المشاركون في معرض طهران الدولي للكتاب يتحدثون للوفاق:
الكتب والأقلام رصاص تنتصر للقضية الفلسطينية
اذ يشهد معرض طهران الدولي نشاطاته ويزداد توافد الزوّار يوما بعد يوم نرى النشاط يكثر في مختلف الأجنحة، وبين دور النشر المختلفة، الإيرانية منها والعالمية، ثمة مساحة خاصة لدور النشر العربية أيضاً، ذلك أن الإقبال على الكتب العربية أصبح ملفتاً داخل المعرض نظراً لاهتمام الشعب الإيراني باللغة العربية وثقافتها وكتّابها وكتبها، ونشاهد أجنحة خاصة بالدول العربية من لبنان إلى العراق وقطر وعمان وسورية وفلسطين ومصر وتونس والجزائر والأردن، وكلّ هذا يصبّ في تطوير العلاقات الثقافية وامتدادها، وذلك بسبب التنوع الثقافي الإيراني بحدّ ذاته، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية بموقعها وتنوع أعراق شعبها تتميّز باختلاف وتعدّد لغاتها التي يتكلمها شعبها، من الفارسية إلى العربية والتركية والكردية وغيرها. وإلى جانب دور النشر العربية، تشارك كلّ من تركيا وروسيا وفيتنام والمكسيك وفنزويلا وكازاخستان والصين وكينيا واندونيسيا وأوزبكستان وماليزيا وجورجيا وجمهورية أذربيجان من خلال أجنحة خاصة بها. يوم أمس نشرنا الحوار مع الضيوف المشاركين في القسم الدولي للمعرض، واليوم ننشر الحوار مع ضيوف ومشاركين أجنحة القسم العربي بمختلف عروضاتهم والكتب المتنوعة، جناح سلطنة عمان بتصميمه الرائع وتنوع الكتب يجذب الزوّار، فأجرينا حواراً مع السيد ”محمد عبيد المسكري” مدير دائرة المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية، وأما ”دار الولاء” اللبنانية بكتبها المميزة والتي نشهد فيها كتب فارسية كثيرة مترجمة إلى اللغة العربية، فأجرينا حواراً مع السيد ”حسين خليفة”، كما أن جناح العتبة الكاظمية المقدسة بلوحاته الجميلة يلفت الأنظار في قاعة دور النشر الأجنبية، فأجرينا حواراً مع السيد ”سمير هاشم نعم العوادي” خطاط العتبة الكاظمية الذي كان يخط للزوّار بخطه الجميل ويهديهم هدية لتبقى ذكرى رائعة، وبعد ذلك توجهنا إلى جناح المركز الوثائقي للمقاومة الإسلامية في العراق ومديرية التوثيق في هيئة الحشد الشعبي، وأجرينا حواراً مع السيد ”همام الموسوي”، وفيما يلي نص الحوارات:
الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته
التواصل الحضاري العربي والفارسي متجذر
السيد "محمد عبيد المسكري" مدير دائرة المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في جناح سلطنة عمان يتحدث لنا عن حضورهم في المعرض ويقول: بشكل عام سلطنة عمان اعتادت المشاركة في معرض طهران الدولي للكتاب، باعتباره من أهم معارض الكتب في الشرق الأوسط، ونحن حريصون جداً أن نكون مشاركين في هذا المعرض، والتواصل الحضاري العربي والفارسي متجذر ونحن هنا في جناح سلطنة عمان أحببنا أن نقدم للقارئ في إيران، مجموعة من الإصدارات التي تعبّر عن مفردات الثقافة العمانية.
الترجمة للتواصل الحضاري
يبدي السيد مسكري رأيه حول ترجمة الكتب ويقول: حقيقة الأمر أن الترجمة عامل مهم جداً للتواصل الحضاري بين الشعوب، ونحن نطمح أن يكون هناك مشروع متواصل ويغطي كافة المجالات، وكافة مفردات الثقافة، وما نشعر به الآن هو أن مستوى الترجمة مازال قليلا، ونأمل أن تكون هناك مشاريع مشتركة، بين الجانب العربي والفارسي، في مجالات الترجمة بهدف الوصول الى مستوى يجمع ويزيد من المستوى الثقافي المشترك بين الشعبين العماني والإيراني.
ويتابع: المعرض حقيقة يتيح الأرضية بالتعارف والإلتقاء ما بين دور النشر والمؤسسات المعنية في هذا الجانب، بحيث تكون منطلق لمشاريع قادمة في مجال الترجمة.
الترجمة هي همزة الوصل وهي منطلق التلاقي والتثاقف مابين الجانبين العربي والفارسي وبالتالي نأمل أن تكون هناك مشاريع كثيرة ومتكاملة في هذا الجانب.
دعم فلسطين بالأدب
أما حول دعم القضية الفلسطينية بالثقافة والأدب يقول مسكري: بشكل عام طبعاً القضية الفلسطينية حاضرة في ذهن المسلمين والعرب، وبالتالي نشعر أيضاً أن مثل هكذا محافل ثقافية هي تؤصّل وتشعل جذوة المشاعر تجاه هذه القضية.
استعادة الكتب إلى الواجهة
أما السيد "حسين خليفة" في دار الولاء يتحدث عن حضور الدار في المعرض ويقول: نرحّب بكم في جناح دار الولاء لصناعة نشر لبنان، هذه المشاركة تقريبا تأتي للسنة الثامنة عشرة على التوالي نشارك في معرض طهران الدولي، والإخوان المسؤولين أتصور أنهم يبذلون جهدا كبيرا جداً، ويجب إستعادة الكتاب إلى الواجهة، لأن الكتاب لازال يمثّل المصدر الرئيسي للمعرفة، ويكشف بشكل أساسي عن هوية الشعوب، وعن مستقبل الشعوب، والتي هي متمسكة بالكتاب يعني بالمعرفة وبالأصول.
أقلام الرصاص
وفيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية بالقلم والكتاب، يقول خليفة: نعم هناك أقلام نقول أقلام الرصاص، لابد أن تقوم بدورها، وتنصر القضية الفلسطينية، لأن السلاح الفتّاك ممكن أن يكون عليه حظر، لكن هناك سلاح أقوى من السلاح الفتّاك لا يوجد عليه حظر، وهو القلم، هو الكاتب، هو الفكر، أنا رسالتي إلى هؤلاء أن ينصروا غزة وفلسطين، وكل القضايا الحقة، قبل فوات الأوان، وأن لا تلعنهم الشعوب، ولا يلعنهم التاريخ، وأخيراً نتمنى أن نحتفل وإياكم بالعام القادم وهنا نصر لغزة ومحور المقاومة.
ورشة فنية للخط
من جهته يقول سيد سمير هاشم نعم العوادي خطاط العتبة الكاظمية المقدسة: نشاطاتنا هي ما يخص الخط العربي خاصة الإعلانات التي تخص المناسبات الدينية وفي كل مناسبة تُرفع قطع القماش التي نحن نقوم بخطها، وهناك متحف موجود داخل العتبة الكاظمية من الأعمال الفنية التي تخص الخط والرسم، واستثمارات ومبيعات داخل العتبة المقدسة تقوم بعملها وبيعها.
ويبدي رأيه حول المعرض قائلاً: هذه المشاركة السادسة على التوالي للعتبة الكاظمية المقدسة وكانت مشاركتنا في هذه المرّة مشاركة فعّالة شملت الجوانب الفكرية التي تخص الكتب والإصدارات التي تخص العتبة الكاظمية، والأعمال الفنية الموجودة في متحف العتبة، التي تخص أعمال النقش على الخشب، وعلى هامش الجناح عندنا ورشة فنية للخط، نخط أعمالا فنية للزوار، لكي ندخل السرور فيهم.
الوقوف مع فلسطين
ويتابع السيد العوادي كلامه حول دعم القضية الفلسطينية ويقول: الإخوان في غزة في حالة تقهر حقيقة، لأنهم في وضع جوع وقتل وإرهاب وظلم، فندعو الدول العربية والإسلامية أن تساهم على الأقل في إرسال المساعدات العاجلة للفلسطينيين، والوقوف معهم في المؤتمرات الدولية لمساندتهم، وإرسال المساعدات العينية والعسكرية، لأن العدو الصهيوني قد أوغل في ظلمه، وقد كانت الجرائم التي حدثت بشعة جداً، ويقشعر الإنسان لها بصراحة، وأخيراً نشكر المقيمين لإقامة المعرض، لم أر سابقا مثل هذا العدد الهائل الموجود من دور النشر والمشاركات الدولية وسررت لما رأيت من المشاركة الواسعة.
نشاطات المركز الوثائقي للمقاومة الإسلامية
أما السيد "همام الموسوي" يتحدث لنا بتفاصيل الكتب التي شارك بها الجناح ونشاطاتهم قائلاً: نحن شاركنا من المركز الوثائقي للمقاومة الإسلامية في العراق ومديرية التوثيق في هيئة الحشد الشعبي في العراق، شاركنا في المعرض الـ 35 للكتاب في طهران، في جناح دور النشر الأجنبية، وكالمشاركات السابقة جئنا بكتب عديدة، من إصداراتنا تحمل موضوع شهداء العراق، التي تختص بالشهداء غير الإيرانيين للحركة الإسلامية من أكثر من 14 جنسية وعدد الشهداء لحد الآن أكثر من 1300 شهيد، دُوّنوا في هذه الموسوعة التي صدر منها 7 أجزاء طباعة وجزء مُعد والجزء الثامن قيد الطباعة، وفي كل جزء من هذه الموسوعة 100 شهيد، من الشهداء الذين استشهدوا في المعارك ضد العدوان الصدامي الغاشم، والكتاب على هذه الطريقة أن نذكر ملخّص من السيرة الذاتية لكل شهيد، مع قسم من وصيته، وصور خاصة به، وولادته وبطاقة تعريفية به، ومكان استشهاده وعمليات استشهاد الشهيد ومدفنه.
سلسلة نفحات قدسية
عندنا سلسلة "نفحات قدسية" لوصايا الشهداء، بلا دخل وتصرف، نصوص وصايا الشهداء العراقيين في الحرب المفروضة، دُوّنت في هذه السلسلة، وعندنا كتب هي بقلم نفس الشهداء، عندنا "محطات مسافر" سبع محطات للشهيد السعيد راجي عبدالحسين العامري، المعروف بأبي منتظر الناصري، وتُرجم من اللغة العربية إلى اللغة الفارسية كتاب "محطات مسافر"، وعنوانه "ايستكاه هاي يك مسافر"، من ترجمة سيد همام الموسوي.
عندنا ثلاثة أجزاء كتاب يختص بالسيرة الذاتية للقائد الشهيد الحاج أبومهدي المهندس، من العراق إلى العراق، في ثلاثية بعنوان "جمال الخط، جمال الروح، و جمال المقاومة" صدر منها جمال الخط باللغة العربية في سنة 2020، وهذا العام تم نشر وتوزيع النسخة الفارسية لكتاب "جمال الخط" (جمال خط مشي)، وعندنا من الشهداء البارزين الآخرين في سلسلة "سفراء الخلود"، الجزء الأول للشهيد أبي منتظر المحمداوي، كما تم نشر كتاب حاتم الذي يختص بالسيرة الذاتية للشهيد، وعرض شامل وكامل لمحطات حياة هذا الشهيد القائد.
عندنا كتب خاصة لفئة الأطفال واليافعين من رسوم وسيناريو، أعضاء مركز الوثائق للمقاومة الإسلامية، وبأسلوب شيّق وجميل ومناسب للأطفال، وعندنا كتاب "أحب أن أكون مثله" وكتاب "وعد جدّو" من سيناريو ورسوم الأخت حوراء الرستمي، وعندنا كتاب "منتظر صديق الشهداء" الذي يختص بسيرة وقصة حول سيرة الشهيد أحمد المهنى اللامي.
أطلس عمليات تحرير المدن المختلفة
ويتابع الموسوي: عندنا كتاب أطلس عمليات تحرير المدن المختلفة، على يد قوات الحشد الشعبي، في الحرب ضد القوى المعادية من مجموعات داعش الإرهابية، وأيضاً عندنا كتاب يختص بشهيد من شهداء فوج الشهيد السيد محمد باقر الصدر، من الأفواج الباسلة لقوات بدر الظافرة، الشهيد جيروم إيمان الكُرسل، وكما هو معروف في إيران كمال كُرسل، وكنيته الجهادية الشهيد أبي حيدر الفرنسي، من تأليف الأخ العزيز، كمال السيد.
كتب من تأليفات الشهداء
ويقول الموسوي حول الكتب التي هي من تأليف نفس الشهداء: عندنا كتب من الشهداء انفسهم وبخط أيديهم لازالت موجودة، منهم مثلاً على سبيل المثال الشهيد أبي منتظر الناصري، والشهيد راجي عبدالحسين العمري الذي كتب محطات مسافر، وهي عبارة عن ثلاثة كتب، كتاب اعترافات بدون مقابل وغيرها وهذه الكتابات تم طبعها بعد استشهاد الشهيد، وفي نهاية الكتب وضعنا صور لكتابة اليد لهذا الشهيد مع صور عن سيرته الجهادية، مع سائر المجاهدين.
كتب المقاومة للأطفال
وفيما يتعلق بتأثير كتب المقاومة على الأطفال واليافعين يقول الموسوي: مهمتنا اليوم هي بالأساس تعريف خط الجهاد والشهادة بلغة الأطفال للأطفال، بما أنكم تعرفون تأثير الرسوم الملوّنة والرواية الطفولية للطفل، يعني يجب أن نخاطب الطفل بلغته، في هذه القصص، نحن نبغي أن نوصل هدف الشهيد واتجاهه وسيرته بأفعالهم وأعمالهم بطريقة غير مباشرة.
توثيق سيرة الشهداء
وحول توثيق سيرة الشهداء وتأثيره في المجتمع، يقول الموسوي: عندنا كلام عن أحد المعصومين(ع)، يقول: "من أرّخ لمؤمن فقد أحياه"، وكلما توثق هذه المسيرة وتُدوّن، وتُكتب وتُقرأ وتُطالع، 100%، العالم حينما يطلع على هذا العمل، يتّبع ويتّخذ هذا الطريق، يعني الشباب خاصة الآن ترون في مجال الفن والرياضة، العدو سبقنا بوضع هذه القدوات المزيّفة إن صحّ التعبير، الغير واقعية، وهذا يُحدث نوع من الخلل في إيصال الصورة الناصعة للشهداء، عرض الشهداء، واهتمام وسائل الإعلام، بشتى أصنافها لحياة الشهداء، ومواقف الشهداء، سيرتهم مع عوائلهم، ومع مجتمعهم، ومع أبناء مسجد محلهم، ومع زملائهم في عملهم، هذه مهمتنا، كما يقول الإمام القائد سيد علي الخامنئي: "حفظ هذه السيرة وذكرى الشهداء لا تقل عن الشهادة"، وحينما نحيى ذكرى الشهداء وثقافة الشهادة تنتشر في المجتمع ثقافة الشهادة وثقافة القرآن والإيثار، وكما القرآن كلما نقرأه، تتجدد سيرة الشهداء كلما تُقرأ ويُعمل بها جيلاً بعد جيل، الابناء عن آبائهم، وهكذا.
دعم القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية عن طريق الأدب يقول: المهمة الرئيسية الآن في القضية الفلسطينية ليس فقط القتال مع العدو الصهيوني في المعارك الميدانية في غزة وفي كل تخوم المواجهة مع العدو، الآن كما حددت لنا القيادة، يومنا هذا يوم حرب الروايات وجهاد التبيين لمظلومية الشعب الغزاوي ومظلومية كل من يدافع عن الشعب الفلسطيني حتى في أوروبا وأمريكا، وفي آسيا، تعرفون الآن ثورة الجامعات وطوفان الجامعات لأجل الاقصى، ونصرة للذين يتعرضو للمظلومية والمستضعفين الذين يتعرضون للإبادة الجماعية.
يجب ان يكون اهتمام خاص في ذكر سيرة الشهداء الفلسطينيين، قد لا تعرفون الكتاب حول الشهيد أبو رحيم دلّو، ابنه الأول أستشهد دفاعاً عن فلسطين، في القوات العراقية التي اشتركت في تحرير الجولان، وشهداؤهم دُفنوا في الأراضي المحتلة، الان في فلسطين الحبيبة، وعندنا كثير من المجاهدين العراقيين الذين كانوا ضمن مجاهدي الحركة الإسلامية، في قوات بدر، قبل تشكيل بدر، وهم قاتلوا في أعمارهم في بداية مشوارهم الجهادي، دفاعاً عن فلسطين، في المعارك ضد الصهاينة.
وأخيراً أحببت أن أدعو كل المشتاقين لسيرة الشهداء ولمنهج الشهداء، ولثقافة الشهداء، زيارة جناح مركز وثائق المقاومة الإسلامية في العراق بمعرض طهران وتزويدنا بصور ومستندات، وأي شيء يختص بالشهداء، لتكملة هذه المسيرة وتقوية أرشيف الشهداء وعوائل االشهداء وخصوصاً أمهات وآباء الشهداء، الذين نخسرهم يوماً بعد يوم، بعد ارتحالهم، ونحن نوثّق عبر مقابلات وطباعة نصوص وكلما تختص بالشهداء العراقيين أو غير الإيرانيين في الدفاع المقدس وحقبة الجهاد ضد الإحتلال الأمريكي وما بعد تشكيل داعش، شهداء الحشد الشعبي والدفاع عن المراقد المقدسة والعتبات.