تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
تداعيات الحرب الصهيونية على قطاع غزة تسيطر على محاور الجلسات
حروب وأزمات على طاولة منتدى قطر الاقتصادي
وكان من بين المتحدثين الرئيسيين رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم.
ويحضر منتدى الدوحة الاقتصادي، وفقاً لوكالة قنا القطرية، أكثر من 1000 مشارك من قادة الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وتتمحور مناقشات المنتدى، الذي يعقد في الفترة من 14 إلى 16 مايو/ أيار الجاري، حول جملة من المجالات الرئيسية، وهي الجغرافيا السياسية، والعولمة والتجارة، وتحول الطاقة، والابتكار التكنولوجي، وتوقعات الأعمال والاستثمار، والرياضة والترفيه.
الحروب والأزمات
وقال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في كلمة افتتاحية: عالمنا يتخبط في التحديات والأزمات، فما كاد يتعافى من جائحة كورونا، حتى وجدنا أنفسنا في مواجهة حروب تلقي بظلالها الثقيلة على تفاصيل حياتنا، وتدور رحاها في مختلف أنحاء العالم... الحرب الروسية - الأوكرانية في أوروبا، والأزمة السودانية في أفريقيا، وأحدث فصولها تجري الآن في قطاع غزة، حيث تفاقمت الأزمة الإنسانية لتحصد الحرب أرواح آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء.
وأكد رئيس الوزراء أن قطر كانت في مقدمة من حذروا من خطر تمدد هذه الحرب نحو مناطق أخرى في الإقليم، إلا أن العالم بأكمله فشل في منع ذلك، وتمددت المواجهات حتى البحر الأحمر، مما هدد الملاحة الدولية وزاد من مصاعب التجارة العالمية التي تعاني أصلاً. ونبه إلى أن التحديات المختلفة الناجمة عن الأزمات المتعددة والمعقدة، تفرض على الدول العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية لأن ذلك يسهم في استقرار الحرب.
خفض الإنفاق المسرف
وقال رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، في كلمته، إن بلاده تحتاج إلى خفض الإنفاق المسرف، بما في ذلك خفض دعم الوقود لتقليص مستويات الدين الحكومي، مؤكداً أنه سيخفض دعم الوقود في «الوقت المناسب». وأضاف: أعترف بأن الأمور يجب أن تتم؛ لكن يجب أن يكون ذلك بحكمة.
وحول الحرب الصهيونية على غزة، أوضح رئيس وزراء ماليزيا، في جلسة حوارية ضمن أعمال المنتدى، أن دولة قطر تتعامل بطريقة جيدة في جهود الوساطة وإجراء المحادثات، وأنا أقدر هذه الجهود، وأحترم جهود جامعة الدول العربية وكافة الشركاء، داعياً الجميع إلى الانخراط في جهود وقف الحرب والعدوان المستمر على النساء والأطفال في قطاع غزة.
إعادة صياغة اقتصادات المنطقة
وتحدث وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في الجلسة الثالثة التي حملت عنوان «إعادة صياغة اقتصادات الشرق الأوسط»، وقال إنه في حين أن الاستثمارات الضخمة لبلاده تساعد على تنمية الاقتصاد غير النفطي، فان المملكة بحاجة إلى توخي الحذر بشأن «السخونة الزائدة» التي يمكن أن تسبب التضخم.ولفت الجدعان إلى أن المملكة تكون متحفظة للغاية عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بعائدات النفط، وهو ما يضمن استدامة خططها ومشاريعها الاستثمارية. كما لفت إلى أن ثبات العملات ساهم في تراجع تكاليف الواردات، وقال: إنه لا يمكن الاعتماد على مصدر واحد للاقتصاد حتى لا نكون كالأسرى لهذا المصدر؛ لكن يجب أن نعمل على تعزيز التنوع الاقتصادي، وهو ما نقوم به في المملكة.
وشدد الوزير السعودي على أن الاقتصاد العالمي يواجه تحديات جدية، وأن «رؤية 2030» تستهدف تنويع الاقتصاد السعودي، وجعله أكثر استدامة. وفي رده على سؤال حول إيرادات المملكة النفطية، قال الجدعان: نحن متحفظون للغاية في توقعاتنا عندما يتعلق الأمر بإيراداتنا النفطية، وحالياً 37% من إيرادات الميزانية يأتي من مصادر غير نفطية.
رؤية قطر
في غضون ذلك، لفت وزير المالية القطري علي بن أحمد الكواري، خلال الجلسة نفسها، إلى مواصلة العمل لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، حيث تركز الجهود على ثلاث مراحل رئيسية منها تعزيز الاستثمار القطري وتعزيز التطوير الاقتصادي وبناء القدرات، مشدداً على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، وبناء القدرات الخاصة بالقطاع الخاص، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتبني مبدأ الاستدامة في جميع المشاريع.
وفي رده على سؤال حول بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، قال الكواري: من الواضح أن هذا يشكل تحدياً.. ومع ذلك، ربما يكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لدول أخرى غير قطر، لأن جميع البيانات المتعلقة باقتصاد قطر مختلفة. موضحاً أن هيكل الاقتصاد القطري يختلف عن هيكل الاقتصاد الأميركي، فقد جرى رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم، في حين أن التضخم في قطر لا يشكل مشكلة، وحقق في شهر مارس/ آذار الماضي معدل 1/1%، وهو الأدنى منذ ثلاث سنوات في البلاد.
ويخطط جهاز قطر للمشاركة بصفة مستثمر رئيسي في صندوق أرديان لأشباه الموصلات، وهو صندوق أنشأته شركة الأسهم الخاصة الفرنسية «أرديان»، للاستثمار في صناعة الرقائق الإلكترونية في مختلف أنحاء أوروبا. وتوقف بيان أصدره الصندوق، الإثنين الماضي، عند «إيمانه بتغلغل أشباه الموصلات في الاقتصاد العالمي، وتأثيرها على التحولات الرقمية والخضراء عبر عدة قطاعات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي ووسائل النقل والتكنولوجيا الاستهلاكية». كما يعمل الجهاز على زيادة استثماراته في قطاع التكنولوجيا، وقيادة جولات التمويل التي تجريها شركات القطاع، في ظل سعي قطر إلى تنويع اقتصادها.ويختتم المنتدى اليوم الخميس بتسليط الضوء على القضايا الملحة التي تجتاح الساحة الاقتصادية مثل «الجغرافيا السياسية والعولمة والتجارة»، إذ جرى بحث مدى تأثير تطور المشهد السياسي على تدفقات الاستثمار، وسلاسل التوريد، والاقتصاد الدولي. كما تناول المنتدى «توقعات الأعمال والاستثمار» والتي ستعنى بطرح رؤى بشأن نمو السوق والتوجهات الاقتصادي، وذلك عبر سلسلة من المقابلات والجلسات النقاشية والورش التفاعلية.