الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ملحق خاص
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة عشر - ٠٢ يونيو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة عشر - ٠٢ يونيو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

القدس الشريف في وجدان الإمام الخميني(رض)

شغلت قضية القدس وفلسطين حيزاً هاماً من وجدان الإمام الخميني(رض) مما جعلها حاضرة في كلماته وبياناته، فهي أحد الأهداف المهمة التي أعطاها الأولوية ورافقته في كل مراحل جهاده المبارك قبل انتصار الثورة وبعده، فوجّه الإمام(رض) الأمة الإسلامية نحو تحرير كامل ترابها من البحر إلى النهر، حيث يقول الإمام الخميني(رض): "يجب أن يزول الكيان الصهيوني من الوجود".
لذا فقد أراد الإمام الخميني(رض) أن يكشف للأمة الإسلامية ويميط اللثام عن أسباب ضياع القدس من جهة، ويبيّن السُبل والطرق الآيلة لاستعادتها من جهة أخرى.
أسباب ضياع القدس
يمكن أن نستقرئ الأسباب في كلمات الإمام الخميني(رض)، وهي على قسمين:
القسم الأول
 وهو يتعلّق بأكثر الحكّام القابعين على رؤوس الأنظمة، فهم يعملون عادة للحفاظ على عروشهم ومصالحهم الخاصة من خلال التنازل عن مصالح الأمة ومقدساتها.
1- عدم لياقة بعض حكّام الأنظمة الإسلامية لتبوّئهم سدة القيادة لبلدانهم فلا يحوزون على التمثيل الشعبي الحقيقي فهم متسلطون أو مستبدون، فلا يملكون القدرة على استنهاض شعوبهم، إضافة إلى كونهم بعيدين عن الإسلام وأحكامه مما يزيدهم ضعفاً إلى ضعفهم، وساعين للتفرقة والتخريب في ما بينهم، مما يعقّد مشكلة القضية الفلسطينية ويحول دون علاجها بعد أن كان الخلاف والفرقة سبباً في أصل حصولها.
وفي هذه الأبعاد يقول الإمام الخميني(رض): "فلو كان حكّام البلدان الإسلامية ممثلين حقيقيين للناس، مؤمنين بأحكام الإسلام ومنفذين لها، واضعين الاختلافات الجزئية جانباً، كافّين أيديهم عن التخريب والتفرقة، متحدين في ما بينهم، لما استطاعت حفنة من اليهود الأشقياء أن يفعلوا كل هذه الأفاعيل مهما كان الدعم الذي تقدمه لهم أمريكا وانجلترا، فما نراه من قدرته (أي الكيان الصهيوني) وممارسته إنما هو بسبب تهاون وعدم لياقة المتصدين للحكم على الشعوب المسلمة".
يقول الإمام الخميني(رض): "إنها اختلافات قادة الدول هي التي تعقد المشكلة الفلسطينية وتحول دون حلها".
2- تبعية بعض زعماء الأنظمة واستسلامهم للاستكبار مما يحسم نتيجة المواجهة قبل أن تحصل مع اليهود الصهاينة، وفي ذلك يقول الإمام قدس سره: "إن اختلاف وعمالة بعض رؤساء البلدان الإسلامية لا يعطيان الفرصة والإمكانية لسبعمائة مليون مسلم في أن يحلوا مشكلة القضية الفلسطينية التي تمثل أشد مصائبنا".
كما يقول قدس سره: "إنَّ الأنانية والعمالة واستسلام بعض الحكومات العربية للنفوذ الأجنبي المباشر يمنع عشرات الملايين من العرب من إنقاذ فلسطين من يد الاحتلال الإسرائيلي".
3- انشغال أغلب الحكومات بالمفاوضات السياسية التي لا طائل منها والتي لا يمكن أن تؤدي إلى علاج القضية الفلسطينية في حين أن الجهاد هو الحل.
يقول الإمام الخميني(رض): "إن أكثر الحكومات مشغولة بالقيام والقعود والمفاوضات التي لا نتيجة منها، تاركين المجاهدين الفلسطينيين الشجعان الذين يقاومون الكيان الصهيوني برجولة لوحدهم".
هذا من جهة الحكّام والأسباب المتعلقة بهم كأشخاص وممارسات وما يعتري أوضاعهم وما يحول دون توحدهم والتي أدت إلى مزيد من الإهمال والنسيان والتهاون
بقضية فلسطين.
القسم الثاني
يتعلق بواقع الشعوب والأمة والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم: أما من جهة الشعوب وشرائحهم المختلفة، فهناك أيضاً الأسباب التي ترتبط بهم، صحيح أن المشاكل الكبرى والأساسية ناتجة عن واقع الحكام وتقاعسهم وتخاذلهم وأحياناً خيانتهم وعمالتهم، إلا أن ذلك لا يلغي ولا ينفي المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الشعوب، وعلى هذا الصعيد حدد الإمام الخميني(رض) عدة أسباب ترتبط بواقع الشعوب والجماهير، أهمها:
1- البعد عن الإلتزام بالإسلام والقرآن والاعتماد على المعسكر الشرقي أو الغربي، وذلك خلاف المفروض بحسب مفهوم النص الإلهي بضرورة الكفر بالمعسكرات المادية وبالطاغوت، والإيمان بالله وبرسالته والإعتماد عليه سبحانه وعلى تعاليم دينه، يقول الإمام الخميني(رض): "لو أن الشعوب المسلمة وبدلاً من الاعتماد على المعسكر الشرقي أو الآخر الغربي اعتمدت على الإسلام ووضعت تعاليم القرآن النورانية والتحررية نصب أعينها وعملت بها لما وقعت أسيرة للمعتدين الصهاينة".
2- تفرق المسلمين وتشرذمهم والتلهي بالمسائل الخلافية وترك الساحة وإخلاؤها للاستكبار ومشاريعه، مما اضعف قدرة هذا العدد الضخم والهائل من المسلمين واطمع فيهم ثلة من الصهاينة الحاقدين.
يقول الإمام الخميني(رض): "لو اجتمعت هذه القدرة، أي قدرة ملايين العرب فإن أمريكا لن تستطيع أن تفعل شيئاً"، ويقول أيضاً: "إن الاختلافات هي التي سببت وجود الصهاينة هنا وأتاحت لهم الفرصة لتثبيت أنفسهم".
3- الإتكال على الحكومات وانتظار مبادراتها وقراراتها وعدم المبادرة إلى اتخاذ ما يناسب الموقف، بل الاكتفاء بالأقوال دون الأفعال، يقول الإمام الخميني(رض): "إن الشعوب إذا ما توقعت أن تبادر هذه الحكومات إلى الوقوف بوجه الكيان الصهيوني والقوى الأخرى فإنها واهمة بذلك ".
كما يقول قدس سره أيضاً: "يجب أن أقول إن أعداء الإسلام كانوا رجال عمل لا كلام، والمسلمون كانوا رجال كلام لا عمل، فلو كان الأمر يخرج عن حدود الكلام لما عجز أكثر من مائة مليون عربي إلى هذه الدرجة عن مواجهة الكيان الصهيوني ".
كيفية استعادة القدس وفلسطين
بعد تشخيص المشكلة وأسبابها وعللها المتراكمة على مدى عقود من الزمن، عمل الإمام الخميني(رض) وعلى مدى سنين من عمره الشريف على معالجة هذه الأسباب ورفعها، وكان يوجّه المسلمين إلى الحقائق التي تساعد في حال الاعتماد عليها أو الاستفادة منها في استعادة القدس وفلسطين، ومن هذه الحقائق والمقولات والثوابت:
- أولاً: العودة إلى الإسلام المحمدي الأصيل ومنابعه والالتزام بأحكامه، يقول الإمام الخميني(رض): "ما لم نعد إلى الإسلام، إسلام رسول الله، فسوف تبقى مشاكلنا على حالها ولن نستطيع حل قضية فلسطين".
- ثانياً: رفض المعاهدات واتفاقات الصلح أو المساومات والتنازلات مع هذا الكيان اللقيط، لأنَّ في ذلك إعطاء الشرعية لوجود هذا الكيان الغاصب (إسرائيل).
واعتداءاته، بينما المطلوب اعتباره كياناً غاصباً محتلاً إرهابياً متسلطاً وغير شرعي. يقول الإمام الخميني(رض): "إن معاهدة كامب ديفيد وأمثالها تهدف إلى منح الشرعية لاعتداءات الكيان الصهيوني وقد غيرت الظروف لصالح الكيان ".
كما يقول قدس سره: "إنني اعتبر مشروع الاعتراف بـ"إسرائيل"بمثابة الكارثة بالنسبة للمسلمين وبمثابة الانفجار بالنسبة للحكومات، وإنني اعتبر الإعلان عن معارضة ذلك فريضة إسلامية كبيرة".
- ثالثاً: المبادرة لإقتلاع مادة الفساد التي يمثلها وجود الكيان الصهيوني وليس الوقوف فقط في وجه اعتداءاته وممارساته. يقول الإمام الخميني(رض): "إن الكيان الصهيوني (إسرائيل)غاصبة، ويجب أن تغادر بأسرع وقت، وطريق الحل الوحيد هو أن يقوم الأخوة الفلسطينيون بالقضاء على مادة الفساد هذه بأسرع وقت".
- رابعاً: الاستفادة من الإمكانات والوسائل العسكرية المستندة إلى الإيمان، يقول الإمام الخميني(رض): "يجب ومن أجل تحرير القدس، الاستفادة من المدافع الرشاشة المتكلة على الإيمان وقدرة الإسلام، وترك اللعب بالسياسة التي يُشم منها رائحة الاستسلام، والتخلي عن فكرة إرضاء القوى الكبرى".
- خامساً: الدعوة إلى الوحدة بين المسلمين من اجل مواجهة التحديات وعلى رأسها مواجهة "إسرائيل"والقضاء على بذرة الفساد التي تمثلها. يقول الإمام الخميني(رض): "لقد أكدت دائماً على وحدة المسلمين في العالم لمواجهة الأعداء بما فيهم الكيان الصهيوني".
ويقول قدس سره: "إنني أتمنى أن يتخلصوا من الاختلافات، وأن تتوجه الحكومات نحو القضايا الإسلامية وأن يقطعوا بمشيئة الله هذه الغدة السرطانية من أراضيهم".
- سادساً: الدفاع عن الأهداف الفلسطينية الشريفة والمحقّة، وحماية المجاهدين ودعم انتفاضتهم، ففي ذلك السبيل إلى تحرير فلسطين.
يقول الإمام الخميني(رض): "على البلدان الإسلامية أن تدافع بكل قواها عن الأهداف الفلسطينية، وأن تدافع عن الحركات التحررية في العالم"ويقول قدس سره: "ينبغي أن نقدم الدعم لتظاهرات وانتفاضة الشعب الفلسطيني مقابل ظلم الكيان الصهيوني ليتغلب على هذا الغول الغاصب والمفترس"، كما يقول قدس سره: "إنهم مجازون في الصرف إلى حد الثلث من سهم الإمام عجل الله فرجه الشريف على اللاجئين والمشردين والمناضلين".
- سابعاً: ضغط الشعوب المسلمة على الحكّام لإحراجهم ودفعهم نحو المواجهة مع "إسرائيل"، وباتجاه استخدام القوة العسكرية في مقابلها وسلاح النفط.
يقول الإمام الخميني(رض): "إذا أردتم أن تنقذوا فلسطين فعلى الشعوب أن تثور بنفسها وتدفع حكوماتها لمواجهة الكيان الصهيوني "، ويقول قدس سره: "يجب على الشعوب دفع حكوماتهم للنهوض بجدية لمواجهة أمريكا و الكيان الصهيوني وذلك باستخدام القوة العسكرية وسلاح النفط".
البحث
الأرشيف التاريخي