محاميان في القانون الدولي من فلسطين وتونس للوفاق:
الكيان الصهيوني قام بخرق واضح للقانون الدولي.. يجب تعقب مجرمي الحرب
فلسطين هي البوصلة والقضية الهامة للأمة الإسلامية، ونشهد الجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والتي يندى لها جبين الإنسانية، ومن جهة أخرى نشهد ازدواجية معايير بعض الدول أمام الأحداث التي تجري في غزة، لم نشهدها من قبل، هناك عدوان وحشي على فلسطين، ودول الأمم المتحدة تتصرف بشكل مزدوج. قبل فترة أقيم مؤتمر دولي في طهران لدراسة الأبعاد القانونية لجرائم الكيان الصهيوني وحماته في غزة، وكان ذلك بحضور محامين دوليين من مختلف أنحاء العالم وقد شارك في هذا المؤتمر الذي عقد بالتعاون المشترك بين منتدى الصحوة الإسلامية العالمي ونقابة المحامين بالمركز أكثر من 20 محامياً وحقوقياً من مختلف دول العالم، والذين اقترحوا إجراءات قانونية ضد جرائم الكيان الصهيوني في غزة، ويمكن لهذا المؤتمر أن يساعد في رفع مستوى الوعي العام، والدعم القانوني للشعب الفلسطيني المظلوم. ففي هذه الأجواء إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع ممثلي فلسطين وتونس في هذا المؤتمر، فتحدث لنا الدكتور محمود خالد الحنفي من فلسطين، والذي يعمل مديراً لمنظمة حقوقية، ومحاضراً في القانون الدولي وحقوق الإنسان في الجامعة، وانخرط في الأنشطة الأكاديمية والإجتماعية والتربوية والسياسية والشعبية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ونشر مجموعة من الأبحاث والدراسات والمقالات الحقوقية والقانونية في هذا المجال، كما تحدث الدكتور خالد شوكات من تونس، والذي هو أيضاً شخصية سياسية وإعلامية وحقوقية، وأكاديمية، ونشرت له أبحاث ودراسات في عديد من المجلات، وله نشاطات كثيرة مشهورة، وعبّر المحاميان عن رأيهم واقتراحاتهم للمواجهة القانونية للكيان الصهيوني المحتل، وفيما يلي نص الحوار:
الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته
رفض الكيان الصهيوني
بداية أشار الدكتور محمود الحنفي أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان من فلسطين إلى استهتار الكيان الصهيوني بقرارات الأمم المتحدة، ودعا الحكومات إلى الاتحاد مع بعضها البعض من أجل رفض هذا الكيان المحتل.
وأكد خلال حديثه على أنه على الرغم من عدم قدرة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منع جرائم الكيان الصهيوني، إلا أنه من الممكن اتخاذ إجراءات قانونية ضد هذا الكيان المحتل.
وأضاف الحنفي أن هذه المعركة معركة شرعية ويجب الإيمان بها، ومن خلال توفير الدعم السياسي اللازم والتغطية للإجراءات القانونية، يمكن اتخاذ إجراءات جيدة.
تحشيد دبلوماسي لدعم القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالمؤتمر قال الحنفي: الندوة كانت مهمة جداً، خاصة جاءت من دولة تدعم القضية الفلسطينية بأشكال متعددة، وأعتقد ان دخول إيران إلى الدعم القانوني ببناء تحالف إسلامي لتحشيد الرأي العام العالمي تجاه محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات مسألة يكون لها اتجاه وأثر كبير، آمل أن يستمر هذا الجهد بزخم أكبر، بنفس القدر الذي تدعم فيه ايران القضية الفلسطينية وتقدّم تضحيات كبيرة في ذلك المجال ، آمل أن يكون هناك أيضاً دعم قانوني من خلال تحشيد دبلوماسي، عن طريق علاقتها بالمنظمات الدولية، من أجل المساهمة في فضح الإحتلال، وجرائمه، ومن ثم سوق المجرمين إلى المحاكمات.
مواجهة الكيان الصهيوني بصورة قانونية
أما حول مواجهة الكيان الصهيوني بصورة قانونية، قال الخبير القانوني التونسي الدكتور خالد شوكات: الكيان الصهيوني هو الكيان الأكثر خرقاً للقانون الدولي منذ نشأته، بل إنه قام على خرق فاضح وواضح للقانون الدولي، لأن قرار التقسيم 181 ينص على إنشاء دولتين، تقسيم فلسطين وإنشاء دولتين، دولة لليهود، ودولة للفلسطينيين الذين هم أصحاب الأرض،
لكن هذا لم يحدث.
فُرضت نشأة يهودية بقوة الغرب، والكيانات الداعمة لهذه الخلية السرطانية قامت بخرق واضح للقرارات الدولية، وفي فرض باعتماد القوة، على المجتمع الدولي، ثم تتالت عملية خرق القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في جميع الحروب، التي قامت في مواجهة هذا الكيان، وأخيراً لاحظنا كيف قام هذا الكيان بعملية إبادة جماعية، والجريمة التي ارتكبها بحق إمرأة فلسطينية، بما حرّك المجتمع الدولي القانوني سواء الحكومي أو غير الحكومي، واليوم هذا الكيان يقف مُداناً أمام محكمة العدل الدولية التي هي رمز للقضاء الدولي، وكذلك يقف قادته أمام محكمة الجنايات الدولية، في متابعات يُفترض أن تقود إلى إيقاف مجرمي الحرب وعلى رأسهم نتنياهو، فهذه العملية، سواء التي تحدث في محكمة العدل الدولية أو التي تحدث في المحكمة الجنائية الدولية كلاهما تقتضي تعبئة لرجال القانون، وللمدافعين عن حقوق الإنسان، وللمتخصصين في القانون الدولي الإنساني، تعبئة لصالح هذه المؤسسات الدولية ولصالح إدانة هذا الكيان على أكثر من مستوى وفي أكثر من مؤسسة.
طرق ملاحقة ومحاسبة قادة الإحتلال
أما الدكتور الحنفي عندما سألناه عن المواجهة القانونية إلى جانب المواجهة العسكرية، قال: العمل والجهد القانوني لا يقل أهمية عن العمل السياسي أو العسكري، و "إسرائيل" ككيان محتل طول هذا الجانب، ونحن يجب أن نوليه بشكل أكبر، لماذا؟ لأن أولا "إسرائيل" كيان معتدي، ونحن أصحاب حق، أنظروا كيف أن المعتدي يكذب وينقل أخبار كاذبة، ونحن أصحاب الحق، أعتقد أن هناك أربعاً أو خمساً من الطرق لكي نقود قادة الإحتلال إلى المحاسبة والملاحقة، منها محكمة العدل الدولية، وأن يكون هناك جهود كما قلت، وأن تنضم إيران إلى الجهود، وأعتقد أن هناك جهودا في هذا الخصوص، قريباً ستعلن، إلى محكمة العدل الدولية إلى جنوب أفريقيا وتركيا وليبيا، وأيضاً أن يكون هناك من طرف أعتقد "كريم خان"، وهو من محكمة العدل الدولية، وأعتقد أن الضغط باتجاهه يجب أن يكون قويا، والمسألة الثالثة هي أن نشجّع وندعم الجامعات، وهذا أمر خطير جداً في الجامعات الغربية، وعلينا أن ندعم هذه الجهود ونقدّم لها كلما تحتاج من صور ومشاهد، وأما المسألة الأخيرة هي ملاحقة الشركات الغربية التي تدعم الشركات الصهيونية، من الأسلحة والسجون وغير ذلك، لأن هذه الشركات تبحث عن ربح ونحن علينا أن نفضح هذه الشركات، وأعتقد أنه سيكون أمر مهم إن شاءالله.
تعقيب مجرمي الحرب وقادة الكيان الصهيوني
ومن جهته قال الدكتور خالد شوكات في هذا المجال: الإدانة في رأيي مُركّبة على مستويين، يجب أن تتظافر فيها جهود الحكومات، وأيضاً جهود المنظمات غير الحكومية، التي تتحرك على مستوى الجنايات الدولية، وروابط المحامين ورجال القانون في كل مكان، تتحرك من أجل تعقّب كل مجرمي الحرب، وقادة الكيان الصهيوني، فهذه الجهود الحكومية وغير الحكومية يجب أن تتظافر وهذه الندوة هي الدليل أو لبنة في هذا المسار، وبالتأكيد تؤثر هذه الندوات، وهذه الخطوات وأي حركة يُمكن أن تعزز هذا الحراك العام بالتأكيد تؤثر.
تضحية الطلاب من أجل دعم فلسطين
وفيما يتعلق بحركة الجامعات الأمريكية والأوروبية، قال الحنفي: من المهم أنه كما حصل نشاط الآن هنا، تكون هناك أنشطة في جامعات أخرى لدعم القضية الفلسطينية، وهكذا ما قام به الطلاب وبالمناسبة الطلاب قدّموا تضحية، بما أنهم حُرِموا من الدراسة، طُرِدوا من الجامعة، وفُصِلوا، هذه كانت تضحية، ونحن يجب أن نقدّر جهود هؤلاء الطلاب وأن نقوم بعقد شراكات مع بعض هذه الجامعات، وأن نُعلي شأن هؤلاء الطلاب، لأن هؤلاء الطلاب وخاصة في الغرب، هم الدِماغ الذي يُفكر، وهم العقلاء، والعاقل عندما يشاهد الجرائم، لم يتحمّل، وهذا ما يمكن قوله بهذا الخصوص.
سياسة الكيل بمكيالين
بعد ذلك تطرقنا إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها أمريكا والدول الغربية، تجاه جرائم الكيان الصهيوني، فقال الحنفي في هذا المجال: المشروع الغربي، فُضِحَ بصراحة، فكانت هناك دعوات لحقوق المرأة والطفل وغير ذلك، الآن فُضحت هذه كلها، الرسالة الحضرية التي كان يحملها الغرب، سقطت، والمشروع الرسالي الحضاري الذي كان يحمله الأوروبيون الغربيون، أيضاً سَقَط، الآن هذه مقدمة للقول أنكم دعاة كذب ولستم دعاة حرية حقوق الإنسان، بدليل أنكم دعمتم قادة الإحتلال، وشاهدتم قتل النساء والأطفال ولم تفعلوا شيئاً، أليست المرأة والطفل من الفئة التي تهتمون بها؟
وختم كلامه أستاذ القانون الدولي الفلسطيني بأن حقيقة كانت أحداث غزة مهمة جداً، لفضح المشروع الغربي.