الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة عشر - ٠٥ يونيو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة عشر - ٠٥ يونيو ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

رغم فشل العديد من الوساطات سابقاً

ما هي دوافع كازاخستان للوساطة بين يريفان وباكو؟

الوفاق/ كانت كازاخستان بصفتها دولة إقليمية ولديها خبرة في الوساطة الدولية، تلعب دوراً مهماً في حل الأزمات والنزاعات الإقليمية. لعبت هذه الدولة على مر تاريخها دوراً فعالاً في حل العديد من الأزمات والنزاعات الإقليمية والدولية، وسعت من خلال وساطتها إلى تقديم حلول سلمية ومستدامة لحل الخلافات.
تعتبر استضافة مفاوضات إيران ومجموعة 5+1، ومفاوضات أستانا بين الأطراف السورية، ومفاوضات السلام الأفغانية من أبرز الأمثلة على دور كازاخستان في إدارة النزاعات والأزمات. بالإضافة إلى ذلك، لعبت كازاخستان دوراً مهماً في تخفيف الأزمة في قرغيزستان أثناء توليها رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ومن الأمثلة البارزة على ذلك تدخلها لتسهيل إقالة الرئيس "قربان بايك باقي آف" من السلطة. ساعد هذا الإجراء إلى حد كبير في تخفيف التوتر واستقرار الأوضاع في قرغيزستان.
خلفية الوساطة الكازاخستانية
تعود خلفية كازاخستان في الوساطة في النزاع بين أرمينيا و جمهورية أذربيجان إلى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، عندما أدت جهود "نظربايف"، رئيس كازاخستان السابق، إلى جانب نظيره الروسي "يلتسين"، إلى التوصل إلى أول اتفاق سلام بين أرمينيا و جمهورية أذربيجان. كان هذا الاتفاق، الذي سمي "بيان جلزنوفودسك" في عام 1991، بهدف وقف العنف في قره باغ. لكن عمر هذا الاتفاق كان قصيراً بسبب عدم الالتزام بوقف إطلاق النار، وكان أبرز حالات انتهاكه إسقاط طائرة هليكوبتر كانت تحمل عدداً من الشخصيات، بما في ذلك نائب وزير الداخلية الكازاخستاني، وكذلك مسؤولين حكوميين من جمهورية أذربيجان في نوفمبر 1991.
زار "توكاييف"، رئيس كازاخستان الشهر الماضي يريفان للقاء "باشينيان". كان تخطيط هذه الزيارة التي استغرقت يوماً واحداً في ظل الأوضاع المتأزمة في كازاخستان دليلاً على أهميتها، حيث كان توكاييف على وشك السفر إلى إحدى المناطق المتضررة من الفيضانات في كازاخستان. والنقطة الأخرى هي أن هذه الزيارة جاءت بعد شهر واحد فقط من زيارة توكاييف لباكو ولقائه "إلهام علي أوف"، مما يشير إلى أهمية عالية لهذه الزيارة.
قبل يومين من زيارته لأرمينيا، قال توكاييف في مقابلة مع وكالة "آرمنبريس" إن أستانا مهتمة بإبرام معاهدة سلام بين باكو ويريفان في أقرب وقت ممكن، وسيحقق إقامة سلام قوي وطويل الأمد بين البلدين مصالح كازاخستان أيضاً.
الدوافع الاقتصادية لأستانا
لم تؤثر الحرب الحرب الروسية الاوكرانية فقط على الجوانب السياسية والأمنية، بل غيرت أيضاً سلاسل التوريد العالمية. شعرت دول آسيا الوسطى والقوقاز بهذه التغييرات والتحولات الناجمة عن الحرب الاوكرانية قبل غيرها من الدول.  
قبل حرب روسيا وأوكرانيا، كانت معظم الجهات الفاعلة الاقتصادية ترغب في إجراء تجارتها من الصين أو دول آسيا الوسطى إلى أوروبا عبر روسيا. من الناحية اللوجستية، كان هذا المسار أرخص وأكثر كفاءة مقارنةً بالمسارات الأخرى، ولهذا السبب لم يكن هناك اهتمام كبير بمسارات بديلة.
كانت أوروبا والصين راضيتين تماماً عن سلسلة التوريد القائمة عبر سيبيريا أو ما يسمى بالممر الشمالي بسبب وجود شبكة سكك حديدية مناسبة وتطوير البنية التحتية، لكن مع بدء الحرب، وبالنظر إلى أنه لم يكن من الممكن عملياً إجراء تغييرات واسعة النطاق في وقت قصير، واجهت كازاخستان بصفتها أكبر اقتصاد بين دول آسيا الوسطى الخمس مشاكل عديدة في هذا المجال.
نظراً للأسباب المذكورة، يمكن القول إن اقتراح كازاخستان للوساطة في النزاع بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان يرتبط بأهداف أستانا لتوسيع التفاعلات الاقتصادية من خلال استغلال إمكانات النقل العابر في باكو ويريفان.
تدرك كازاخستان، باعتبارها دولة محاصرة برًا (فالمجاورة لبحر قزوين لا تعتبر حصرًا لأنها لا تؤدي إلى المياه المفتوحة)، أهمية ممرات الاتصال والوصول إلى الأسواق العالمية، ونتيجة لذلك، فإنها تنظر إلى توسيع علاقاتها مع جمهورية أذربيجان وأرمينيا كعامل للاستفادة من ممرات النقل العابر في القوقاز باتجاه أوروبا. في حين تواجه أستانا صعوبات في نقل نفطها إلى الدول المقصودة، فإنها تسعى إلى إيجاد مسارات جديدة لنقل النفط، وتهدف من خلال تعزيز علاقاتها مع دول القوقاز الجنوبية إلى الاستفادة القصوى من إمكانات طريق التجارة عبر قزوين وغيرها من شبكات النقل الإقليمية، ولهذا السبب ستستفيد مباشرة من فتح الاتصالات بين يريفان وباكو.
هل ستنجح أستانا؟
السؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كانت أرمينيا وجمهورية أذربيجان بحاجة إلى وساطة طرف ثالث، نظرًا لفشل معظم المحاولات السابقة. تحاول كازاخستان، بصفتها واحدة من القلائل من الدول ما بعد الاتحاد السوفيتي التي لم تشهد توترات مع جيرانها أو لم تختبر صراعات عالية المستوى مع أي دولة، أن تلعب دورًا في المنطقة أبعد من مجرد حليف متحدث باللغة الروسية أو عضو في معاهدة الأمن الجماعي واتحاد الاقتصادي الأوراسي، وحتى لو لم تنجح وساطة كازاخستان بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان (مثلما فشلت محاولات الدول الأخرى)، فإن هذه المحاولة ستوفر فرصة مناسبة لتوكاييف لتوسيع تفاعلات كازاخستان مع باكو ويريفان من جهة، ولزيادة ثقلها في العلاقات الإقليمية من جهة أخرى.
بالإضافة إلى المزايا الترانزيتية التي تأمل أستانا الحصول عليها من تسوية الوضع في منطقة ما وراء القوقاز، فإن آفاق تصدير النفط إلى السوق الأوروبية عبر جمهورية أذربيجان وجورجيا ستكون جذابة للغاية بالنسبة لأستانا، وهذه الفرص هي التي تجعل كازاخستان مصلحة واضحة في التسوية الدبلوماسية لأزمة قره باغ.
البحث
الأرشيف التاريخي