خلال الاحتفال التكريمي للرئيس الشهيد رئيسي ووزير الخارجية الشهيد أمير عبداللهيان ورفاقهما
السيد نصر الله: سيزداد دعم إيران لحركات المقاومة.. والمفاجآت للعدو آتية
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن موضوع دعم المقاومة قاعدة ثابتة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجزء من هويتها وطبيعتها وجزء أصيل من دينها ولا يتبدل مع تبدل المسؤولين»، مشددًا على أن إيران كانت وستبقى السند الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة.
ايران السند الأقوى في العالم لحركات المقاومة
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهداء الأبرار، ر ئيس الجمهورية الشهيد آية الله السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الشهيد حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، أشار إلى أن حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني ورفاقه مؤلمة جدًا ومحزنة جدًا في إيران وخارجها وقد أبكتنا، مشيرًا إلى أننا «نحتاج إلى القدوة والأسوة والنموذج لأنّه بدون القدوة يبقى ما نؤمن به مجرد أفكار وحبر على ورق».
ولفت إلى ضرورة «أن ننظر إلى الشهيد السيد رئيسي كقدوة في كل المواقع التي تولّى فيها المسؤولية»، وأشار إلى أن «جنازة تشييع الشهداء السيد رئيسي وصحبه الكرام هي ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشرية بعد الإمام الخميني( ره) والشهيد حاج قاسم سليماني».
معركة طوفان الأقصى والحائط المسدود
كما تطرّق السيد نصر الله إلى معركة طوفان الأقصى والحائط المسدود الذي يتجه نحوه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، منبِّهًا إلى أن اعتراف بعض الدول بدولة فلسطين يُعتبر خسارة إستراتيجية للكيان الصهيوني وهو من نتائج طوفان الأقصى وما بعده.
وبيّن أن على العدو أن ينتظر من مقاومتنا المفاجآت، مضيفاً: «دائمًا كنا واضحين بأننا عندما نذهب إلى معركة نذهب بعناوين وأهداف واضحة، وقلنا إن الهدف الأول مساندة غزة، والهدف الثاني منع أي عدوان استباقي للعدو على لبنان».
وردًّا على نتنياهو، حول قوله عن «خطط مهمة ومفصلة بالنسبة لإعادة الأمن إلى الشمال»، قال سماحته «فاجأتكم غزة. هناك فرقة انهارت بكاملها، وجيش النخبة انهار أيضاً»، مضيفًا «فاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 تشرين، حينما بادر حزب الله إلى فتح الجبهة، وفاجأكم اليمن، وعندما قصفتم القنصلية الإيرانية في دمشق فاجأتكم الجمهورية الإسلامية بوعدها الصادق.. ونحن من يحق له أن يتحدث عن مفاجآت».
السيد نصر الله تناول تطورات معركة طوفان الأقصى، وقال «اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة، الإسرائيليون أنفسهم في السلطة والمعارضة كلّهم يجمعون على أن ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل، والعدو يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل».
وأضاف «لم يستطع العدو تحقيق أي هدف من أهدافه، واعترف بذلك رئيس المجلس الأمن القومي في الكيان، ومن أهم ما يعاني منه المسؤولون في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين، وهذا الاعتراف هو خسارة إستراتيجية للكيان الصهيوني، وهذا من نتائج طوفان الأقصى وما بعد طوفان الأقصى».
تزامن عيد المقاومة والتحرير مع الحادثة الأليمة
ولفت في بداية كلمته إلى أننا «في أيام عيد المقاومة والتحرير وقد حصلت هذه الحادثة الأليمة، وبالتالي دخلنا في أجواء الحزن والفقد، وقررنا أن لا نقيم احتفالات كما كانت تجري العادة لأن طابعها هو طابع الفرح، ونحن في أيام مصاب وحزن».
وتابع «سنكتفي بالكلمات والحديث عن تضحيات المقاومة وشعبها اليوم وغدًا وفي الأيام القليلة المقبلة، وأكتفي اليوم بأن أبارك لكم جميعًا ولكل الشعب اللبناني ولكل الأحرار في المنطقة والعالم بعيد المقاومة والتحرير».
كما تقدّم بالتعزية برحيل سماحة العلامة المحقق الشيخ علي كوراني، مشيرًا إلى الدور الذي لعبه في بدايات تأسيس حزب الله، معلنًا أن حزب الله سيقيم في الأسبوع المقبل حفلًا تأبينيًا تكريميًا لسماحته وسيتحدث خلاله، مجدّدًا تقديم العزاء بهؤلاء الأعزاء الكرام الذين استشهدوا في حادثة الطائرة في إيران.
السيد نصر الله أضاف «نتيجة المعرفة الشخصية والدور الأساس في ما يتعلق بالمنطقة، سيتركز بعض الحديث عن الشهيد السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان»، لافتًا إلى أن الشهيد رئيسي اكتسب الصفة التي سمعناها خلال الأيام الماضية «خادم الرضا»، لأن مسؤولية إدارة العتبة الرضوية هي مسؤولية كبيرة وضخمة، ذلك أن الأوقاف التابعة للعتبة من أكبر الأوقاف في العالم، وعندما تولّى الشهيد رئيسي مسؤولية العتبة الرضوية أحدث تحولًا كبيرًا في الإدارة وفي تطوير العتبة والخدمات الجليلة التي استفاد منها المحرومون والفقراء».
أهم الصفات الشخصية للشهيدين
وأردف قائلاً: إن «الشهيد السيد رئيسي هو الفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدًا في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمن بالمقاومة وبمشروعها»، وإن «الشهيد السيد رئيسي هو الخدوم لبلده، حيث لم يكن لديه عطلة وهو المطيع لقائده».
كما بين أن إيران منذ انتصار ثورتها الإسلامية عام 1979 تعرّضت «للحصار الاقتصادي والعقوبات، والتي تتزايد يومًا بعد يوم والحرب الكونية المفروضة عليها والاغتيالات الداخلية، معتبرًا أنه «عندما يتحمّل أي رئيس جمهورية في إيران المسؤولية سيجد أمامه ملفات كبيرة جدًا من بينها الملفات الاقتصادية والمعيشية والعملة الصعبة والغلاء والسياسة الخارجية وهذه من نتائج العقوبات والحصار».
الأمين العام لحزب الله أشار إلى أنه «في حكومة الشهيد السيد رئيسي تم تقديم مليون و785 ألف قطعة أرض لبناء منازل للعائلات المحتاجة، وازداد إنتاج النفط فوصل إلى 3 مليون برميل و500 ألف، وتم تبنّي قرار تزويد العائلات الفقيرة بالماء والكهرباء مجانًا، وازداد النمو الاقتصادي إلى 6 بالمئة».
وأضاف «في عهد الشهيد السيد رئيسي تم الحفاظ على العلاقات مع الشرق والحفاظ على العلاقات مع الغرب ضمن مستوى معين والدخول إلى منظمات دولية ومواجهة كورونا»، وأنه «عندما تولّى الشهيد السيد رئيسي رئاسة الجمهورية عمل من خلال موقع الرئاسة على مساندة حركات المقاومة ودعمها بشكل واضح وعلني على كل صعيد، وكان التزام السيد رئيسي عاليًا وكبيرًا في هذا الصدد».
وتابع «كان لدى الشهيد السيد رئيسي إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركات المقاومة وكان لديه عداء شديد للصهاينة، وشهد عهد الشهيد السيد رئيسي تطورًا في الحضور الدبلوماسي لإيران، وشهد إعطاء الأولوية للعلاقة بدول جوار إيران والشرق».
كذلك تحدث عن وزير الخارجية الإيراني الراحل الشهيد حسين أمير عبد اللهيان الذي كان شديد الحب للبنان وفلسطين وحركات المقاومة وهذه ميزة في شخصيته.
وتابع قائلًا «نحن لم نرَ من الشهيدين رئيسي وعبد اللهيان إلاّ كل الخير والعون والسند والحب والاحتضان، ونشكرهما على ذلك كثيرًا، ومن أهم الصفات في هاتين الشخصيتين هي التواضع».
وأضاف «هؤلاء الأعزّة كان عشقهم واحترامهم للفقراء، وهذه مدرسة الإسلام والرسول الأعظم (ص) والإمام الخميني (ره)».
ثالث أكبر جنازة في التاريخ
وأوضح السيد نصر الله أن «إيران تدعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة والتجارب، والسيد رئيسي كان التزامه بذلك كبيرًا».
وتابع «عمل السيد إبراهيم رئيسي من خلال موقعه في رئاسة الجمهورية على دعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة على كل صعيد وكان التزامه كبيرًا في هذه المسألة وساعده الوزير حسين أمير عبد اللهيان»، مضيفًا «الوزير عبداللهيان مؤمن بالمقاومة وعاشق لها ونعرفه منذ وقت طويل».
ولفت السيد نصر الله إلى أن جنازة تشييع الشهداء السيد رئيسي وصحبه الكرام هي ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشرية بعد الإمام الخميني(ره) والشهيد حاج قاسم سليماني، وأن مشاهد تشييع الشهداء من تبريز وصولًا إلى مشهد ضخمة جدًا، مشيرًا إلى أن «رسالة مشاهد التشييع مهمة جدًا».
وتابع: «عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران كانوا يخططون لوصول صدام إلى طهران خلال أسابيع، وعندما حصلت الحادثة وقبل حسم النتيجة بشهادة الأعزاء رأينا التحليلات التي تقول إن الشعب الإيراني سيدير ظهره».
إيران مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة
وأشار إلى أن «التشييع المليوني يجب أن يطمئن جميع الأصدقاء، فرسالة مشهد التشييع الضخم هي الوفاء والبيعة والالتزام الحازم بخط الإمام الخميني(ره) وبقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، ورسالة للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والتضليل والاغتيالات وبقيت إيران قوية وصامدة وتكبر وتقوى ويعلو شأنها في العالم على كل صعيد، ويجب على العدو أن ييأس، وأحد أسباب فشل السياسة الأميركية هو الانفصال عن الواقع وإنكارها له، ولذلك أخطؤوا في أفغانستان والعراق وفي إيران والمنطقة».وتابع «إيران هي الدولة القوية المتماسكة والصلبة والتي آلمها جدًا استشهاد رئيسها والجمع المبارك من الشخصيات، لكن ذلك لم يضعفها ولم يهزها، وإيران دولة مؤسسات وقانون ويوجد على رأسها قائد حكيم يُدير هذه الدولة، وإرادة وثقة شعبية عالية جدًا».
وأردف: «هذا جزء من رؤية الجمهورية الإسلامية وجزء أصيل من دينها ولا يتغيّر أو يتبدّل مع رحيل المسؤولين فهذا أمر ثابت، الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1979 مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة بل يزداد الدعم أكثر ويظهر إلى العلن بشكل واضح، وأنتم تعرفون ذلك».
ولفت إلى أن «في إيران حاضنة شعبية كبيرة جدًا، وموضوع دعم المقاومة قاعدة ثابتة لدى الجمهورية الإسلامية وجزء من هويتها وطبيعتها وجزء أصيل من دينها ولا يتبدل مع تبدل المسؤولين»، متوجهًا لكل الأعداء الذين ينتظرون ضَعف إيران وتراجعها وتخلّيها عن فلسطين وعن المقاومة بالقول: «أنتم تعيشون أوهامًا وسرابًا وخيالات، والجمهورية الإسلامية كاتت وستبقى السند الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة».