تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
الإمام الخامنئي في نداء إلى حجّاج بيت الله الحرام:
لدعم مقاومة فلسطين.. والبراءة من الإحتلال وداعميه قولاً وفعلاً
وجاء في رسالة قائد الثورة الإسلامية:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
والحَمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصّلاةُ والسّلامُ على خير البريّة، سيّدنا محمّدٍ المصطفى وآله الطيّبين، وصحبه المنتجبين، ومن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين.
إنّ النداء الإبراهيميَّ الرَّخيم، الذي يدعو على مدى العصور، وبأمرٍ من الله، جميعَ النّاس إلى الكعبة في موسم الحجّ، قد جذب هذا العام أيضًا قلوب جموعٍ من المسلمين حول العالم إلى معقل التوحيد والوحدة هذا، وأفضى إلى هذه الحشود الشعبيّة العظيمة والمتنوّعة، مستعرضًا امتدادَ الإسلام البشريَّ وقوّةَ عنصره المعنويّ أمام العدوّ والصّديق.
ومتى ما جرى النظر بعين التدبّر إلى اجتماع الحجّ العظيم ومناسكه المفصّلة، يبّث رباطة الجأش في المسلم، ويمنحه الطمأنينة، وينشر الرعب والرّهبة في العدو والمبغض.
هجمات التشويه والتشكيك
ولا عجبَ إنْ استهدف الأعداء والمتربّصين سوءًا بالأمّة الإسلاميّة هذين الجانبين من فريضة الحج بهجمات التشويه والتشكيك، سواء عبر إبراز التباينات المذهبيّة والسياسيّة، أو من خلال تهميش الجوانب القُدسيّة والمعنوية.
يُقدّم القرآن الحجّ مظهرًا للعبوديّة والذكْرِ والخشوع، وتجسيدًا لكرامة البشر المتساوية وانتظام حياتهم الماديّة والمعنوية، وتجلّيًا للبركة والهداية والسكينة الأخلاقيّة، والوفاق العملي بين الإخوة، ومشهدًا لبُغض الأعداء ومجابهتهم باقتدار.
إنّ التدبّر في الآيات المرتبطة بالحجّ، والتمعّن في أعمال هذه الفريضة، التي لا نظير لها، وفي مناسكها، يعرضان لنا، من خلال التركيبة العميقة للحج، هذه الأمورَ وأسرارًا ومكنونات من قبيلها.
إنّكم، أيّها الإخوة والأخوات الحجيج، تقفون الآن في ساحة التدرّب على هذه الحقائق والتعاليم الساطعة. فلتُدنوا منها فكرَكم وعملَكم أكثر فأكثر، ولتعودوا إلى دياركم بهذه الهويّة المصقولة والممزوجة بالمفاهيم السامية؛ هذه هي الهديّة القيّمة والحقيقيّة لرحلة حجّكم.
يجب أن تتواصل البراءة هذا العام
قضيّة البراءة، هذا العام، هي أبرز من أيّ زمنٍ مضى، ففجائع غزّة المنقطعة النظير في تاريخنا المعاصر، وعنجهيّة الكيان الصهيوني عديم الرحمة وهو مظهر القسوة والعُتوّ والآيل إلى الزّوال بالتأكيد، لم تدعْ مجالًا للتهاون والممالأة لدى أيّ فرد أو حزب أو حكومة أو فرقة مسلمة. يجب أن تتواصل البراءة هذا العام بنحو يتخطّى موسمَ الحجّ وميقاتَه، إلى الدول والمدن التي يقطنها المسلمون في أرجاء العالم كلّه، وتتعدّى الحُجّاجَ إلى كلّ فردٍ من الناس.
إنّ هذه البراءة من الكيان الصهيوني وداعميه، ولا سيّما الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكيّة، ينبغي أن تتجلّى قولًا وعملًا لدى الحكومات والشعوب، فتضيّق الخِناق على الجلّادين.
يجب، وبكلّ الطرق، مساندةُ المقاومة الفولاذيّة لفلسطين، ودعم أهالي غزّة الصابرينَ المظلومين، الذين دفعت عظمة صبرهم ومقاومتهم العالم إلى الإشادة بهم وتبجيلهم.
أسأل الله لهم نصرًا تامًّا وعاجلًا، ولكم - أيّها الحجّاج الكرام - حجًّا مقبولًا. ولْيَكُن دعاءُ بقيةِ الله (روحي فداه) المستجابُ سندًا لكم.
والسّلامُ عليكُم ورَحمةُ الله
السيّد علي الخامنئي
4 ذي الحجّة 1445
11 حزيران/ يونيو 2024
حفظ استقلال البلاد
في سياق آخر، استقبل قائد الثورة الإسلامية، كوكبة من النخب العلمية والحائزين على الميداليات الاولمبية. وأقام المشاركون في اللقاء صلاة الظهر بإمامة الإمام الخامنئي، حيث تم بث اقامة الصلاة على الهواء مباشرة عبر قناة IRIB 3. وخلال هذا اللقاء ألقى قائد الثورة كلمة قال فيها: "انها بدأت بلادنا منذ عام 2001 حركة وقفزة علمية، وبالطبع، تم القيام بالعمل العلمي منذ الستينيات، ولكن منذ عام 2001، تم تشكل تحرك عام في بيئة الأساتذة والطلاب، كانت حركة علمية جيدة، حتى أن الإحصائيات العالمية أظهرت أننا نتقدم في تصنيف سرعة التقدم العلمي عدة أضعاف المتوسط العالمي".
وقال: "بالطبع قلت عدة مرات في نفس الوقت، سرعة التقدم نقطة جيدة جدًا، إنها نقطة مهمة، لكنها ليست النقطة الرئيسية، لأن التقدم نفسه يجب أن يحدث، وبما اننا تأخرنا في هذا المجال، نصل الى منتصف الطريق فقط بالإتكاء على سرعة التقدم...علينا أن نصل إلى الخط الأمامي وفي السنوات القليلة الأخيرة، نرى تراجعاً طفيفاً".
واضاف سماحة آية الله الخامنئي: "ان لدي أملاً وايماناً كبيراً في جيل الشباب، حيث تعتبرون أنتم ذخرا للوطن وان قيمة النخب أعلى بكثير من الميدالية التي يكسبونها، لان يمكنكم تغيير التاريخ".
المشاركة في الانتخابات أمر مهم
وفي قسم آخر من تصريحاته أشار سماحة القائد الثورة الى الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤه في 28 يونيو الحالي، مؤكدا على اهمية الانتخابات الرئاسية وقال: "حاولوا لزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات ولانتخلاب المرشح الاصلح انظروا من لديه القدرة على العمل وفق معايير الثورة الاسلامية"، مضيفا: "يجب على أي حكومة تصل إلى السلطة أن تحافظ على الاستقلال السياسي للبلاد". واضاف سماحته: "الانتخابات مهمة جدًا، وأولًا وقبل كل شيء، من المهم أن تشاركوا فيها وأن تبذلوا قصارى جهدكم؛ سواء في البيئات الطلابية، أو بيئات العمل، أو البيئات العائلية، وما إلى ذلك، حاولو زيادة نسبة المشاركة". وأكد آية الله الخامنئي: فانظروا من هو الأقرب إلى معايير الثورة الاسلامية ومن لديه القدرة على العمل وفق معايير الثورة... إذا عملتم على هذا الاساس، فسيمكنكم من انتخاب خيار جيد"، مضيفا: "أتمنى إن شاء الله أن يتم ما فيه الخير لهذا البلد وهذه الأمة بيسر وبسهولة".
لدينا استقلال سياسي محظوظ
وتابع قائد الثورة: الآن لدينا استقلال سياسي، أي الجمهورية الإسلامية الايرانية، لديها منطق ولها كلام ولها موقف محدد تجاه القضايا العامة في العالم"، مبينا: "لدينا رأي في قضية فلسطين، لدينا رأي في قضايا أمريكا، لنا رأي في قضايا العالم، كما يكون لدينا رأي في موضوع النظام العالمي الجديد". وأكد سماحة القائد: "لنا رأي في العالم يُسمع ويتم أخذه في الاعتبار، قد لا يقبله الكثيرون، ولكنهم في النهاية يعولون على هذه الرأي، وهذا هو الإستقلال، مُبيّنا: "إذاً لا ينبغي لنا أن نفتقد هذا الاستقلال يجب ان يكون الهم الاول لأي حكومة تفوز بالانتخابات، الحفاظ على هذا الاستقلال السياسي الذي حصلنا عليه لحسن الحظ".