حلم النانو لفتاة نهبندانية

الوفاق / خاص

سيد حسين رفيعي

فقاطعت أرزو أمير قائلة: "ليس لدي رأس المال لشراء المواد الأولية، عليكم أن تدفعوا تكلفة المواد الأولية وعمال الخط بأنفسكم؛ وهذا لايعود علي بأية فائدة؛ وربحي هو فقط النسبة التي تدفعونها لي من بيع أحزمة البطن".
فهم زاهدي الموضوع، لكنه لم يرَ ضرورة لإعلان موافقته بهذه السرعة
"وكم النسبة التي تتوقعون أن تتقاضوها كحقوق ملكية في ذلك الوقت؟"
هذا السؤال البسيط، كان جوابه صعباً، وفي اليوم السابق كان أمير قد تحدث إلى المستشار القانوني الدكتور صدريان في هذا الخصوص وحصل على موافقة آرزو، ووفقاً لصدريان، ونظراً لمخاطر التكنولوجيا الصغيرة، فإن نسبة 4 أو 5% كانت رقماً جيداً. فقال أمير: 6 بالمئة! وضع زاهدي قلماً كان في يده ببطء على الطاولة؛ وابتسم قائلاً: "قلت، أنك أنت رجل الأعمال!" ثم تابع: «بالتأكيد مجلس إدارتنا لا يوافق على هذه الشروط؛ كل المخاطر تقع على عاتقنا! وعلينا أن ندفع 6% كحقوق ملكية! هذا ليس منطقيا." وكان زاهدي يعلم أن هذا منطقياً، ولكن التفاوض يقتضي ذلك. وبحجة أن الجلسة بدأت متأخرة وعليه الاستعداد لجلسة أخرى، ارتدى معطفه وغادر الغرفة مودعاً وقال: "سأبلغكم بجواب مجلس ادارتنا خلال
بضعة أيام".
كانت هذه الجملة بالنسبة لأرزو تعني عدم الموافقة، وكانت تنظر بانزعاج وذهول إلى زاهدي وهو يغادر. وأرادت أن تجد جملة تعيده إلى طاولة المفاوضات؛ لكن لم يتوصل ذهنها المشوش إلى نتيجة. فنظرت متوسلة إلى أمير ليقول شيئاً ويعيد زاهدي إلى الطاولة.
لكن أمير استرق النظر... ولم تكن أرزو في حالة جيدة.
الجزء السابع:
لم يكن النفط أو السيارات أو حتى نسيجها مهماً؛ كان المهم فقط أن تزدهر تقنية النانو في البلاد وأن يتم استخدامها في مكان ما؛ انها مهمة معقدة، في وقت لم تكن فيه أي هيئة تدريسية تدرّس النانو، ولم يبحث أي معهد بحثي عن النانو، ولم يكتب أي باحث عن النانو. فلم يكن أحد يعرف من أين يمكن الحصول على هذه التقنية والارتقاء بها. وقد تساءل البعض، لماذا يجب أساساً أن ننظر إلى القضايا على أنها مقياس؟ فالنانو هو مقياس: "نانومتر!" شيء مثل الكيلومتر أو السنتيمتر.
من وجهة نظرهم، كانت عبارة "المقر الرئيسي لتطوير تكنولوجيا النانو" بمثابة قول "المقر الرئيسي لتطوير تكنولوجيا الكيلو!" لكن إيران لم تكن الدولة الأولى التي ترتدي نظارات النانو وتنظر إلى العالم بمقياس من 10 أس 9 سالبة.
كانت هناك دول رائدة أخذت الزبدة من النانو ووظفتها في خدمة صناعاتها. حتى أن بعض المعاهد أعدت تقارير عن تطبيقات هذه التقنية الدقيقة في إنتاج بعض الشركات الأمريكية ونفس الشركة الألمانية وباعت نتائج أبحاثها بعدة آلاف من الدولارات. وكانت هذه التقارير بمثابة نقطة انطلاق جيدة لتطبيق تكنولوجيا النانو في البلاد. وبدأ المهندسون الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، والذين ذهبوا إلى هذه المنظمة المنشأة حديثًا من كليات مثل الميكانيك والكيمياء والهندسة الصناعية،  قد عملوا بهذه التقارير.

البحث
الأرشيف التاريخي