الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة واثنان وعشرون - ١٣ يونيو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة واثنان وعشرون - ١٣ يونيو ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

مع تطورها بشكل لافت في السنوات الأخيرة

ماهي الدوافع خلف تعزيز العلاقات بين انقرة وباكو؟

الوفاق/ حط رئيس جمهورية اذربيجان إلهام علييف قبل يومين في مطار العاصمة التركية أنقرة، حيث وصل في زيارة عمل إلى تركيا لبحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. كان في استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصحبة مساعديه المقربين، وبعد الترحيب الرسمي، عقد الزعيمان لقاءً موجزاً في المطار قبل التوجه إلى القصر الرئاسي في أنقرة لإجراء محادثات ثنائية مغلقة. ومن المقرر أن تتناول المباحثات سُبل دفع التعاون بين أنقرة وباكو إلى آفاق جديدة في مختلف المجالات، إلى جانب تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
وأشارت الرئاسة التركية إلى أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الرئيس أردوغان للرئيس علييف، في إطار العلاقات الوثيقة والمتينة التي تربط البلدين "الشقيقين" على المستويين الرسمي والشعبي.
و تأتي هذه الزيارة في وقت بدأت فيه تركيا حديثًا بوضع كسب امتيازات اقتصادية كبيرة في نخجوان على جدول أعمالها، وكذلك مع اقتراب انتهاء اتفاقية توريد الغاز الأذربيجاني لتركيا نهاية 2024، تسعى أنقرة لضمان استمرارية هذه الإمدادات الاستراتيجية وتوسيع نطاق التعاون في قطاع الطاقة، لا سيما في مجال الطاقات المتجددة وتزويد منطقة نخجوان بالغاز. كما تطمح الحكومة التركية للحصول على امتيازات اقتصادية كبرى في نخجوان من خلال مشاركة شركاتها في مشاريع تطوير البنية التحتية هناك.
تطور العلاقات
تركيا هي أول دولة اعترفت باستقلال جمهورية أذربيجان عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وتم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 14 يناير 1992 وتطورت باستمرار منذ ذلك الحين.
خلال السنوات القليلة الماضية، تمكنت شركات المقاولات التركية من الاستحواذ على حصة كبيرة من مشاريع البنية التحتية في جمهورية أذربيجان. وللمرة الأولى في عام 2023، بلغ حجم التجارة الثنائية 7.5 مليار دولار، وتجاوزت الاستثمارات المتبادلة 34 مليار دولار. ونفذت شركات المقاولات التركية حتى الآن 526 مشروعًا بقيمة تقريبية 19 مليار دولار في أذربيجان.
الهدف هو الطاقة
لسنوات، كان لتركيا و جمهورية أذربيجان مشاريع مشتركة في مجالين مهمين جدًا هما الطاقة والنقل.
خط أنابيب النفط باكو-تبليسي-جيهان، وخط أنابيب الغاز الطبيعي باكو-تبليسي-أرزروم، وخط أنابيب تاناب الذي يؤمن نقل الغاز الطبيعي إلى تركيا وأوروبا، وكذلك خط سكك حديد باكو-تبليسي-قارص، كلها روابط مهمة ربطت بين مصالح أنقرة وباكو، وتمكن علي أف من خلالها من توصيل الغاز من بلاده إلى المستهلكين الإيطاليين عبر تركيا.
تأمل تركيا في توسيع علاقاتها مع باكو ومناطق أخرى في القوقاز وآسيا الوسطى من خلال منظمة الدول التركية. علاوة على ذلك، حاول أردوغان مرارًا جر علي أف إلى لعبة قبرص والطلب منه الاعتراف بـ "الجمهورية التركية لقبرص الشمالية"، لكن جمهورية أذربيجان التي لديها علاقات واسعة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لم تستجب لمثل هذا الطلب.
تحركات تركية
شهدنا في الأشهر الماضية تحركات جديدة من حكومة أردوغان للحصول على امتيازات من جمهورية أذربيجان في مجال الطاقة.
منذ فترة قصيرة في المعرض الدولي التاسع والعشرين للنفط والغاز في بحر قزوين في باكو، ناقش مهندسو الطاقة الأتراك والأذربيجانيون القدرات وإمكانيات توسيع العلاقات في مجال الطاقة.
وأعلن برفيز شهبازوف وزير الطاقة في جمهورية أذربيجان في هذا الاجتماع: "يتعاون البلدان في العديد من المجالات من النفط إلى الغاز الطبيعي، ومن الطاقات المتجددة إلى الاتصالات الكهربائية. نعتقد أن كل ذلك سيؤدي إلى نجاحات جديدة. تصل أذربيجان غازها الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا، وبموجب العقود الجديدة التي وقعناها، سنرسل المزيد من الغاز إلى أوروبا عبر تركيا. سنتعاون مع تركيا في إدارة الطاقة واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التغير المناخي. يجب أن نزيد الطاقات المتجددة".وأعلن وزير الطاقة الأذربيجاني أيضًا أن بلاده على استعداد لمنح المهندسين الأتراك حصة كبيرة من مشاريع تطوير الطاقات المتجددة، خاصة في منطقة نخجوان.
وفي ذات المعرض الذي حضره ألب أرسلان بيرقدار وزير الطاقة والموارد الطبيعية، وميكائيل جاباروف وزير الاقتصاد الأذربيجاني، تم أيضًا مناقشة موضوع آخر مهم يتعلق بأنشطة تركيا في نخجوان.
نبض الغاز التركي بيد باكو
على الرغم من الدعاية الصاخبة لأردوغان حول اكتشاف حقول غاز في المحافظات الساحلية التركية في منطقة البحر الأسود، إلا أن الفائدة الاقتصادية لهذه الحقول لم تثبت بعد، واستخراجها سيتطلب تكاليف باهظة لا تبرره. لذلك، لا تزال تركيا معتمدة على غاز جمهورية أذربيجان.
كان اتفاق إمدادات الغاز الطبيعي بين جمهورية أذربيجان وتركيا المقرر انتهاؤه في نهاية عام 2024، يشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على أنقرة. لكن بعد طلب رسمي من أردوغان لعلي أف، تم تمديد هذا الاتفاق حتى نهاية عام 2030. وحاليًا، يسعى البلدان لزيادة قدرات ربط الكهرباء بين تركيا ونخجوان.
وأعلن ألب أرسلان بيرقدار وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي أنه بناءً على قرار مشترك بين أنقرة وباكو، فإن إرسال الغاز الطبيعي إلى نخجوان عبر محافظة إيغدير ممكن، وأن تركيا ملتزمة بتزويد نخجوان بالغاز في الشتاء المقبل.
وفي الختام، يجب القول إن إنشاء مصنع مشترك لتصنيع الطائرات المسيرة بدون طيار بواسطة المهندسين الأتراك على أراضي جمهورية أذربيجان، وبعض التعاون العسكري والأمني بين الطرفين، يشكل جانبًا آخر من علاقات تركيا وجمهورية أذربيجان. لكن الأدلة الحالية تشير إلى أن الطاقة هي العنصر الأكثر أهمية في المعادلات السياسية والاقتصادية بين تركيا وجمهورية أذربيجان.
البحث
الأرشيف التاريخي