الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وأحد عشر - ٢٩ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وأحد عشر - ٢٩ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

رئيس المجلس الوطني للأديان في العراق الشيخ يوسف الناصري للوفاق:

العد التنازلي لنهایة الكیان الصهیوني قد بدأ وقدرات جبهة المقاومة تتصاعد

إن أحرار العالم، وأبناء هذه الأمة الباسلة، وشعب فلسطين الصامد، لن يركعوا أمام إرادة المحتل ”الصـهيوني”، ولن يستكينوا لظلم واستكبار الحكومات المتحالفة معه، بل شهدنا هبةً شعبيةً من أبناء الأمة الإسلامية والعربية، وأحرار العالم، من كل القارات والدول والثقافات والمذاهب؛ عَلَت أصواتها لوقف التدمير والعقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني، منذ ايام أقيم مؤتمر دولي في طهران لدراسة «الأبعاد القانونية لجرائم الكيان الصهيوني وحماته في غزة»، بمشاركة شخصيات محلية ودولية بارزة من إيران و16 دولة حول العالم في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المقاوم الأبي، وعلى هامش هذا المؤتمر أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الشيخ الدكتور يوسف الناصري رئيس المجلس الوطني للأديان في العراق وفيما يلي نص الحوار:

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

حرب غزة معاناة مضاعَفة للمرأة والطفل الفلسطيني  
قال الناصري في الحقيقة ما يجري في غزة اليوم أكثر من مأساة واكبر من مؤامرة، هي جريمة تتجاوز كل القانون الإنساني والحقوق البشرية، فما يتعرض له الشعب الفلسطيني هناك مؤلم جداً خصوصاً ما تتعرض اليه المرأة الفلسطينية والطفل الفلسطيني اللذين لا يمتلكان سوى الله سبحانه وتعالى مدافعاً لهم ولحقوقهم، ونحن ننظر ان هذا العداء وهذه الكراهية الصهيونية الشديدة للشعب الفلسطيني نابعة من دَيدن هذا الكيان الغاصب، لا مأوى لهم ولا يوجد لهم طعام ولا يوجد لهم كفن ولا يوجد لهم ادوية ولا يوجد لهم حتى ابسط حقوق الانسان الطبيعي نحن نناشد العالم والوجدان البشري ان يتعاونوا على خدمة الشعب الفلسطيني ومواجهة هذا الكيان الصهيوني المحتل.
قدرات جبهة المقاومة تتصاعد وقال الناصري بانه عار على المسلمين ان لا يعلنوا عن مواساتهم ولا يلبوا نداء المظلومية للشبان الفلسطينيين الاعزاء الذين لوّنت دماؤهم جدران المسجد الاقصى والذين تلقوا رصاص الرشاشات من حفنة من المحتلين جواباً لمطالبهم الحقة المشروعة.
ویقول الامام الخامنئي(حفظه الله) ان العد التنازلي لنهایة الكیان الصهیوني قد بدأ وقدرات جبهة المقاومة تتصاعد وتتسع لتشمل جمیع أرجاء فلسطین وخارجها وان الشباب  سیشهدون تحریر فلسطین.
 ففي عام ١٩٣١ قام المرجع الدیني الشیخ محمد حسین كاشف الغطاء بزیارة تاریخیة إلى فلسطین حیث شارك في المؤتمر الاسلامي المنعقد في القدس ملبيا دعوة مفتي القدس الشیخ امین الحسیني (1895- 1974) وقد حضر المؤتمر كبار علماء العالم الإسلامي وألقى خطابات في الجماهیر المكتظة تدعو المسلمین في كل الامصار إلى الجهاد ضد الصهاینة، واقام صلاة الجماعة في المسجد الأقصى المبارك وزار العدید من القرى الفلسطینیة لدعم صمودهم.
ولآیة الله العظمى الشیخ محمد حسین كاشف الغطاء مواقف مجیدة للدفاع عن فلسطين فوثب وثبة الاسد الذائد عن حیاض أشباله، فسافر إلى المؤتمر الاسلامي في فلسطين وبمعيته العلامة الشيخ عبدالرسول كاشف الغطاء صاحب مجلة لواء الوحدة الإسلامیة ومؤسس جمعیة الوحدة الإسلامیة ولفت العالم الإسلامي بخطر الصهاینة وخطب الخطب العدیدة في محافل حاشدة واجتماعات حافلة بعبارات كلها آیات بینات مستنهضا هممهم.
وقد صدرت منه عدة نداءات حول قضیة فلسطین، منها ما نشرته جمعیة الدفاع عن فلسطین رقم (11) بغداد/ السبت في 6 آب 1938م في 5 جمادى الآخرة 1357 ، هذا نصه: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم)، أیها العرب أیها  المسلمون، إن الجهاد أصبح واجباً علیكم في سبیل الوطن) وقد وجّه سماحة الإمام الشیخ محمد حسین كاشف الغطاء نداءً عاماً إلى الأمة الإسلامیة وجعل یوم الجمعة 5 آب سنة 1938م یوم فلسطین وقد جاء في هذا النداء ما نصه: أیها العرب وأیها المسلمون؛ بل أیها البشر وأیها الناس أصبح الجهاد في سبیل فلسطین واجبا على كل إنسان لا على العرب والمسلمین فقط. نعم هو واجب على كل إنسان لا بحكم الأدیان والشرائع فقط؛ بل بحكم الحس والوجدان ووحي الضمیر وصحة التفكیر والخطة العملیة في ذلك أن من یستطیع اللحاق بمجاهدي فلسطین بنفسه فلیلتحق بهم ولا أقول: إني ضمین له أنه كالمجاهدین مع النبي(ص) في بدر. فإن المقام أجلى وأعلى من ذلك المقام مقام شرف وغیرة وحس وشعور لا مقام طلب أجر وثواب وإن كان ذلك بأعلى مراتبه ومن لم یستطع اللحاق بنفسه فلیمدهم بماله إما بتجهیز من لا مال له لیلحق بهم أو بإرسال المال إلى المجاهدین وعیالهم وأطفالهم، ومن عجز عن ذلك فعلیه أن یجاهد ویساعد بلسانه وقلمه ومساعیه جهد إمكانه وهذا أدنى المراتب،ّ ولیكن كل أحد على علم جازم أن القضیة قضیة موت العرب وحیاتهم  (واستكمالا للنهج الذي اتبعه اسلافه، برز بشكل جلي اهتمام آیة الله العظمى السید علي السیستاني بأحداث فلسطین والقدس منذ تصدیه للمرجعیة الدینیة العلیا. فقد صدرت عدة بیانات عن سماحته تعلیق على أرض فلسطین، وهذه البیانات كانت تشدد على وجوب استعادة الحقوق ونصرة الشعب الفلسطیني المظلوم.
فلسطين مُلك العرب والمسلمين
وذكر الشيخ الناصري: يجدر بنا الاطلاع على خلاصات مما افتى به العلماء المعاصرون حول القضية الفلسطينية وبخاصة في هذه الآونة التي يحتاج الجميع فيها الى بصيرة وحكمة، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
اولاً: فتوى علماء الأزهر عام 1947م: بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطین وحمایة المسجد الأقصى؛ حیث قام علماء الأزهر بتوجیه ندائهم إلى أبناء الإسلام بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطین وحمایة الأقصى، وذلك بعد قرار تقسیم فلسطین الذي وافقت عليه الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 29 /11/ 1947م والذي یقضي بإقامة دولة يهودية واخرى فلسطينية على ارض فلسطين، وهو القرار الذي يعد اليوم اساسا لما يسمى بقرارات (الشرعية الدولية) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقد وقع على هذه الفتوى 26 عالما من علماء الأزهر، كان منهم: الشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد دراز، وغيرهم من اهل العلم والفضل والدين.
ومما جاء في هذه الفتوى قول العلماء: ان قرار هيئة الامم المتحدة قرار من هيئةٍ لا تملكه، وهو قرار باطل جائر ليس له نصيب من الحق والعدالة، ففلسطين مُلك العرب والمسلمين بذلوا فيها النفوس الغالية والدماء الزكية، وستبقى ان شاء الله – مُلك العرب والمسلمين رغم تحالف المبطلين، وليس لأحد كائنا من كان ان ينازعهم فيها او يمزقها.
ثانیا:ً انعقد في القدس یوم  20/10/1323 هــ اجتماع كبیر لعلماء ودعاة فلسطین، من مفتین وقضاة ومدرسین وخطباء، وأصدروا بالإجماع فتوى بخصوص بیع الأراضي في فلسطین للیهود، وأن ذلك البیع یحقق المقاصد الصهیونيّة في تهويد هذه البلاد الاسلامية المقدَّسة وإخراجها من أیدي أهلها وإجلائهم عنها وتعفیة أثر الاسلام بخراب المساجد والمقدَّسات الإسلامیة كما وقع في القرى التي بيعت لليهود وأخرج اهلها متشردين في الارض، فقد اتفقوا على ان البائع والسمسار والوسيط في بيع الاراضي بفلسطين لليهود عامل ومظاهر على اخراج المسلمين من ديارهم، وانه مانع لمساجد الله ان يذكر فيها اسمه وساع في خرابها، وهو كذلك متخذ اليهود اولياء، لان عمله يعد مساعدة ونصراً لهم على المسملين وموذ لله ورسوله(ص) وللمؤمنين، وخائن لله ولرسوله(ص) وللامانة.
ثم اوضحو ان اولئك الباعة والسماسرة والوسطاء في بيع اراضي فلسطين لليهود: كل اولئك ينبغي الا يصلي عليهم ولا يدفنوا في مقابر المسلمين، ويجب نبذهم ومقاطعتهم واحتقار شأنهم وعدم التودد اليهم والتقرب منهم، ولو كانوا آباء او ابناء أو اخواناً أو ازواجاً، وان السكوت عن أعمال هؤلاء والرضا بها مما يحرّم قطيعا.
رفض العرب قرار تقسيم فلسطين
وهنا اوضح الناصري بأن القانون الدولي يعتبر أن صاحب الحق الحصري في تقرير مصير فلسطين هو الشعب الفلسطيني الذي كان يسكن البلاد عندما احتلها الاستعمار، واصبحت من جملة المستعمرات في العالم، وبهذا يكون الشعب العربي الفلسطيني (من مسلمين ومسيحيين وغيرهم) هو صاحب ذلك الحق.
 ويُعتبر القانون الدولي أن كل ما يقوم به الاستعمار، اثناء حكمه للبلد المستعمر، من تغير جغرافي او ديمغرافي هو غير شرعي، ويجب ان يعود البلد الى وضعه السابق.
ولهذا أخطأت هيئة الامم المتحدة بإصدارها قرار تقسيم فلسطين الرقم 181 لعام 1947، لأنها لا تملك حق تقسيم أي بلد الى دولتين وتقرير مصيره، بما احدثه الاستعمار من تغيير سكاني، وهذا ما يؤكده ميثاق هيئة أو اعتراف الامم ايضا، ومن ثم فان هيئة الامم غير قادرة، وغير مؤهلة قانونا لإعطاء شرعية لتقسيم فلسطين، أو إقامة كيان يهودي استيطاني فيها، وبغض النظر عن الحجم الذي اقتطعته منها.
وبالمناسبة يجب عدم القبول بمصطلح (المجتمع الدولي) أو اعطائه صفة الشرعية لقراراته، لانه يمثل اغتصابا وعدوانا على شعوب العالم ودوله، الأمر الذي ينطبق على الاعتراف الدبلوماسي بـ( الكيان الصهيوني من قبل أية دولة حتى لو اجتمعت دول العالم كله على الاعتراف بها: اذ تظل غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي.
ان الذي يستطيع ان يعطي الكيان الصهيوني أية شرعية على أرض فلسطين أو يبقيه بلا شرعية، هو الشعب الفلسطيني، وذلك بسبب حقه الحصري في تقرير مصيره بموجب القانون الدولي.
هذه النقطة يجب ان يدركها الشعب الفلسطيني أولا، كما يجب ان تدركها فصائل المقاومة وكل النخب، الأمر الذي يعني امتلاك أهم ورقة وأقواها في القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

 

البحث
الأرشيف التاريخي