الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة واثنان - ١٨ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة واثنان - ١٨ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

بمناسبة يومها العالمي.. معاون مكتبة ومتحف ملك الوطني للوفاق:

المتاحف ذاكرة الشعوب الحية وتراث الانسانية

يوم المتحف العالمي هو يوم تحتفل به المتاحف في جميع أنحاء العالم المصادف 18 مايو من كل عام. وقد بدأ تاريخ هذا اليوم في عام 1977 م، من قبل اللجنة الاستشارية للمجلس الدولي للمتاحف (ICOM). وبعد ذلك أصبح يوماً رئيسياً وهاماً لمجتمع المتاحف الدولية، وتحتفل العديد من دول العالم بيوم المتاحف العالمي، ويذهب الكثيرون من السياح لزيارة المتاحف الاثرية التاريخية للاحتفال بها لانها تمثل لحظة فريدة للمهتمين بها، وأهمية المتاحف تكمن في زيادة الوعي والثقافة وتنمية التعاون بين الشعوب، وفي مثل هذا اليوم العالمي يستطيع فيه عشاق الفن والتاريخ في العديد من الدول ، بما في ذلك إيران ، بزيارة المتاحف مجانيا، فالمتاحف تعد من أهم الملتقيات الثقافية والفنية في العالم، والتي لها تحدياتها الخاصة وقضاياها، ومن الضروري في هذا اليوم وحتى في غيره من أيام السنة أن يفكر المتصدين لها بايجاد حلول لهذه التحديات وحلها بعناية. المتحف مكان ثقافي وتعليمي يقوم بجمع ودراسة وحفظ الأعمال المتعلقة بالتجارب الإنسانية على الأرض والعلاقة المتبادلة بين الإنسان والطبيعة لغرض المعرفة والتعليم، والغرض من يوم المتحف العالمي هو التعرف على المتاحف وتقديمها للمجتمع حتى يتمكن المتابعون والخبراء من زيارة المتحف مباشرة ومناقشة تحديات علم المتاحف، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حوارا مع المعاون الثقافي لمكتبة ومتحف ملك الوطني مجتبی خشایار فرد وفيما يلي نص الحوار:

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

ما هو دور المتاحف في عالم اليوم والحياة المعاصرة؟
مع التغيرات والتحولات السريعة والمتقدمة في عالم اليوم، تغير مفهوم المتاحف بشكل طبيعي. لم تعد المتاحف مجرد مكان صغير لعرض بعض الأعمال الفنية والتاريخية كما كان الحال في الماضي. في الماضي كانت المتاحف عبارة عن أماكن مغلقة تضم العديد من الأعمال الفنية ولم تلعب دوراً كبيراً في المعادلات الثقافية والتنموية، أما اليوم فقد تغير هذا المفهوم كثيراً، مما يعني أن جميع المواقع التاريخية ومناطق التراث الثقافي والمحافظة عليها ومن بينها، تعتبر الأرشيفات الوطنية والمكتبات الوطنية وما إلى ذلك أيضاً منشورات متحفية. تلعب هذه المجموعات الدور الأكثر أهمية في جذب السياح الثقافيين.
ما هو الدور الذي تلعبه المتاحف في نمو ريادة الأعمال وتطوير صناعة السياحة الثقافية؟
الحفاظ على التراث الثقافي والاهتمام به يتطلب الاعتراف بهذا التراث الثمين وتقديمه للأجيال القادمة. في عصرنا هذا، يسافر الكثير من السياح بهدف زيارة المتاحف العالمية، فإنها تلعب دوراً مهماً في تسجيل الدولة المستهدفة في ذهن السائح، وبالطبع فان المتاحف لها تأثير إيجابي، لجذب السياح، لذلك وضع خبراء ومخططو السياحة في العالم برامج وإعلانات خاصة وطويلة الأمد عن متاحف بلادهم بهدف جذب السياح وهذا يدل على أن جذب السياح يعتبر من أهم وظائف المتاحف، وهذا حدث يتوسع ويتزايد في العالم.
 تعتبر المتاحف والمراكز الثقافية من المؤسسات الاجتماعية الفعالة في تعزيز المعرفة الإنسانية وتوسيع نطاق العلوم وتثبيت التعليم، لذلك لا بد من القول أن دور وموقع المتاحف فعال للغاية في جذب السياح ويمكن استخدام هذه القدرات لجذب السياح الثقافيين وخلق ريادة الأعمال.
ما هو الهدف من اليوم العالمي للمتاحف؟
في الواقع، يتم تحديد موضوع في هذا اليوم من كل عام حتى يتمكن الأشخاص والخبراء من زيارة المتحف مباشرة ومناقشة التحديات التي يواجهها المتحف. وبتحديد هذا اليوم، يكتسب المتحف مكانته وقيمته كمؤسسة دائمة لدى الجمهور. ومن واجب هذه المؤسسة الحفاظ على التراث المادي والمشرف للمجتمع الإنساني وتهيئة الفضاء للأغراض التعليمية ومواصلة الدراسة.
المتحف هو المكان الذي يمكنك من خلاله لمس التاريخ عن كثب. تعتبر الجولة في المتحف من أشهر وسائل الترفيه ومناطق الجذب السياحي في العالم كله. إن رؤية الأعمال التاريخية والثقافية والفنية المتعلقة بأي فترة من التاريخ أو بمناطق مختلفة من العالم يمكن أن تكون تجربة مثيرة. وأصبحت أهمية المتاحف والحفاظ على الأعمال الثقافية والفنية والتاريخية وما إلى ذلك أكثر وضوحاً
هذه الأيام.
ما هي تحديات إدارة المتاحف في إيران والعالم؟
أحد أهم التحديات التي تواجه عمارة المتاحف في إيران هو عدم الاهتمام بـ "موقع المتحف". المتاحف هي مواقع انبثقت من قلب المجتمع والتاريخ، وهي أكبر من أبعاد المبنى المتحفي وأحياناً تشمل مدينة بأكملها أو منطقة معينة. ويرى خبراء عالميون أن تسجيل مثل هذه الأماكن يتطلب اكتشاف جزء مفقود من الحضارة الإنسانية فيها. ولذلك فإن ما يجب فعله لحماية الاستقرار الثقافي في المتاحف هو البحث عن مثل هذه الأجزاء المفقودة من الحضارة الإنسانية.
هناك قضية أخرى ينبغي أخذها في الاعتبار عند مناقشة المتاحف وهي قضية السياحة؛ يعني التخطيط لمن يريد قضاء جزء من وقته في التعرف على حضارتنا من خلال المتاحف. من الواضح، أن المتاحف هي أحد أهم الأجزاء الثقافية في البلاد والتي تحتاج إلى إعادة النظر في تصميمها، حالياً يتم عقد جزء كبير من الفصول الدراسية في المدارس حول العالم في المتاحف نظراً لوجود آلية لهذه المشكلة في النظام التعليمي للدول، ولكن وفقاً لخبراء إدارة المتاحف، حتى الآن تم الإعلان عن مثل هذه الحاجة من قبل الجهات العلمية والأكاديمية وحتى الجمعيات التعليمية لم تفعل ذلك، ويعتقد هؤلاء الخبراء أن التعليم في البلاد يتعارض مع المتاحف.
الأمر المؤكد هو أننا ما زلنا نواجه العديد من الصعوبات والمشاكل حتى نصل إلى الظروف المثالية في البيئة المتحفية، ويجب أن نعلم أن اليوم العالمي للمتاحف هي فرصة للجهات المعنية للتفكير بشكل أفضل وأكثر حول هذه القضايا والتحديات المهمة. وإدارة المتاحف في إيران واتخاذ القرارات الأساسية في هذا الصدد حتى نتمكن من رؤية تحسين جودة المتاحف في إيران.
هناك العديد من المتاحف في جميع أنحاء بلادنا، وتتمتع إيران بخلفية تاريخية وثقافية تعود إلى آلاف السنين، ولديها حضارة تركت آثاراً وعلامات كثيرة؛ لكن المتحف في إيران ليس مفهوما راسخا ويصاحبه صعوبات يجب التفكير في حل هذه المشكلة. بداية، إن ضرورة زيارة المتاحف ليست معروفة بعد ومستقرة بيننا. يعتبر الكثير منا أن زيارة المتاحف هو بمثابة قضاء الوقت والاستمتاع. ليس من الواضح بالنسبة لنا أن زيارة المتحف وتشجيع الأطفال والمراهقين والشباب على القيام بمثل هذا الشيء مهم في توسيع الثقافة والحضارة الإيرانية وتعريفهم بجذور أجدادهم وتاريخهم.
فالمتحف ليس مكاناً مربحاً. من المخالف لمُثُل المتاحف العالمية إنشاء أقسام لبيع وتوريد البضائع بجوار بعض المتاحف في إيران. يجب أن تكون المتاحف المكان الوحيد لعرض الأعمال والأمثلة التاريخية والثقافية والعلمية المرتبطة بالتراث المعنوي والمادي للإنسان، ويجب وضع أي فكرة للربح في إدارة المتاحف جانباً.
تعتبر رقمنة المتاحف الإيرانية أيضاً ضرورة يجب تنفيذها بسرعة ومن هذا المنطلق، لا ينبغي للمتاحف الإيرانية أن تتخلف عن أفضل المتاحف في العالم. الرقمنة تسهل توجيه الزوار وتعريفهم بالمعلومات الأكثر تفصيلاً حول كل عمل. وهذا العمل أفضل بكثير وأكثر كفاءة من الإرشاد المتحفي (الطريقة التقليدية).
في ظل ضعف اقبال الزوار الداخليين للمتاحف، ما هي الحلول التي تقترحونها لجذب الزوار؟
المتاحف هي أفضل مساحة للاستجابة لمتطلبات الجمهور المحددة، وفي رأيي، هذا هو أقوى سلاح يمكن أن يكون في أيدي المتاحف لجذب الجمهور.
يجب أن تكون المهمة الأولى للمتاحف هي تنظيم وإعداد برنامج الزيارات للمجموعات الخاصة. من جميع مناحي الحياة وبجميع الفئات العمرية وباختلاف المستويات التعليمية، أي أنه يجب أن يكون لدى المتحف خطة مثلا لزيارة مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مثلا بين 7-9 سنوات، كما يجب أن يكون لديه برامج لمجموعة من المتقاعدين، وكذلك الطلاب أو المعلمين والكتاب.
أما المسألة الثانية فتتناول مختلف المناسبات والأحداث الثقافية والتاريخية التي يتم تسجيلها في التقويم الرسمي لدولة ما، ويحتفظ مواطنو تلك الدولة بذكريات ذلك الحدث في أذهانهم. يمكن للمتحف إظهار حيويته من خلال إقامة معارض خاصة أو برامج خاصة بمناسبة هذه الأحداث وجذب المزيد من الجماهير من خلال خلق لحظات لا تنسى.
توسيع متاحف العالم والتعاون العلمي والثقافي والصناعي الشامل من أجل تحقيق الأهداف الثقافية من خلال تنسيق العمل الدولي وصياغة برامج فعالة لها الخطوط الأساسية للتعاون المشترك والثنائي بين الشعوب وتكون المتاحف على المستوى العالمي.
التراث الثقافي هو بصمة الإنسان عبر التاريخ، وهو يحمل رسالة إنسانية، رسالة كيف يعيش الإنسان ويكافح من أجل البقاء والتغلب على الطبيعة، لتلبية احتياجاته واستخدام ما هو متاح. وقد لعبت هذه الجهود دوراً أساسياً في تطور الحضارات الإنسانية على شكل تجارب رائدة.
يجب أن نكون حذرين من أن إدارة المتاحف في عالم اليوم هي عمل متعدد التخصصات. إن الاستعانة بالخبراء في مختلف المجالات لتطوير المتاحف من الواجبات التي ينبغي الاهتمام بها. وبهذه الطريقة، يمكن للمتاحف أن تلعب دوراً رئيسياً وفعالاً في الحوارات العلمية متعددة التخصصات.
ولا تنتهي صعوبات علم المتاحف وآلياته عند الأمثلة التي ذكرناها. لكن الاحتفال بيوم المتحف العالمي يمكن أن يكون بداية للتفكير بشكل أكثر عمقاً وكفاءة في هذا المجال وإعطاء إدارة المتاحف في إيران وجهاً ونظاماً أكثر علمية وحداثة بما يتماشى مع التكنولوجيا العالمية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي