الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة - ٢٧ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة - ٢٧ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

بين التعاطف والتأكيد على العلاقات القوية

كيف تفاعلت وسائل الإعلام التركية مع استشهاد آية الله رئيسي؟

الوفاق/ شهدت وسائل الإعلام التركية في الأيام القليلة الماضية تغطية إعلامية واسعة لحادث استشهاد رئيس جمهورية إيران الإسلامية آية الله السيد إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث سقوط طائرة مروحية. حيث غطت الصحف والقنوات التلفزيونية والمحللون السياسيون الأتراك هذا الحدث المؤسف بشكل مفصل ومستفيض.
أثار استشهاد آية الله رئيسي ردود أفعال واسعة في تركيا، دولة الجوار الإقليمي لإيران. حيث سارعت أنقرة إلى التعبير عن تعازيها وتضامنها مع الشعب الإيراني الشقيق في هذا المصاب الجلل. كما سلطت وسائل الإعلام التركية الضوء على أبعاد هذا الحدث وتداعياته المحتملة على الاستقرار في المنطقة ومستقبل العلاقات الإيرانية-التركية.
في هذا السياق، تناولت الصحف التركية على اختلاف توجهاتها السياسية الحادثة من زوايا متعددة، بين تغطية إخبارية ونقل تصريحات المسؤولين وتحليلات ومقالات رأي لخبراء ومحللين سياسيين حول الموضوع. حيث جرى التركيز على سير الأحداث وإمكانية تأثيرها على موازين القوى في المنطقة وطبيعة العلاقات بين البلدين الجارين.
تعاطف إعلامي تركي مع الجارة ايران
اعتبرت الصحف التي تصدر في أنقرة إعلان يوم الحداد العام بأمر من رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية رمزًا للعلاقات الوثيقة بين أنقرة وطهران. وقد انعكست هذه العبارة من أردوغان في العديد من وسائل الإعلام: "في هذه الأيام الصعبة، نحن إلى جانب صديقتنا أختنا إيران بكل قوة".
كتبت صحيفة آيدنلك، الناطق الإعلامي لحزب الوطن الشيوعي التركي، في عنوانها الرئيسي: "سنحافظ على ذكرى الشهيد آية الله رئيسي حية في صداقة وأخوة تركيا - إيران – جمهورية أذربيجان".
وأعلن محمت يوفا، أحد محللي صحيفة آيدنلك، أن استشهاد رئيسي حدث مهم، لكن إيران قوة إقليمية مهمة لن تتزعزع. وأعلنت الصحيفة أيضًا أن بعثة من قادة حزب الوطن ذهبت لزيارة سفير جمهورية إيران الإسلامية في أنقرة بعد إعلان خبر استشهاد آية الله رئيسي ومرافقيه، وعبّروا عن تعازيهم ومواساتهم.
حسب ما ذكرته صحيفة ييني تشاع الصادرة في أنقرة، فإن مساوات درويش أوغلو الذي تولى مؤخرًا قيادة حزب الخير، عبّر في خطابه الرسمي أمام نواب الحزب في البرلمان التركي عن تعازيه لحكومة وشعب إيران بإستشهاد آية الله رئيسي ورفاقه.
وكما كان متوقعًا، غطت بعض الصحف في أنقرة، بما في ذلك الصحف القريبة من حزب العدالة والتنمية وحكومة أردوغان، بشكل مبالغ فيه جداً ما اسموه دور الطائرة التركية المسيرة "أكينجي" في العثور على رفات الشهداء الإيرانيين الطاهرة. لكن المحللين السياسيين فضلوا تحليل مدى التغييرات التي ستطرأ على موازين القوى السياسية والأمنية في المنطقة بعد هذا الحدث.
الاستقرار سائد في ايران
نشر حقي أويغور، عضو هيئة التدريس في جامعة الاستخبارات الوطنية التركية (الجامعة الخاصة لخدمة المخابرات الوطنية ميت)، تحليلاً حول هذا الموضوع في وكالة أناضول للأنباء. ويعتقد أنه "لا يمكن توقع أن يؤثر هذا الحادث على الوضع في الشرق الأوسط. فالاستقرار سائد في إيران، ووفقًا للمادة 131 من الدستور، فإن نائب الرئيس يتولى صلاحيات رئيس الجمهورية بموافقة قائد الثورة، ويتعين على مجلس مكون من نائب الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية توجيه البلاد نحو انتخابات مبكرة لاختيار رئيس جمهورية جديد في غضون 50 يومًا. وبهذه الطريقة، سيتم اختيار رئيس جمهورية إيران الجديد قريبًا، وستستمر السياسات الداخلية والخارجية المعروفة لإيران كالمعتاد. وشدد أويغور على أنه "لا توجد أي مؤشرات على احتمال حدوث أعمال تخريبية"
استقرار ايران ثمين لتركيا
كتب البروفيسور ياسين أكتاي، عالم الاجتماع والمستشار السابق لأردوغان، في صحيفة ييني شفق: "في هذه الأيام تنوح إيران. لهذا السبب أقدم التعازي لشعب إيران. إن الشعب الإيراني يمر باختبار صعب. أتمنى لهم الصبر".
كما كتب طاها آق يول، أحد المحللين البارزين في تركيا، في صحيفة قرار الصادرة في أنقرة: "جمهورية إيران الإسلامية ليست كسائر الدول الإسلامية في المنطقة، فلها شخصية وطابع سياسي خاص نابع من حضارة وثقافة إيران ومعتقداتها الثورية. يجب أن نعزي هذه الخسارة لهذا الجار المهم. إن لإيران مكانة مهمة في المنطقة والعالم، وقد تجاوزت إيران تركيا من حيث النجاح والاقتباس في المجلات العلمية الموجودة في قواعد البيانات الاستشهادية الدولية. يجب أن أقول إن استقرار إيران ثمين بالنسبة لتركيا والمنطقة.
ايران تقف بوجه جرائم الكيان الصهيوني
نوّهت صحيفة ييني أكيت الصادرة في أنقرة والقريبة من الإسلاميين الأتراك إلى المواقف الثورية لجمهورية إيران الإسلامية تجاه جرائم الكيان الصهيوني في الأشهر الأخيرة، وأشارت إلى ضرورة الانتباه إلى كيفية تعامل الإمبريالية والصهيونية مع قوة إيران ونفوذها الإقليمي.
للشهيد آية الله رئيسي مكانة خاصة عند الشعب والقيادة الايرانية
أشارت صحيفة ملي غازيتي الصادرة في أنقرة، الناطق الإعلامي لحزب السعادة الإسلامي، إلى المشاركة الحاشدة للجماهير في طهران وتبريز في تشييع شهداء حادثة تحطم الطائرة المروحية، وأعلنت في تقرير خاص أن إقامة الصلاة على جثمان الشهيد آية الله رئيسي من قبل القائد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية كانت دليلاً آخر على مكانته ومنزلته الخاصة في الجمهورية الإسلامية.
سيناريوهات الغرب وهمية
وكتب صمد جان كوجاغور، أحد الصحفيين الأتراك في تحليله: "كان الغرب يسعى إلى إبراز سيناريوهات وهمية وبث الخوف والهلع بين الشعب الإيراني، ليوحي بأن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة قادرتان على تحقيق أي هدف تريدان. لقد أطلقوا حملة دعائية لا لشيء سوى بث الخوف والقلق وإبعاد الناس عن الحكومة. لكن التدفق الجماهيري للمواطنين في مدينتي تبريز وطهران لتشييع شهدائهم أظهر أن الغربيين لم ينجحوا مرة أخرى في تحقيق أهدافهم".
ايران لن تتأثر وعلاقات طهران وأنقرة قوية
وكتب عصمت أوزتشيليك، أحد المحللين السياسيين الأتراك الآخرين: "تولى الشهيد آية الله إبراهيم رئيسي منصبه منذ عام 2021. خلال فترة توليه المسؤولية، انضمت إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، وأصبحت لاعباً رئيسياً في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. عزز رئيسي علاقات إيران مع الدول العربية والأفريقية بما في ذلك السعودية والكويت ومصر والسودان، وأدار بشكل صحيح الصداقة الخاصة مع روسيا والصين، وزاد من إنتاج النفط، وعزز نفوذ إيران في آسيا، وضرب بعصا غليظة حصانة الكيان الصهيوني. ومع ذلك، فإن إيران لن تتأثر بعد شهادة آية الله رئيسي أيضًا. فهذا البلد له بنية قوية ومؤسسية، وستُجرى الانتخابات في 28 يونيو، ولن تتغير السياسة الخارجية الإيرانية. كانت إحدى عبارات رئيسي المهمة حول علاقات طهران وأنقرة: لا أحد يستطيع إحداث انقسام بيننا. هذا هو الموقف الرسمي لإيران.
البحث
الأرشيف التاريخي