قصة إنشاء أكبر مستشفى لزراعة الأعضاء في العالم في شيراز

ابوعلی سينا الشيرازي

الوفاق / خاص

إعداد: محمد حسين عظيمي - فاطمة حبيبي

وقد كان والدي وجدي ووالد جدي وعمي جميعهم من رجال الدين والروحانيين. ولكنني لم أرث ذلك عنهم، كان عمي رجل دين معروف في شيراز وهو من أخذني إلى شيراز عندما أنهيت الصف السادس. مكثت في نفس المدرسة الدينية التي كان يدرس فيها وفي نفس الغرفة التي كان يدرس فيها وذهبت إلى المدرسة الثانوية. في المدرسة الثانوية، لم يكن بوسعي العودة إلى قريتنا إلا لقضاء عطلة العيد. فكنا نذهب من شيراز إلى ياسوج وبعد ياسوج كنا نسير مائة كيلومتر أخرى مشياً على أقدامنا للوصول إلى المنزل؛ كنا نمشي لمدة يومين في الثلوج للوصول إلى المنزل. حصلت على الدبلوم بمعدل 17 من 20 وكنت قد بلغت سن الخدمة العسكرية، ولأنني كنت المسؤول الوحيد عن أخوتي وأخواتي تم إعفائي من الخدمة العسكرية؛ ولكن رئيس مركز التجنيد في منطقتنا وفي حالة يعجب لأمرها قال: "إن أردت أن أقبل طلبك في الاستعفاء عليك أن تدفع لي 200 تومان"، لم أرغب في دفع الرشوة ولكن وفي الوقت نفسه كنت أرغب وبشدة باكمال دراستي. فقررت الالتحاق بالخدمة العسكرية وقلت أنني لا أريد الاستعفاء بعد. ومن كل منطقة بوير احمد كنا فقط ثلاثة أشخاص حاصلين على الدبلوم ولذلك كان علينا أن نعرف أنفسنا لمركز التجنيد في طهران. وبينما نحن واقفون في الصف، كان هناك ضابط برتبة رقيب يسأل الجميع من أين أنتم؟ وعندما وصل الدور إلي وأجبته، غضب فجأة وقال: أنتم في بوير أحمد قد قتلتم أخي في حرب المضيق.
كنت أرغب في قضاء الدورة التعليمية للخدمة العسكرية في الكشافة ولكن ذلك الضابط لم يسمح لي وكان يقول لن أسمح لذلك البويرأحمدي أن يخدم هناك بل يجب أن يبقى هنا لأنتقم منه. وكان النظام العسكري أنذاك صعباً للغاية حيث كان علينا أن نستيقظ في الساعة الخامسة صباحاً للحضور الصباحي ومن ثم العرض الصباحي، وفي ذلك الوقت قمت بعمل كان في رأيي عملاً عظيماً وهو الحدث الذي غير حياتي.
وفي أحد الأيام، عندما كنا عائدين من العرض الصباحي، رأيت نائب قائد الثكنة في الفناء وفجأة غادرت الصف ووقفت أمامه، فقلت أن لدي مشكلة و أريد أن أتحدث إليه. فذهبت إلى مكتبه وقلت إن هذا الرقيب قام بإهانتي والإساءة إلى بوير أحمد قاطبة ولم يسمح لي بالالتحاق بجيش المعرفة. فأعطى الأمر على الفور والتحقت بجيش المعرفة في مدينة مسجد سليمان وهذه الحادثة غيرت مجرى حياتي مرة أخرى وهناك قررت أن أدخل الجامعة. ربما لم تصدقوا؛ ولكن لغاية عام 1971، لم يكن هناك طبيب واحد في بوير أحمد. وكان هناك مساعدان لأطباء ولم يسبق لي رؤية طبيب لأتمكن من اتخاذه كقدوة محفزة لي، أردت فقط أن يتم قبولي في الجامعة فكنت أدرس لامتحان القبول.
كنت من المئة شخص الأوائل في نتيجة امتحانات القبول وكنت أستطيع دراسة الطب، لكن ولأنني لم أتوقع أن يتم قبولي في الطب فقد وضعت الطب البيطري في رأس قائمة رغبات الدراسة، وقد حاولت فيما بعد جاهداً أن أغير اختصاصي إلى الطب لكنني لم أتمكن من ذلك بسبب القوانين فاضطررت مجبراً لدراسة الطب البيطري.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي