قصة إنشاء أكبر مستشفى لزراعة الأعضاء في العالم في شيراز

ابوعلي سينا الشيرازي

الوفاق / خاص

إعداد: محمد حسين عظيمي - فاطمة حبيبي

فذهبت إلى محافظتنا لأودع جدتي ورجعت إلى طهران، وأقمت في فندق صغير في منطقة ناصر خسرو لعدة أيام وقد كان مليئاً بالقمل، فساعدني الله وتمكنت من الذهاب إلى السكن الجامعي. لقد اجتزت دروس الطب المشتركة لمدة عام؛ لكنني لم أحب الطب البيطري على الإطلاق. وعندما قمت في الجلسة الأولى بتشريح جسد الخنزير، قررت تغيير تخصصي بأية طريقة مجدداً لامتحان القبول، ونجحت بمعدل جيد وتم قبول الدروس التي كنت قد اجتزتها سابقاً وبدأت أعتد على الحياة في طهران تدريجياً، لم أكن الطالب الأول في تلك الدورة ولكنني كنت من بين الأوائل، وأحببت الدروس التي كانت من وجهة نظري تطبيقية وكنت أستمتع بدراستها، وقمت بأخذ قرض من أجل سد تكاليف الدراسة وفي السنة الرابعة في الجامعة، عملت كمندوب لشركة دوائية. ولم أتلقَّ تومانا واحداً من عائلتي، وكانت والدتي توصيني دائماً ألا أتذلل لأحد من أجل طلب الغذاء، وهكذا تمت تربيتنا، حتى أنني وصلت للصف السادس ولم أكن أعرف ماهو شكل البرتقال، وكانت المرة الأولى التي رأيت فيها التلفاز في الجامعة، ولم يكن ذلك مهماً بالنسبة لي، ولكنني تعلمت أن الحياة عبارة عن فرن كبير يتم طهي الناس فيه لينضجوا. وفي السنة الرابعة في الجامعة قررت الزواج، وكان ذلك متاحا في طهران ولكنني عدت إلى شيراز وتزوجت من ابنة عمي، حيث كانت والدتي تحبها وقد تحدثت إلي بشأنها، فكان ذلك الزواج نتيجة توصية والدتي والرغبة الشخصية مني وحبي لعمي.
ولم يكن هناك سكن للمتزوجين في الجامعة، ولم يكن لدي المال لأدفع إيجار البيت، فقمت باستئجار منزل بالقرب من زورآباد في كرج بالشراكة مع أحد الأصدقاء مقابل 900 تومان شهرياً، ودفعت نصف المبلغ. كان منزلنا بعيداً عن الجامعة لدرجة أنني كنت أصل إلى كرج في الساعة 12 ليلاً، لكن الحياة كانت تقتضي ذلك.
وبعد حصولي على الشهادة العامة دخلت مجال طب الأطفال وعملت في مركز طبي للأطفال لمدة شهر. وقبل انتصار الثورة الاسلامية، تلقيت ذات يوم رسالة مفادها أنه بسبب قراءتي للمنشورات الثورية، لم يعد لي الحق في مواصلة تعليمي. وبعد انتصار الثورة الاسلامية، تقدمت لامتحان القبول في تخصص مساعدة الطبيب في شيراز ولأنني كنت قد حصلت على الدرجة الأولى قالت لي رئاسة الجامعة: "يمكنك اختيار الاختصاص الذي تريده" وفي ذلك الوقت كان الدكتور خجادوست قد ارتقى بمجال طب العيون إلى درجة عالية في شيراز ولكنني كنت أحب الجراحة أكثر. لقد كانت مرحلة دراستي لفرع معاون الطبيب أثناء فترة الحرب، فقد تربينا وتعلمنا في الحرب وقمنا بمئات العمليات الجراحية في تلك الفترة، وكنا ننتهي من عمل جراحي حتى ننتقل للعمل التالي بنفس الملابس وكنا أحياناً ننام واقفين من شدة التعب.
وقد بدأت قصة حبي لمجال زراعة الأعضاء خلال عملية كربلاء5 العسكرية في إحدى المستشفيات الميدانية تحت الأرض، حيث اقترح عليّ الدكتور فاضل أن أدرس تخصص وصل الشرايين. وقبل انتصار الثورة الاسلامية، تم إجراء أول عملية زرع كلية على يد الدكتور سنادي زاده في مستشفى نمازي في شيراز، وبعد فترة قصيرة تم إغلاقه بسبب بعض الخلافات.
ذهبت إلى مستشفى الشهيد هاشمي نجاد في طهران لتعلم زراعة الكلى، حيث كان مركز الزراعة الوحيد في إيران، وفي الأشهر الثمانية التي قضيتها هناك، أجريت العديد من عمليات زراعة الكلى تحت إشراف الدكتور فاضل، حتى أخبرني ذات يوم قائلاً: لقد تعلمت كل شيء والآن عد إلى شيراز وافتتح مركز زراعة للأعضاء هناك. فقلت: لا يزال يتعين علي أن أدرس لمدة عام آخر حتى أحصل على شهادة التخصص.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي