الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • حوار
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وعشرون - ١٩ يونيو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وعشرون - ١٩ يونيو ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

التحليل الإخباري

الشباب الأميركي المعتصم جزء
من جبهة المقاومة

زهراء جوني

كاتبة ومحللة سياسية

لو لم يكن الحراك الطالبي في الجامعات الأميركية والغربية مؤثرًا، لما توجّه الإمام السيد علي الخامنئي في رسالته الأخيرة إلى المعنيين فيه بالقول "أنتُم تُشكّلون الآن جزءًا من جبهة المقاومة، وقد شرعتُم بنضالٍ شريفٍ تحتَ ضُغوطِ حكومتكم القاسية التي تُجاهر بدفاعِها عن الكيان الصهيوني الغاصب وعديمِ الرَّحمة". يُدرك الغرب جيدًا معنى هذا الكلام، وقد وصلهُ الأثر الفعلي للتظاهرات العالمية لا سيما داخل الجامعات، عندما تضررت صورة "أميركا العظمى" في العالم وظهرت حقيقة الشعارات التي نادت بها الولايات المتحدة طيلة السنوات الماضية.
يكفي أن نراجع أداء البيت الأبيض وتعليماته للشرطة وإدارة الجامعات الأميركية، لنفهم أولًا كيف أوجعت هذه التحركات قادة الولايات المتحدة ورئيسها وأثرت في المشاريع والسياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وندرك ثانيًا حجم الزيف والادّعاء الأميركي بالحريات ومفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تجرّدت منها أميركا بشكل كامل حين ارتبط الأمر بمصالح الكيان "الإسرائيلي" وصورته وبقائه. كما لم يعد بالإمكان إخفاء الحقيقة أو التلاعب بالعقول عبر الدعاية الغربية التي اعتمدها الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية لسنوات طويلة. صحيح أن واشنطن نجحت لعقود من الزمن في ممارسة انتهاكات حقوق الإنسان ضدّ الفلسطينيين من خلال تواطؤها ولامبالاتها، إلا أنّ الإبادة الجماعية التي ارتكبها كيان العدوّ في قطاع غزّة ولا يزال، كشفت عن الواقع الصارخ للحياة تحت وطأة الاحتلال، كما عكست الاحتجاج العالمي على الفظائع المرتكبة في غزّة إيمانًا أساسيًا بالسلام والعدالة والكرامة الإنسانية.
ويكفي أن نتابع بالأرقام انعكاس الحرب في غزّة ومجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين، على المزاج الشعبي في العالم وتغيير نظرته وترابطه بالقضية الفلسطينية وحقيقة الاحتلال، لنكتشف حجم المأزق الصهيوني على صعيد صورة الكيان أمام العالم. ففي آخر استطلاع للرأي أجرته مؤخرًا مؤسسة "يوغوف" يظهر واضحًا التغيّر الملحوظ في الرأي العام، حيث أصبح 56% من مواطني المملكة المتحدة يؤيدون الآن وقف تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل"، وهذا الأمر يمثل تحولًا كبيرًا عن المواقف السابقة. ويعكس هذا الوعي والتعاطف المكتشف حديثًا إدراكًا متزايدًا لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضدّ الفلسطينيين.
كما يعتقد 59% من المشاركين في الاستطلاع أنّ "إسرائيل" ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان في غزّة، في إدانة صارخة للعنف والقمع الذي يعانيه السكان الفلسطينيون. وتشير بيانات استطلاعات الرأي إلى تحوّل في المشاعر العامة في جميع أنحاء العالم الغربي، مع تزايد الدعم لوقف إطلاق النار والدعوات إلى إجراء محادثات "سلام".
وحتّى في الولايات المتحدة التي لطالما كانت مؤيدًا قويًا لـ"إسرائيل"، كان هناك انخفاض ملحوظ في تأييد الرأي العام للمساعدة العسكرية لـ"إسرائيل" ما يشير إلى خيبة أمل متزايدة من الوضع الراهن على المستوى السياسي. وتأتي نتائج هذا الاستطلاع لتُضاف إلى دراسة سابقة لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نشرتها في بداية الحرب على غزّة، عكست بشكل واضح المسار الجديد والتبدّل الذي يسير فيه العالم على مستوى دعم القضية الفلسطينية ورفض سياسة الإبادة التي ينتهجها كيان العدو.

البحث
الأرشيف التاريخي