايا القدس» بقذائف الهاون الثقيل تموضعاً لآليات العدو الصهيوني في محيط تل زعرب جنوب غربي مدينة رفح.
وفي بيانٍ آخر، أعلنت «سرايا القدس» أنّها قصفت بعبوات من طراز «أبابيل» المقذوفة تمركزاً لجنود وآليات العدو الصهيوني في محيط موقع «كرم أبو سالم العسكري» شرقي مدينة رفح.
في سياقٍ متصل، أعلنت «كتائب المجاهدين»، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينيين، دكّ موقع قيادة فرقة غزّة للعدو الصهيوني «ريعيم « برشقة صاروخية.
وبثّت «كتائب المجاهدين» لقطات من رصد واستهداف تجمّعاتٍ وخط سير قوات الاحتلال الصهيوني جنوب حي الزيتون في غزّة بصواريخ من طراز «107» في وقتٍ سابق.
من ناحيتها، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» قصف غرف القيادة والسيطرة على خط الإمداد في محور «نتساريم» جنوب مدينة غزّة بقذائف الهاون.
وأيضاً، استهدفت «قوات الشهيد عمر القاسم»، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ناقلة جند بقذيفة «آر بي جي» وسط مخيم الشابورة في مدينة رفح، وأصابتها إصابةً مباشرة.
وبثّت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مشاهد من قصف قوات العدو الصهيوني المتموضعة جنوب شرق حي الزيتون بقذائف الهاون النظامي عيار 60 ملم، وذلك بالتعاون مع «قوات الشهيد عمر القاسم».
وذكرت وسائل إعلام صهيونية أنّ صفّارات الإنذار دوّت في غلاف غزّة وفي موقع «كرم أبو سالم» العسكري شرق رفح جنوبي قطاع غزّة.
الاحتلال يرتكب 3 مجازر في القطاع
بدورها قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال الصهيوني ارتكب 3 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما قالت الأمم المتحدة إن الحرب حوّلت القطاع إلى جحيم.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت قناة الأقصى الفضائية إن وحدات الهندسة في جيش الاحتلال الصهيوني نسفت عدداً من المباني في حي تل السلطان غربي مدينة رفح بجنوب القطاع.
كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إن مدفعية الاحتلال الصهيوني شنت قصفاً مكثفاً على الأحياء الغربية لمدينة رفح.
وأكدت وسائل الإعلام تلك أن اشتباكات ضارية تدور بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني بوسط وغرب مدينة رفح، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف.
وقالت إن آليات الاحتلال تطلق نيرانها بكثافة لإسناد قواته التي تحاول التوغل في وسط المدينة.
«نهاية وشيكة لاجتياح رفح»
وفي سياق متصل، قالت القناة 12 الصهيونية إن الكيان الصهيوني أبلغ المبعوث الأميركي عاموس هوكستاين أن العمليات في رفح شارفت على الانتهاء.
وقالت إن تل أبيب أبلغت المبعوث الأميركي بأن انتهاء العمليات في رفح سيؤثر على المنطقة، وعلى جبهة لبنان.
وكان الجيش الصهيوني أعلن، الاثنين، إصابة 16 عسكرياً في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وأضاف أن 662 ضابطاً وجندياً قُتلوا منذ بدء الحرب، بينما أصيب 582 آخرون بجروح بالغة.
وكشف الجيش الصهيوني أن 241 عسكرياً لا يزالون قيد العلاج بعد إصابتهم بمعارك غزة، 28 منهم جراحهم خطيرة.
العدو يحرق صالة المغادرين من معبر رفح
إنسانياً، قالت الأمم المتحدة إن الحرب على غزة حوّلت القطاع إلى جحيم، وأهالي القطاع على حافة المجاعة، وإن إيصال المساعدات إليهم شبه مستحيل.
بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن القطاع يتجه بشكل متسارع إلى مجاعة، وإن الاحتلال والإدارة الأميركية يمنعان دخول المساعدات إليه.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بتدخل دولي عاجل لوقف هذه الجريمة، وقال إن 3500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية واللقاحات.
وكان جيش الاحتلال قد أقدم، الاثنين، على حرق صالة المغادرين وعدد من مرافق الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري جنوبي غزة، الذي يُعد المعبر الرئيسي لدخول المساعدات إلى القطاع، وذلك بعد نحو 40 يوماً على السيطرة عليه في السابع من مايو/أيار الماضي.
ودانت حركة حماس حرق المبنى ووصفته بـ»العمل الإجرامي»، وقالت إنه يقطع تواصل «الفلسطينيين مع العالم الخارجي».
وحمّلت حماس جيش الاحتلال «تبعات هذه الجريمة التي تتسبب في قطع تواصل الفلسطينيين مع العالم الخارجي، وحرمان آلاف المرضى والجرحى من السفر لتلقي العلاج في الخارج».
ودعت الحركة لإدانة دولية واسعة «لهذا السلوك النازي، الذي يُعد جريمة حرب واضحة الأركان».
قوات العدو تشن اقتحامات في الضفة
وفي الضفة المحتلة نفذ الاحتلال الصهيوني، فجر الثلاثاء، عدّة اقتحامات في مناطق من الضفة الغربية تخلّلتها اعتداءات على الفلسطينيين وإخضاعهم للتحقيقات.
في نابلس شمالي الضفة، احتجزت قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين داخل إحدى المدارس، وأخضعتهم لتحقيق ميداني، واعتدت على بعضهم بالضرب، واعتقلت شابين في بلدة قصرة، إضافة إلى اعتداء قوات الاحتلال على منازل المدنيين وممتلكاتهم، وذلك خلال اقتحام «جيش» الاحتلال القرية.
واعتقل الاحتلال عدداً من الفلسطينيين من بلدات صفا وسنجل ودير ابزيع في رام الله، حيث اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في قرية عجول.