رحلة التطور إلى تبريز

في اليوم الذي أصبح فيه الجرار إيرانياً

الوفاق / خاص

حميد رضا ميري

اسمع أيها المهندس، لقد كانت بداية العمل وكنا قد بدأنا للتو بصنع الجرارات الإيرانية. عندما وصلني خبر أن الحكومة تريد استيراد 12 ألف جرار للبلاد؛ انزعجت من ذلك، وسألت نفسي فماذا علينا أن نفعل إذاً؟ وقد كنت على معرفة مسبقة بأحد المسؤولين في وزارة الزراعة فاتصلت به وأوضح لي القصة التي رويتها له، وهي أن سياسات التنمية الزراعية في البلاد لا يمكن تأخيرها.
فالبلاد كانت بحاجة إلى 12 ألف جرار، و3000 جرار لن تكفي لتلبية حاجة البلد. وقال أنه اتخذ القرار. فما كان لنا إلا أن نلبي احتياجات البلاد أو ننصرف عن ذلك كلياً. فطلبت منه أن يمنحنا فرصة لأصنع 12 ألف جرار بحلول نهاية العام. وقد قلت لكم سابقاً أنه كان يعرفني بالفعل. فقال عرب باغي لا تمازحني! فقلت إنني جاد. وقال حسناً لتأتي إلى طهران ونجتمع مع الوزير فذهبت وأبرمت عقداً معه. وماذا تتوقعون حدث في النهاية؟
لابد أنكم صنعتم 12 ألف جرار
من البديهي أن ليس هذا ماحصل!
أطلت النظر في وجهه، لابد أنه قد خاب ظنه هذه المرة
حسناً مالذي حصل؟
لقد قمنا بصناعة 12 ألف جرار قبل نهاية الموعد المحدد، فجاء المهندس المسؤول إلي وقال هل نقوم بتسليمها؟ فقلت لا، علينا أن نصنع 12 جراراً آخر تيمناً بالأئمة الإثني عشر ونضيفها على الجرارات. فقمنا في النهاية بتسليم 12 ألف و 12 جرار لوزارة الزراعة.
وفي العام التالي طلبت الحكومة منا 14000 جرار فقمنا بإضافة 14 جرار فوقها تيمناً بالمعصومين الأربعة عشرة. فقال أحد المسؤولين لن يكف عرب باغي حتى نصنع 124000 جراراً على عدد الرسل والأنبياء (ع).
وكان ذلك الحديث جارياً عندما وصل الطعام، وكانت الساعة الخامسة ولم نتناول الغداء في موعده، وأثناء تناول الطعام قمت بسؤاله: من أين لك كل هذه الطاقة؟
إنه الحب. في أحد الأيام تجادلت مع أحد المسؤولين الذين لم أكن معجب به، فقلت له أنا لست مثلك؛ لا أجيد القيام بأي أمر ولكنني تسلمت منصباً بتوصية من أحدهم وأخاف أن أفقد هذا المنصب. ثم أخرجت مقياس فحص الكهرباء من جيبي ووجهته نحوه وقلت: أنا مهندس، من هذا المقياس يمكنني أن أجني مالاً يكفيني، ولكني هنا بسبب حبي لإيران لا غير ذلك. وبعد تناول الغداء تحدثنا قليلاً، وفي طريق العودة ووسط القلق من الوصول متأخرين لنستقل حافلة تبريز – طهران والخوف من التعرض لحادث بسبب عدم عمل مصابيح السيارة فقد كنت متأكداً أن هذا السفر قد كان مفيداً وكان اللقاء بالسيد عرب باغي يستحق ذلك لأضيفه لقائمة الإيرانيين العظماء
في ذهني.

البحث
الأرشيف التاريخي