الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثمانية وتسعون - ١٣ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثمانية وتسعون - ١٣ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

الاخصائية النفسية والمرشدة التربوية فاطمة مرتضى للوفاق:

الاهداف هي اللبنة الاولى لتحقيق رسالة الاطفال

الأهداف والطموحات بشكل عام تعطي قيمة ومعنى لحياة الفرد، وهي ترسم وتحدد شكل الحاضر من حيث المهام والمسؤوليات وتتوقع ملامح المستقبل من حيث النتائج والغايات، ولكل من أطفالنا غاية أو طموح وهي تمثل هدفه الرئيسي في الحياة ويحدد على أساس تصرفاته وواجباته وسلوكياته وربما علاقاته الاجتماعية، ونحن بدورنا من واجبنا مساعدة هذا الطفل أولاً على اختيار أهدافه التي تتلاءم مع إمكاناته وميوله من جهة، وتحقق له النجاح والرضا في المستقبل القريب والبعيد من جهة أخرى. عند تحديد الأهداف سواء كانت الحياتية منها أو المتعلقة بجانب من جوانب الشخصية الانسانية لا بد للشخص أن يعرف أن الأهداف تنقسم إلى ثلاثة أنواع. فهي إما أن تكون فردية تتعلق بالأفراد المتعلمين من حيث سلوكهم ونشاطهم وأدائهم على المستوى الشخصي. وإما أن تكون اجتماعية تتعلق بحياة المجتمع وبالسلوك الاجتماعي العام. او أن تكون مهنية تتعلق بالتربية والتعليم كمهنة وعلم وفن من الفنون المتعلمة والمتطورة، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الاخصائية النفسية بالارشاد التربوي والاسري فاطمة مرتضى وفيما يلي نص الحوار:

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

دور الأهداف السلوكية في العملية التعليمية
اوضحت الاخصائية فاطمة مرتضى بان الهدف هو النتيجة النهائية التي تقبل الملاحظة والقياس عبر أداء مهام معينة في فترة زمنية محددة، وهو مجهود وطموح الفرد، أو نتيجة مرجوّة له، وكذلك هو فعل يوضّح ما يرغب الشخص في تحقيقه، أو المطلوب تحقيقه من الآخرين، ويوجد للهدف الكثير من التعاريف من بينها ما يلي:
•الهدف هو ما يسعى الفرد إليه في سبيل تحقيقه.وهو نهاية عمليّة، لبدء نظريّة من أجل تحقيق الغاية المرجوّة. وهو الموجّه لأفعال وسلوك الفرد، وهو الذي يشبع الدّافع، وله السلوك يتّجه، ويكون شيئاً خارجيّاً في العادة.وهو تلك النّتيجة الحاسمة الّتي يسعى الفرد إليها.
أما الهدف التربوي فهو الّذي يوجّه ويقود، ويرشد سلوك الفرد الإرادي لغرض الوصول للمسعى وتحقيقه، فلولا ذلك الإرشاد، وتلك القيادة، والتّوجيه للحركة والفعل لوقع العمل الإنساني بفوضى وتعثّرات، ولا يحقّق السّلوك غاية مبتغاة واضحة َمحدّدة، ويغدو بذل المجهود والنّشاط لا يعني شيء، ويتساوى النّشاط حينذاك وعدمه بالقيمة، أو تصبح العمليّة السلوكيّة تقليديّة وآليّة روتينيّة لا يرجى أيّة فائدة من نتائجها تذكر. وبالتّأكيد لا يؤدي العمل بالنّهاية بالإنسان والمجتمع لأي تطوّر أو تغيير فكري أو حضاري أو ثقافي، مثلما حدث بالتربية البدائيّة، وذلك باعتبار أنّ التّربية المقصودة والهادفة هي الأداة المتّفق عليها والمرشّحة بأنّها الأوثق والأفضل للتغيير الثّقافي والفكري لكلٍ من الفرد وللجماعة، والتي تخدم أغراض المجتمع بأفضل نحو.
أهمية اكتساب الطفل مهارة التخطيط ووضع الأهداف؟!
وقد اوضحت فاطمة مرتضى بان المدرسة تعد هي المؤسّسة الوحيدة التقليديّة الّتي قد أنشأها المجتمع لكي تنوب عنه بتثقيف وتربية أبنائه، وليس هناك مؤسّسة اجتماعيّة غيرها تؤدي ذلك الدّور، إلّا إن استثنينا دور الأسرة بالتّربية. والطفل ايضاً بحاجة الى الهدف كما يحتاج الكبار لذلك في الحياة لكي يتسنى له ان يواصل مسيرته في الحياة بشكل سليم وراسخ ويندفع نحو الامام بكل عزم وتصميم.
الانجازات المهمة في حياة الطفل تبدأ بفكرة ثم هدف
و ينبغي على الاباء حمل الطفل على ممارسة الهدفية والتمرن على الهدف، منذ مرحلة الطفولة المبكرة. وكما ذكرنا آنفاً يجب ان تختاروا له اهدافا محددة وبتلك الشروط المذكورة آنفا. وقوموا بتجزئتها وتقسيمها الى مراحل متعددة واجبروا الطفل على ان يختار لنفسه مرحلة معينة لنفسه ويقوم بتأديتها.
ومن الضروري القيام بإرشاد الطفل الى الاشياء التي يجب ان يجعلها نصب عينيه وكيف يتحرك نحو تحقيقها؟ ويجب التركيز على مسألة تشجيعه في هذه الحركة.
اخلقوا فيه المحفز الذي يدفعه للاندفاع في حركته وبمجرد نجاحه في مسعاه اثنوا عليه. مثلاً اطلبوا من الطفل الصغير في حقل التمرن على العمل والنشاط، ان يقوم بفرش سفرة الطعام، ويضع عليها الاطباق والماء والاقداح والملاعق، وفي حالة نجاحه في ذلك شجعوه وامدحوه.
تأثير الأهداف والطموحات على شخصية الطفل
ومن الضروري خلال التمرن على الهدفية ان تزيلوا مواطن الضعف لدى الطفل في مسيرته وشعوره بدعمكم اياه.
كل تمرين يمارسه الطفل، حاولوا التوصل الى ما ينبغي له فعله في الخطوة التالية بغية الوصول الى اقل الخسائر المحتملة من حيث الوقت والاهمية. كما يمكنكم ايضاً بتقسيم قصيدة شعرية مكونة مثلا من 12 بيتاً وتطلبوا الى الطفل ان يحفظ ٤ أبيات منها فقط. وبعد نجاحه في ذلك شجعوه لحفظ الاربعة الاخرى وهكذا... ان مراعاة هذه المراحل والضوابط يعد عاملا مؤثراً في تطور الطفل ونضوجه.
ولا شك في اننا مضطرون خلال مسيرتنا للوصول الى تحقيق هذه الاهداف والغايات ان نعلم الطفل كيفية طي هذه المسيرة من قبله لكي يدرك كيف يطوي هذا الطريق وكيف يحاول ويبذل الجهود بغية الوصول الى الهدف المراد وكيف يتعامل مع الهدف لكي تكون خسائره من حيث الوقت والمال اقل ما يمكن.
طرق تنمية وادراك الموهبة والإبداع
واوضحت المختصة بان الموهبة والإبداع هي امتلاك الشخص لقدرة ما تستهويه ويبدع فيها بالمقارنة مع أقرانه ولا تشترط الذكاء، وتمنحه شعوراً بالفخر عند القيام بها، وتعزز لديه الثقة بالنفس. الطفل لا يدرك معنى ان يكون موهوباً ويجهل طرق تطوير وتنمية قدراته وقابلياته ومواهبه، ومسؤولية الأهل تبدأ بالبحث عن قدراتهم الطبيعية، وتحثُّهم على صقل تلك القدرات سواءً أكانوا يحبونها أم لا، والسرّ في ذلك يكمن في السماح للأطفال باكتشاف اهتماماتهم والبحث عن الأمور التي تثير اهتمامهم بشكلٍ كبير أكثر من أيّ شيءٍ آخر، وبذلك يتعلّم الأطفال الإصرار والمثابرة اللّذَيْن يحتاجون إليهما ليحققوا ما يتمنون. ويمكن لنا اكتشاف موهبته في مراقبة تصرفاته وحركاته بتمعن وتركيز، هنا تأتي مسؤولية الأهل في تنمية المواهب الإيجابية وفي التخفيف بداية من أهمية المواهب السلبية وما يستهويه إلى استبعاده عنها، وهذا ما يمكن تسميته بالتوازن في التعامل مع قدرات الطفل ومواهبه، من خلال تقديم الأنشطة التي تدعم ميوله. مثلاً إن كان طفلك ذو خيال واسع ولديه القدرة على تحويل الحقائق التي يراها إلى خيالات، ندرك بأن لديه القدرة على سرد القصص بطريقة إبداعية وفقد يصبح طفلك كاتباً مبدعاً في المستقبل، وعلينا دعمه بالاستماع له وتخصيص وقت لسرد القصص والحكايات له، وإن كان يحب دخول المطبخ ويستمتع بإضافة لمساته الفنية الخاصة إلى المأكولات، فقد يكون شيف بالمستقبل.
كشف قدرات وفتح مجالات الحوار للطفل
اوضحت الاخصائية  يمكن لنا أن نعرٍف الطفل على مجموعة أنشطة متنوعة ونراقب قدرته التفاعليه حيال كل نشاط، وأي من هذه الأنشطة كفيل بشد انتباهه وجذبه لنكشف قدراته وميوله، وفتح مجالات الحوار معهم في مراحل الطفولة الثانية حيث تبدأ عمليات الإدراك بالتبلور ويمكن لبعض الأطفال أن يحددوا رغباتهم وميولهم، فقد يساعدك الحوار في التقاط إشارة عما يكمن داخله من مواهب، لنعمل بعدها على تنمية هذه الموهبة أو الاهتمام بها، كما يمكن لمرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية وحتى المتوسطة أن يكتشف فيها المعلم عن قدرات لم يكتشفها الأهل في البيت. الأهم من كل ما تقدم هو معرفة الأهل بأنهم مسؤولون عن تنمية واكتشاف قدرات أطفالهم بنفس قدر المسؤولون فيه عن توجيه هذه القدرات في الاتجاه الصحيح، وهذا ما أكد عليه الخطاب القرآني «قفوهم إنهم مسؤولون» الذي يمكن الاستدلال فيه على مسؤولية الأهل في توجيهه أطفاله على الصراط المستقيم، وبالتالي هم مسؤولون بنسب عن أفعال أطفالهم المستقبلية.
الاهداف والقيم لتشكيل شخصية الطفل ونموه النفسي
في أعماق قلوبنا، يتواجد حنانُ الآباء ورقة الأمهات، حيث تُشكل الأسرة الركن الأساسي لتربية الأطفال. وكلما كانت البدايات صحيحة، كلما تحققت النتائج الإجتماعية الناجحة. الأساس يكمن في بناء أسرة تدرك مسؤوليتها تجاه أطفالها، وتسعى جاهدة لفهم احتياجاتهم وتلبيتها. فكل مرحلة من مراحل الطفولة تحمل في طياتها سراً، ويُنصَح بالتفكير العميق والتصويب الدقيق لكل خطوة تُخطى في هذا المجال. وتشكل المرأة والرجل الأساس في بناء هذا البناء، حيث ينبغي عليهما أن يُظهِرا الصبر والحكمة في تربية أبنائهما، وأن يهتما ببناء شخصية صحيحة لهم. فمنذ الأزل وحتى اليوم، فإن الأبوة والأمومة تُعدُّ المعيار الأول في تشكيل شخصية الطفل ونموه النفسي. ومن خلال الاقتباسات القرآنية، نجد أن الأبوة والأمومة يمكن أن تُصوَّر عبر أربعة أركان: الإمامية، والتوجيهية، والتفكير الإستراتيجي، والعفة. وفي هذه الأركان يتجسدُ دور الوالدين في توجيه وتحمل المسؤولية، وتوجيه الأولاد نحو الطريق الصحيح. وعلى الرغم من أن الأم قد تُؤدي دور الأب أحياناً، إلا أن الأسرة تستفيد في النهاية من التوازن بين دور الأب والأم. فالأب يمثل الركيزة الثابتة التي يُعتمد عليها في حين تُعطي الأم الحنان والرعاية اللازمة لأبنائها. والمشكلة الثانية تتمحور حول الأداء التربوي، حيث يجب أن يتسم بالمودة والرحمة، ويُعتمد على التواصل الفعّال والصحيح. فالأطفال بحاجة إلى الإرشاد والتوجيه، ولكن بشكل يترك لهم المساحة للتجربة والاكتشاف، وفقاً للقول الشريف: "اتركوهم ستة". هنا لا نعني ترك الأطفال دون رعاية، بل نعني أن نترك لهم بعض المجال للنمو والتطور، بينما نوجههم نحو الطريق الصحيح في الحياة."
التمييز بين الهدف الإيجابي والهدف السلبي
إنَّ عملية التربية هي جهود مستمرة تختلف مظاهرها وطبيعتها باختلاف مراحل حياة الإنسان، سواء كان طفلاً في مرحلة الطفولة أو مراهقاً في فترة المراهقة، أو شابّاً في سن الشباب. في فترة الطفولة، يتم تنمية القدرات العقلية الأساسية لدى الطفل، مما يشمل العمليات العقلية المنطقية مثل الحساب والقياس والتمييز والذاكرة. يتمثل الهدف الأساسي من هذه العملية في تطوير عمليات العقل بشكل صحي ومنظم، مما يمكّن الطفل من التمييز بين الهدف الإيجابي والهدف السلبي، وفقاً للقيم التي تربى عليها.
يتحمل الآباء دوراً مهماً في مساعدة الأطفال على اختيار الهدف الإيجابي وتوجيههم باتجاهه، ويجب عليهم توضيح لهم أهمية هذا الاختيار وتبيان النتائج السلبية المحتملة لاختيار الهدف السلبي. الهدف الرئيسي من التربية هو تمكين الأطفال ليكونوا قادرين على اتخاذ القرارات بناءً على تمييزهم الشخصي، وليس ليكونوا مجرد تابعين لقرارات الآخرين.
هناك سلسلة من الخطوات التي تسهم في تنمية القدرات العقلية الصحية للطفل وتعزز قدرته على التمييز بين الهدف السلبي والهدف الإيجابي. تشمل هذه الخطوات:
- ترسيخ الانتظام في حياة الطفل، بدءاً من تحديد ساعات الطعام والنوم في مراحل الطفولة المبكرة، وصولاً إلى تنظيم ساعات اللعب والأنشطة الإلكترونية في مراحل الطفولة المتأخرة.
- توجيه الانضباط بتوازن، حيث يجب أن لا تكون العقوبات مفرطة في مقابل المخالفات البسيطة، وكذلك لا ينبغي أن تكون العقوبات قليلة الأثر في مواجهة مخالفات كبيرة مثل الكذب.
- تشجيع الحوار والمساءلة برفق وحنان، مما يعمل على تنمية مسؤولية الطفل تدريجياً، بدءاً من تحمله مسؤولية أفعاله الشخصية.
- تحفيز الطفل وتشجيعه عندما يقوم بأفعال إيجابية، مهما كانت بسيطة، ومنحه الثقة بنفسه ليستمر في اتخاذ القرارات الإيجابية.
- تلبية جميع احتياجات الطفل بتوازن، سواء كانت عاطفية أو روحية أو مادية أو ترفيهية.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي