قصة إنشاء أكبر مستشفى لزراعة الأعضاء في العالم في شيراز

ابوعلي سينا الشيرازي

الوفاق / خاص

إعداد: محمد حسين عظيمي - فاطمة حبيبي

وكنت أقول في نفسي أن أي مستشفى بحاجة ماسة لكادر متخصص. فلماذا نشغل أنفسنا بالأسمنت والطوب ولدينا الكثير من المتخصصين والخبراء في هذا المجال؟ قبل إنشاء المستشفى، تم إجراء أكبر عدد من عمليات زراعة الكبد في مستشفى بيتسبرغ في الولايات المتحدة. حيث أجروا 561 عملية جراحية في عام واحد وقاموا بربط مستشفيين معاً بالاضافة إلى العشرات من أسرّة العناية المركزة. وقد تمكنا نحن من اجراء ما يقارب 638 عملية زراعة كبد في عام 2017، وهذا الرقم قياسي يصعب تجاوزه.
إن عمليات زراعة الكبد التي قمنا بها كان المتبرعين فيها إما ممن أصيبوا بالموت الدماغي أو من الأقارب من الدرجة الأولى فنحن لا نشتري ولا نبيع أبداً. وكانت تبلغ تكلفة عملية زراعة الكبد في أمريكا حوالي 400 ألف دولار؛ أما في إيران فكانت أقل من ألفي دولار. وبعدها، تم افتتاح مراكز زراعة الكبد في ثماني مدن أخرى، معظمها من الطلاب الذين تلقوا التعليم والتدريب على زراعة الكبد في شيراز. لقد كنا نستقبل اثنين أو ثلاثة طلاب أجانب من بلدان أخرى كل عام لعدة سنوات. وكان هؤلاء الطلاب الأجانب يعودون إلى بلادهم ويفتتحون مراكز لزراعة الأعضاء. حتى أن بعضهم دعونا عدة مرات للذهاب إلى بلادهم والمشاركة في افتتاح مراكزهم الطبية. وكل ماوصلنا إليه كان بفضل الله تعالى. بعد كل هذا العمل والجهد والحب خلال السنوات الثلاثين، لم أحصل إلا على عدد قليل جداً من الإجازات فكانت الإجازات التي لم أحصل عليها تساوي عامين تقريباً. ولم أعش أبداً على دخل زرع الأعضاء فكان المبلغ الإجمالي الذي أعطوني إياه لإجراء عملية الزراعة هو حوالي مليون تومان. وإنه ليس من شأن الطبيب أن يقول: أعطوني المال حتى أتمكن من إجراء العملية.
لم أكن مرتاح الضمير
يعد الدكتور علي بهادر، أخصائي جراحة الأطفال والرئيس السابق لجامعة شيراز للعلوم الطبية، من أفضل الأطباء في مركز ابن سينا الطبي ومدير هذا المستشفى. يخبرنا عن حياته المليئة بالصعوبات قائلاً: بعد الانتهاء من الدراسة واجتياز المرحلة الابتدائية حتى الصف السادس، كان علي أن أذهب إلى شبانكاره وكانت تتعطل دراجتي يومياً في الطريق، ما سبب لي الإحباط.
وكان علي الذهاب إلى كازرون من دون عائلتي من أجل متابعة الدراسة الثانوية، وكنت أخلد للنوم بسبب شوقي لوالدتي ووالدي وعائلتي لعل ذلك يسكن من ألم الاشتياق, ونظراً لحصولي على درجات جيدة انضممت إلى الفريق العلمي لهذه المدرسة باقتراح ودعم من نائب مدير مدرسة شاهبور وشاركت في المسابقات العلمية لمحافظة فارس وحصلت مع الفريق العلمي للمدرسة على المركز الثاني والمركز الأول على مدى عامين. وذهبت إلى مخيم رامسر لأول مرة عام 1974 وكانت المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها الغابة.
أتذكر أن "دشتستان" كانت تعاني من مجاعة وكان والدي يرعيان أغنامهما في منطقة سهل أرجن وكان علي أن أذهب لمساعدتهم في الصيف بينما كان زملائي في ذلك الوقت يذهبون لتلقي الدروس الصيفية ومراجعة دروسهم وفي نفس العام كان قد مضى على بداية الدراسة ثلاثة أسابيع وكنت متخلفاً في دراستي، فبكيت كثيراً حتى أرسلني والدي إلى المدرسة.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي