الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة - ١٩ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة - ١٩ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ۳

نظرة عن كثب على أكبر حدث تصديري في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية

كيف تمكنت إيران من توفير الظروف لأ‌‌كثر من 2700 تاجر أجنبي في التفاوض مع الشركات الإيرانية؟

بعد أيام قليلة من تنفيذ عملية «الوعد الصادق» والرد الإيراني المباشر على جرائم الكيان الصهيوني، أعلن مسؤولون إيرانيون في مجال التجارة الخارجية استعداد البلاد لاستضافة المئات من كبار رجال الأعمال والتجار من مختلف البلدان في العاصمة الإيرانية طهران. وقد تصدر خبر إقامة المعرض السادس لقدرات إيران التصديرية «إيران إكسبو 2024» الأخبار الاقتصادية الرئيسية للبلاد على الرغم من أن هذا الخبر قد يبدو غير منطقي ومستحيل الحدوث نظراً إلى التهديدات الموجهة ضد إيران. وقليل من الناس كانوا يصدقون أن يسافر هذا العدد غير المسبوق من التجار الدوليين إلى إيران في ظل هذه الظروف لإجراء مفاوضات تجارية مع أكبر المنتجين الإيرانيين في غضون أسبوع واحد تقريباً؛ لكن في وسط ذهول الجميع، فان ما حدث كان بمثابة «الوعد الصادق» الذي حدث في التجارة الخارجية لإيران، وقد فاق عدد الزوار الأجانب توقعات المسؤولين. وأقيم معرض «إيران إكسبو» في إيران في الفترة من 27 نيسان إلى 1 مايو بنجاح قل نظيره؛ لكن ما سنناقشه اليوم هو المحرك الرئيسي والقلب النابض لهذا المعرض. وبغض النظر عن إقامة واستقبال ونقل هذا العدد من الضيوف الأجانب، فان الهدف الرئيسي للمعرض هو تسهيل التجارة «ترجمة المعاملات التجارية» بين الزوار والمصدرين.وبهذه المناسبة، أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع الدكتور إحسان سلطاني فر، عضو الهيئة التدريسية في جامعة طهران والمسؤول عن تدريب المترجمين والميسّرين التجاريين لمعرض «إيران إكسبو»، للحصول على مزيد من المعلومات حول الأنشطة التي تم القيام بها للتعرف على المترجمين واستقطابهم وتقوية مهاراتهم.

الوفاق/ خاص

زهراء مرادي

وفقاً لتقديراتكم، كم عدد المترجمين المطلوبين لعقد هذا الحدث؟ وما هي اللغات التي كانت مطلوبة؟ وكيف تم التعرف على هؤلاء الأشخاص واستقطابهم، وكم عدد الأشخاص الذين تم توظيفهم؟
 لقد بدأنا مشروعاً في شهر فبراير من عام 2024 أعلنا فيه عن دعوة واختبار لاستقطاب حوالي 300 مترجم للغات مختلفة كالإنجليزية والعربية والروسية والفرنسية والصينية والإسبانية. وقمنا بتوزيع مناشير إعلانية على مستوى جامعة طهران والجامعات الأخرى، وفي غضون حوالي شهرين تلقينا ما يقارب 1100 سيرة ذاتية وأجرينا ما يقرب من 1000 مقابلة منذ بداية شهر مارس وحتى تاريخ بدء المعرض. وتم إجراء جميع المقابلات تقريباً بحضوري وحضور أساتذة متخصصين في اللغات المطلوبة.
تم تحديد عدد المترجمين ومعرفة أسمائهم بناء على إعلان الأمانة العامة للمعرض ووفقاً لخبرات المترجمين في الدورة السابقة من المعرض. وقد أجرينا المقابلات للتعرف على المترجمين وفقاً لهذه الأرقام، وعليه فقد بلغ عدد المترجمين في هذه الدورة من المعرض حوالي ضعفي عددهم في الدورة السابقة (عام 2023).
 كما ذكرتم، فان جامعة طهران قد شاركت في إنجاز بعض هذه الأمور؛ فما هي ضرورة هذه المشاركة؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تحققها هذه المشاركة للمعرض؟
منذ أن تم قبولي كعضو للهيئة التدريسية في جامعة طهران، وأنا أحاول جاهداً ربط الجامعة بالصناعة، لذلك عندما تعرفت على إدارة معرض «إيران إكسبو» وأدركت أن لديهم ما يقرب من 3000 ضيف أجنبي ويحتاجون إلى عدد كبير من المترجمين، اقترحت عليهم إجراء تدريب عبر الإنترنت لهؤلاء المترجمين في جامعة طهران. ولحسن الحظ، فقد رحب مديرو المعرض أيضاً بهذا الاقتراح، وتم توقيع مذكرة تفاهم وعقد بين كلية التجارة بجامعة طهران والمعرض.
وكانت فائدة هذا التفاعل أنه جعل الجامعة وطلابها ينخرطون عملياً في هذا الحدث الدولي، وبهذه الطريقة، تم تقديم تجارب جيدة لأساتذة الجامعة وطلابها أثناء العمل التنفيذي والمهني وحتى استلام الرواتب، حيث قمنا بتوظيف حوالي 300 مترجم، أكثر من 30% منهم من الطلاب وخريجي جامعة طهران، والباقي من الطلاب وخريجي جامعات محلية جيدة المستوى. ومن بينهم أيضاً، كان هناك حوالي 20% من المترجمين المحترفين الذين لديهم تجارب في حضور الأحداث الدولية كالمعارض التجارية. كما أن وجود هذه المجموعة من الطلاب إلى جانب المترجمين المحترفين قد وفر مجالاً جيداً لتبادل الخبرات.
لقد استخدمتم في المعرض مصطلح «ميسّري الأعمال التجارية» بدلاً من كلمة «المترجم»، فما هو الغرض من استخدام هذا التعبير؟ وما هو التدريب الذي تم توفيره لهم من أجل التمييز بين هؤلاء الميسّرين والمترجمين؟
 نحن نعتقد أنه في مثل هذه الفعاليات التجارية وعلى هذا المستوى الكبير، فانه لا يكفي أن تكون مترجماً، بل يجب أن تكون ميسّراً للأعمال. وبالإضافة إلى الترجمة، يقوم الميسّر التجاري بحل المشاكل ويقوم فعلياً بتوجيه المفاوضات التجارية بين الطرفين خاصة في مفاوضات المعرض، والتي تكون قصيرة وأحياناً دون تخطيط مسبق وتفصيلي، ويكون دور الميسّر التجاري أكثر أهمية لتقريب مواقف الطرفين وحل المشكلات.
يجب أن يكون ميسّر الأعمال التجارية قادراً على معرفة احتياجات الأطراف في وقت قصير ومطابقة منتجات كل طرف معاً، ويجب أن يكون قادراً على تقديم اقتراحات للأطراف بشأن قضايا مثل الدفع أو الأمور الجمركية أو المعايير أو تسليم البضائع ولهذا الغرض ينبغي له أن يكون على معرفة جيدة بأمور التجارة. ويجب أن يكون ميسّر الأعمال التجارية أيضاً على دراية بمبادئ التفاوض والإجراءات الشكلية وإدارة الأزمات والضغوط. وأخيراً، في مثل هذه الأحداث، يجب أن يتمكن الميسر التجاري من تبادل المعلومات بين الطرفين في دقائق معدودة ومحاولة حل المشاكل بينهما حتى تزيد فرص التوصل إلى اتفاق بين المشتري والبائع إلى الحد الأقصى.
ولهذا الغرض استخدمنا مصطلح «ميسّر الأعمال التجارية» بدلاً من المترجم حتى نفهم جميعاً أنه ليس من المفترض هنا أن تتم الترجمة فقط؛ لكن الترجمة هنا جزء من حدث أكبر يسمى تيسير الأعمال التجارية وتسهيلها.
وقد قدمنا في هذه الدورة حوالي 20 ساعة تدريبية في مجالات مختلفة بإدارة مدربين محترفين. وتم تقديم موضوعات مثل مبادئ التجارة الدولية وطرق الدفع في التجارة الدولية ومصطلحات التجارة الدولية ومبادئ المفاوضات التجارية والمفاوضات بين الثقافات وقانون العقود الدولي والمهرجانات الدولية وإلمام الطلاب بقضايا وموضوعات اليوم العالمي للتجارة.
بالإضافة إلى ذلك، كان الجزء الأكثر أهمية في التدريب هو التعلم الميداني، حيث وضعنا المترجمين الشباب إلى جانب مجموعة من المترجمين والميسّرين ذوي الخبرة لنقل تجاربهم للشباب قبل بدء المعرض وأثناءه. ولهذا الغرض، قمنا بتنظيم العديد من الندوات المباشرة وعبر الإنترنت بحضور أشخاص ذوي خبرة، واستفدنا خلال المعرض من خبرات الأشخاص ذوي الخبرة لإدارة وتعليم المترجمين الشباب.
هنا، أود أن أخص بالشكر جميع مديري مجموعتنا الأعزاء، وخاصة سيد سمراد صادقان ومحمود همداني، لأنهم شاركوا بشكل غير متوقع تجاربهم ونصائحهم مع أصدقائهم وكانوا عوناً كبيراً لي مع الزملاء مدراء المجموعات الآخرين.
 وفي نهاية المعرض هل تم تحقيق الأهداف المنشودة؟ وكم عدد المفاوضات التي تم تسهيلها وما هي نتائجها؟
 ما حدث هو أننا وفرنا ضعف عدد المترجمين من الذين شاركوا في المعرض السابق ووضعناهم في خدمة حوالي 2700 ضيف أجنبي و800 شركة محلية لتسهيل أمورهم، وكان العملاء من القطاعين العام والخاص راضين عن عمل المترجمين، وكان الأعضاء المترجمون متحمسين للغاية.
تم إيفاد مترجمينا الشباب إلى الاجتماعات الخارجية لمعالي وزير الصناعة والمناجم والتجارة «السيد علي آبادي» ومعالي نائب رئيس الجمهورية لشؤون المرأة «الدكتورة خزعلي» وممثلين عن وزارات الزراعة والنفط والصناعة. وعلى الرغم من أن معظمهم كانوا ذوي خبرات قليلة في هذا المجال، إلا أنهم خرجوا بأفضل النتائج وحظوا بتقدير الجهات المذكورة؛ إضافة إلى ذلك، فقد كان مترجمونا حاضرين في منطقة المعرض وفي الصالات وفي قاعات الاجتماعات واجتماعات “B2B” وساعدوا في إجراء المفاوضات.
قدم مترجمونا حوالي 2700 نموذج اجتماع “B2B” (نماذج ملخص التفاوض) قيد الإعداد، مما يدل على تقدم بنسبة حوالي 80% مقارنة بالمعرض السابق. وبناء على الرصد الذي قمنا به، فقد خلصت بعض هذه اللقاءات إلى إبرام عقود، وبما أننا لا نزال في طور جمع الإحصائيات، فلا يمكنني إعطاء إحصائيات دقيقة عن هذه العقود في الوقت الحالي؛ لكن وبحسب تصريح رئيس منظمة التنمية التجارية الذي توقع تخصيص نحو 3 إلى 5 مليارات يورو لهذه الدورة من المعرض، يمكن القول إننا شهدنا تحقيق جزء كبير من هذا المبلغ أو أكثر.
وحضر هذا المعرض أكثر من 2500 ضيف أجنبي من المسؤولين ووزراء ونواب الوزراء ورؤساء غرف تجارية على نطاق واسع.
هذا في الوقت الذي نفذت فيه إيران قبل أيام عملية «الوعد الصادق» على مواقع الكيان الصهيوني، وكان الكثيرون قلقين من رد هذا الكيان على الضربة الإيرانية. وهنا أود أن أقدم بعض الإحصائيات حول الضيوف العرب لهذا المعرض، حيث شارك في هذا المعرض أكثر من 600 تاجر من الدول العربية منها العراق، عمان، قطر، الجزائر، مصر، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، مالي، موريتانيا، المغرب، النيجر، المملكة العربية السعودية، الصومال، السودان، تونس، الإمارات العربية المتحدة، اليمن، سوريا، وجزر القمر، وكان في هذا المعرض حوالي 50 مترجماً عربياً لتسهيل أمور هؤلاء الضيوف. كما حضر هذا المعرض مسؤولون ووزراء من الدول العربية كالسودان وعمان وسوريا وموريتانيا والنيجر والإمارات وقطر.
هل هناك خطة لمواصلة هذا المسار، سواء في الدورات القادمة لمعرض «إيران إكسبو» أو في القطاعات الأخرى، باعتبار أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا ميسّري أعمال جيدين وتلقوا تدريباً جيداً، وأين يمكن استخدام هذه القدرات لتسهيل تجارة إيران مع الدول الأخرى؟
 من الجدير بالذكر أنه كان من بين مترجمي المعرض طلاب وخريجون من دول أخرى، بما في ذلك أفغانستان وسوريا ولبنان ونيجيريا وطاجيكستان ومالي وباكستان. ونتيجة لذلك فقد تمكنا من ضم مجموعة من المترجمين من بلدان أخرى إلى فريقنا، وهو ما يعتبر خطوة كبيرة على طريق العمل التجاري وتسهيله في المستقبل.
وإني آمل وأحاول مواصلة هذه المبادرة والحفاظ على هذا الفريق. ويمكننا أيضاً تقديم المترجمين والميسرين للوفود والمعارض وغيرها من الفعاليات التجارية والسياسية وهناك أفكار أخرى نسعى لتحقيقها.
ويمكن للقطاعين العام والخاص استغلال هذه الفرصة للاستفادة من هذه القدرات الشابة القيمة والمفعمة بالطاقة. ويمكن للراغبين بالتعاون، بما في ذلك المترجمون وأصحاب العمل وغيرهم من الزملاء، التواصل معنا في كلية التجارة بجامعة طهران.
وفي النهاية، آمل أن نتمكن من توفير المزيد من الفرص للاستفادة من قدرات الطلاب والشباب المثقف والمتحمس. ومن خلال الإبداع في الجامعات، يمكننا توفير مجالات جديدة للعمل الاجتماعي والابتكار. وقد كان هذا المعرض فرصة جيدة لإثبات قدرات الأكاديميين الإيرانيين على رفد الصناعة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي