الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • حوار
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وعشرون - ١٩ يونيو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وعشرون - ١٩ يونيو ٢٠٢٤ - الصفحة ۳

سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرياض لـ «الوفاق»:

دعم الشعب الفلسطيني وتوعية المجتمع الدولي.. أولوية طهران والر‌ياض

مرّت ثلاث سنوات على اتّباع الحكومة الثالثة عشرة نهجاً تحولياً في السياسات الخارجية، رافقته أحداث مهمة في استعادة وتعزيز العلاقات مع الدول العربية المهمة في المنطقة، خاصة المملكة العربية السعودية، ومن ثم تصدي إيران لحرب الإبادة الجماعية الصهيونية ضد غزة، وهذا ما أظهر حقيقة أن قضايا غرب آسيا هي ضمن أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وكم أنها تفكر بعقلانية وحكمة كبيرة. وبعد أيام قليلة من استشهاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزير الخارجية ورفاقهم في حادث تحطم المروحية الرئاسية، تحدث علي رضا عنايتي، الذي تولى منصب سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرياض بصفته دبلوماسياً ذا خبرة ومطلعاً على التغيرات الظاهرة والخفية في العلاقات الإقليمية، بعد 7 سنوات من قطع العلاقات بين البلدين، تحدث إلى صحيفة الوفاق، وأعرب عن التعاطف الصادق من قبل كبار المسؤولين العرب والدعم الكبير من الدول البعيدة والقريبة في المنطقة للجمهورية الإسلامية، وأكد أنه تم فتح أفق مشرق لتطوير العلاقات بين إيران والدول العربية، خاصة مع المملكة العربية السعودية، على شتى الأصعدة.

 كيف تقيمون حضور العدد الكبير من كبار المسؤولين من دول غرب آسيا إلى إيران، بما في ذلك وفد المملكة العربية السعودية رفيع المستوى، والزيارة الأولى لوزير الخارجية المصري، وحضور وزير الخارجية البحريني إلى إيران في مراسم تشييع رئيس الجمهورية ووزير الخارجية؟ وأين تكمن أهمية هذا الحدث ليصبح بارزاً إلى هذا الحد؟
بعد انتشار خبر اختفاء المروحية التي كانت تقل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق له، أصيب العالم بصدمة وتفاعلت العديد من الدول مع هذا الخبر. وأصدرت بعض الدول، بما فيها المملكة العربية السعودية، بياناً أكدت فيه وقوفها إلى جانب الشعب الإيراني في هذا المصاب الجلل، وأعلنت استعدادها لتقديم أي مساعدة تطلبها المؤسسات المعنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وجاء هذا التعاطف في وقت مناسب للغاية. ففي الساعات الأولى، اتصل بي الأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج الفارسي وأعلن عن تلقيهم هذا الخبر المفجع بكامل الأسى والحزن، وقال: إن «مجلس التعاون جاهز لتقديم أي مساعدة تلزم». وأضاف: «نحن نقف بجانبكم في هذا المصاب». كما تلقيت مكالمات أخرى أيضاً، وجميعهم كانوا يتابعون هذا الخبر بفارغ الصبر حتى جاء صباح يوم الإثنين خبر استشهاد رئيس الجمهورية ومرافقيه وكان بمثابة صدمة للجميع، وقد أظهر مدى حساسية واهتمام دول المنطقة تجاه إيران ومتابعتهم لأخبارها بعناية ودقة.
وعندما أعلن هذا الخبر، تحولت الآمال إلى خيبة أمل، وأرسل مسؤولو دول المنطقة رسائل تعزية وأجروا مكالمات هاتفية للتعبير عن تعازيهم في فقدان هذين الشهيدين الكبيرين، وأعلنوا أنهم شركاء في هذا المصاب الجلل.
وأبدت دول المنطقة كافة، بما فيها السعودية، تعاطفها بإرسال رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية والرئيس بالوكالة محمد مخبر. وبعد مراسم التشييع اتجهت عدة وفود عربية إلى إيران. ومن خلال زيارة مسؤولي هذه الدول، ومن بينها البحرين، أعلنوا أنهم يقفون إلى جانب إيران في هذه المصيبة التي أصابتها وعززوا حسن الجوار وأثبتوا أن الجيران دائماً معاً وكان هذا مهماً بغض النظر عن اختلاف وجهات نظرهم حول التطورات في المنطقة. وقد افتتحنا دفتراً تذكارياً في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرياض، وحضر أكثر من 100 وفد للتوقيع عليه، من بينهم نائب وزير الخارجية السعودي والأمين العام لدول مجلس التعاون، الذين تواجدا في هذا المكان للترحم على الشهداء.
ركزت السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة على تعزيز العلاقات مع دول الجوار والعلاقات الإقليمية؛ فإلى أي مدى حظي هذا النهج الذي اتبع فكرة التعاون الإقليمي باهتمام دول المنطقة؟
 منذ بداية فترة رئاسة رئيس الجمهورية الشهيد تم تحديد لوحة وإطار للسياسة الخارجية الإقليمية تقوم على مبدأ حسن الجوار. وتم شرح هذا المبدأ والتشديد عليه دائماً من قبل الرئيس الشهيد في العديد من الاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف. وفي إطار هذا النهج، استخدمت وزارة الخارجية، باعتبارها الجهة التنفيذية، كافة طاقاتها في عملية تنفيذه على المستويين الميداني والفكري، واتخذت خطوات لتنظير الفكرة الإقليمية للحكومة وتدوين إطارها التنفيذي. وروج وزير الخارجية الشهيد خلال جولاته الإقليمية لفكرة الحوار الإقليمي تحت شعار فكرة تشكيل «مجمع الحوار الإقليمي» وجعلها قضية ذات أهمية، الأمر الذي لاقى ترحيباً من قبل العديد من الدول.
 هل سيتم تشكيل هذا المجمع بإشراف وحضور 8 دول من منطقة الخليج الفارسي؟
 نعم؛ وبسبب السياسة الإقليمية للحكومة الثالثة عشرة، تحول عنصر الجوار من مفهوم جغرافي إلى مفهوم سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وتجاري وحكومي وشعبي، ويمكن أن يجد أبعاداً مختلفة وأن يخلق مساراً جديداً في منطقة الخليج الفارسي.
وبدعم من مثل هذه المبادرة العملية، فان التعاون الإقليمي والاعتماد على الأمن الداخلي من الممكن أن يحل محل وجهات النظر الكلاسيكية والتقليدية ويعدلها والتي تم تأسيسها بشأن هذه المنطقة لعدة عقود من الزمن. ويمكن تنفيذ هذه الفكرة بمشاركة 8 من دول الخليج الفارسي. فمن الناحية الجغرافية، تحيط هذه الدول الثمانية بالخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز، ويمكنها تحقيق النمو والازدهار للمنطقة في ظل جو قائم على التعاون.
 يبدو أن العلاقات بين إيران والسعودية أصبحت نقطة انطلاق للدول العربية الأخرى للتقرب من إيران ووضع علاقات هذه الدول مع إيران في مسار تنموي، فما مدى قرب هذا الافتراض من الواقع؟
 إن أهمية السعودية بالنسبة لدول المنطقة، بما فيها إيران، واضحة تماماً. والسعوديون أنفسهم يدركون تماماً موقفهم والدور الذي يمكن أن يلعبوه في المعادلات الإقليمية للعالم الإسلامي. وهذا يعني أن هذا الدور واضح تماماً على الجميع وعلى السعودية نفسها، وهذا يحمل مسؤولية أكبر على هذه الدول. كما أنه ومن وجهة نظر المملكة العربية السعودية ودول المنطقة، تتمتع إيران بمكانة عالية في العالم الإسلامي وهذا الموقف أيضاً يحمل إيران مسؤولية كبيرة، ولذلك فان تعاون هاتين الدولتين المهمتين والمؤثرتين في العالم الإسلامي يمكن أن يخلق مستقبلاً واعداً ومفعماً بالأمل للمنطقة بتعاون وتظافر سائر دول المنطقة بما فيها العراق. وكان التعاطف والتعاون بين دول المنطقة نتيجة لسياسات الجوار التي شكلها الرئيس الشهيد في السنوات الثلاث الماضية، بمثابة إعادة فتح العلاقة بين طهران والرياض وتسببت في استمرار هذه العلاقة بتسارع كبير في مختلف الأصعدة.
وفي الوقت نفسه، شهدت علاقات إيران مع دول المنطقة، بما فيها الكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان، قفزة كبيرة من الناحية الكمية والنوعية، ومما لا شك فيه أن استئناف العلاقات بين إيران والسعودية سيساعد على تعزيز هذه العلاقات.
ما هي الأهداف التي تسعى طهران والرياض إلى تحقيقها في تطوير علاقاتهما بعد إعادة العلاقات الثنائية؟ كما أنه في وقت سابق، تحدث وزير الخارجية السعودي عن الجانب الاستراتيجي للعلاقات بين طهران والرياض، فهل اتخذ الجانبان خطوة لتحقيق هذا الهدف من الناحية الاقتصادية والدبلوماسية؟
إن العلاقة بين إيران والسعودية يمكن تحسينها وتطويرها على مختلف المجالات، كما يمكن لهذه المجالات أن تستمر. وعلى المستوى الثنائي، نشهد توسعاً في العلاقات في بعض المجالات، وسنحتاج في بعض المجالات إلى المزيد من الجهود لجعل هذه العلاقات أكثر فاعلية. إلا أن مؤشرات العلاقات في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والثقافية والقنصلية تختلف عن بعضها البعض، وبعض المؤشرات في وضع أفضل من غيرها، وعلى صعيد بعض المجالات فهناك حاجة إلى المزيد من العمل. كما يمكن تحديد هذه العلاقات وتحقيقها على المستوى المتعدد الأطراف.
وإن التعاون مع دول داخل منطقة الخليج الفارسي أو التعاون والتعددية مع دول خارج منطقة الخليج الفارسي يمكن أن يكون أحد مجالات التعاون بين إيران والسعودية؛ فمثلاً لدينا توسع في العلاقات بين كتلتي شمال إيران وجنوب إيران. وقد طورت دول آسيا الوسطى ودول مجلس التعاون علاقاتها الثنائية، وتفكر في تطوير التعاون مع بعضها البعض في شكل إتحادات إقليمية؛ لكن هذا التعاون لا يمكن تحقيقه إلا بوجود إيران، فمثلاً يمكن نقل بضائع دول مجلس التعاون من إيران إلى دول آسيا الوسطى وبالعكس وهذا الممر موجود بالفعل وليس هناك حاجة لإنشائه. وهناك ممرات أخرى تشمل إتفاقية عشق آباد واتفاقية الشمال - الجنوب التي تغطي شمال إيران إلى جنوبها. كما أن إيران تعد حلقة الوصل بين الخليج الفارسي وآسيا الوسطى والقوقاز. ولذلك فان مستوى التعاون المتعدد الأطراف في العلاقات بين إيران والسعودية وعلى مستوى التعاون الإقليمي أمر مهم للغاية، ومن الممكن محاولة تحقيق فكرة تشكيل نظام إقليمي جديد يعتمد على عناصر داخلية.
نظراً إلى الأحداث التي تأثرت بحرب غزة والجهود التي بذلتها أمريكا لدعم الكيان الصهيوني، يبدو أن إيران والسعودية لديهما وجهات نظر متقاربة على هذا الصعيد، فكيف تقيمون هذا الأمر البالغ الأهمية؟
 لقد أشرتم إلى أحد مجالات التعاون بين إيران والسعودية، وهو التعاون في حل مشاكل العالم الإسلامي، وأهمها قضية فلسطين. يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية أن يكون لهما أفكار مشتركة وتعاون مشترك على صعيد العالم الإسلامي وفي مجالي وحدة الدول الإسلامية ووحدة الشعب والأمة الإسلامية. وهذه كانت القضية الأهم في العالم الإسلامي، وقد حاولت إيران والسعودية إعطاء الأولوية لهذه القضية ورفعها كمطلب عالمي واعتبارها المشكلة الأولى للعالم الإسلامي والإنسانية.
وإن مقترحات إيران والسعودية في عقد عدة اجتماعات لمنظمة التعاون الإسلامي وبلورة فكرة الدعم الكامل للشعب الفلسطيني والدفاع عنه، وإدانة الكيان الصهيوني بشدة، وتقييم هذا الغزو والهجمات الوحشية باعتبارها إبادة جماعية في فلسطين، واقامة القضايا القانونية ضد هذا الكيان المجرم، ما كانت سواء نتائج لجهود الدول الإسلامية، بما في ذلك إيران والسعودية، واللقاءات والاجتماعات مختلفة بينهما، وبالتأكيد فقد أصبحت أولوية هذا التعاون هي دعم الشعب الفلسطيني وتوعية المجتمع الدولي بواجبه.
البحث
الأرشيف التاريخي