تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
قائد الثورة لدى لقائه جمعاً من المسؤولين والقائمين على شؤون الحج:
حجّنا هذا العام حج البراءة نظراً لما يحدث في غزة
حج البراءة
وأضاف: يجب أن يكون الحجاج هذا العام قادرين على نقل منطق البراءة القرآني إلى العالم الإسلامي بأكمله.
وقال قائد الثورة الإسلامیة: هذه الأحداث الغريبة والضخمة التي تجري في غزة والكشف عن وجه وطبيعة مصاصي الدماء لمجموعة ولدت من الحضارة الغربية، ستبقى في التاريخ والاهتمام بها لا يقتصر على اليوم وهذه الأيام.
واستطرد قائلا: ما يحدث اليوم في غزة وفلسطين من اعتداءات وحشية للكلاب الصهيونية المسعورة ومصاصي الدماء الصهاينة، من جهة، ومظلومیة ومقاومة أهل غزة المسلمین من جهة أخرى، كل منهما يشكل مؤشرا ضخما سيبقى خالداً في التاريخ، وهي مؤشرات مهمة من شأنها أن ترسم معالم الطريق إلى مستقبل البشرية.
وتابع: حجّنا هذا العام هو حج البراءة حسب تعاليم السيد إبراهيم وطبعاً منذ بداية الثورة الاسلامية كان هناك حج البراءة، ويجب أن تظل، لكن حج هذا العام هو حج البراءة بشكل خاص.
من في العالم اليوم يضمر العداء للمسلمين؟
وأوضح قائد الثورة: إن النبي إبراهيم الرؤوف والرحیم والودود کان يشفع في قوم لوط ويستغفر للعاصين وكان يرى أنه لا بد من الإحسان إلى الكفار غير المحاربین لكنه في إحدى الحالات يقف ثابتا ويعلن براءته ویقول : "إِنَّا بُرَآءُ مِنکُمْ" و "وَبَدَا بَیْنَنَا وَبَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ" . وقال قائد الثورة متسائلا: ولكن من هم الذين اعلن النبي إبراهيم براءته منهم؟ وأوضح ردا علی السؤال : «إِنَّمَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ قَاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَأَخْرَجُوکُم مِّن دِیَارِکُمْ وَظَاهَرُوا عَلَیٰ إِخْرَاجِکُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ".
وأردف قائلا: من في العالم اليوم يضمر العداء للمسلمين ويقاتلهم ویحاربهم ويقتلهم؟ ومن يُخرج نساء المسلمين ورجالهم وأطفالهم من ديارهم وأراضيهم؟ وهل يمكن وصف العدو الصهيوني في القرآن بشكل أوضح من هذا؟
واعتبر سماحته، الکیان الصهيوني ومن يساعده بأنه مثال واضح على هذا الوصف القرآني وقال متسائلا، لولا مساعدة أمريكا، هل ستکون لدى الکیان الصهيوني القوة والشجاعة لمعاملة المسلمين، رجالا ونساء وأطفالا، بهذه الطريقة الوحشية في تلك البيئة المحدودة ؟ واوضح: لا يمكن التعامل مع العدو ومرتكبي القتل وداعمي القتل ومن يهدمون بيوت الناس ومن يدعمون هادمي البيوت بلطف وتقول الآية القرآنية: "وَمَن یَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ".
التعاضد بين المسلمين
وأضاف قائد الثورة: ومن مد لهم يد الصداقة فهو ظالم، والقرآن يقول: «أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ».واستطرد قائلا: من العناصر الأساسية في الحج مسألة الوحدة والتأزر والتواصل مع المسلمين ويجب على المسلمين أن يقتربوا من بعضهم بعضاً، ويعرفوا بعضهم بعضاً، ويفكروا معًا، ويتخذوا القرارات معًا. وتابع سماحته: نريد من المسلمين أن يقرروا معا ويتعاضدوا ليكون لهذا التعاضد والاجتماع والوحدة نتيجة طيبة للعالم الإسلامي والإنسانية. وطبعاً مقدمته هو التفاهم؛ بعيدا عن الجنسیات والانقسامات الدينية والطائفية. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة المنهج الإبراهيمي في الحج، أي البراءة الواضحة من الأعداء، ضروريا أكثر من أي وقت مضى في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم الإسلامي.
وقال: يجب أن يكون الحجاج الإيرانيون وغير الإيرانيین قادرين على نقل المنطق القرآني الداعم للشعب الفلسطيني إلى العالم الإسلامي كله من خلال الاعتماد علی هذا النهج. وأضاف: طبعاً الجمهورية الإسلامية لم ولن تنتظر الآخرين، ولكن إذا ساعدت ورافقت الأيادي القوية للدول والحكومات الإسلامية، فإن الوضع المثير للشفقة الذي يعيشه الشعب الفلسطيني لن يستمر.
وأعتبر قائد الثورة الاسلامیة أن النقطة البارزة في الجانب الاجتماعي للحج هي وحدة المسلمين وتواصلهم مع بعضهم البعض، وقال: إن فلسفة دعوة الله لجميع الناس للتواجد في مكان محدد وفي أيام محددة هي تعريف المسلمين ببعضهم البعض والتفكير معا واتخاذ قرارات مشتركة حتى يستفيد العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء من نتائج الحج وثماره. وقال: الیوم يعاني العالم الإسلامي من فجوة كبيرة في مجال اتخاذ القرارات المشتركة.
واعتبر تجاهل الاختلافات القومية والدينية والعرقية مقدمة ضرورية للوحدة، وأضاف: إن التجمع الضخم والموحد لأتباع جميع المذاهب الإسلامية من جميع الجنسيات هو علامة واضحة على الجانب السياسي والاجتماعي للحج.