الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعون - ٠٢ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعون - ٠٢ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

«إيزنهاور» و«غريفلي» سُحبتا من البحر الأحمر.. ماذا عن الدلالات؟

اسماعيل المحاقري

كاتب ومحلل سياسي

بعد أربعة أشهر من الوجود العسكري في البحر الأحمر لحماية أمن الملاحة الصهيونية، أعلنت البحرية الأميركية عبور حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" والمدمرة "يو إس إس غريفلي" قناة السويس في طريقهما إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. فماذا وراء قرار سحب المدمرات الأميركية من منطقة ما تزال مشتعلة ولها أهمية استراتيجية كبيرة وما هو السر في توقيت الإعلان الأميركي؟ وهل له علاقة بسحب ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى فرقاطاتها البحرية من ساحة المواجهة وسط تأكيد صعوبة مهمّة حماية السفن الإسرائيلية وتقويض العمليات اليمنية؟
بالاستناد إلى استمرار العمليات اليمنية بالزخم ذاته منذ إعلان المشاركة في دعم غزّة وإسنادها؛ وربما أكبر وتأثير ذلك وفاعليته على حظر حركة الملاحة الإسرائيلية، وتراجع حركة السفن الأميركية بنسبة 80% في البحر الأحمر، مقابل تراجع الاعتداءات الأميركية البريطانية على اليمن، يتبيّن أن الانسحاب الأميركي في هذا التوقيت هو انسحاب تكتيكي. والهدف منه، إيهام العالم بنجاح مهمّة قوات الولايات المتحدة المعلنة، والأمر الآخر يرتبط بالحاجة الملحّة لاستراحة القوات الأميركية التي خاضت مواجهات مضنية ومرهقة ومكلفة ماليًا من دون أي نتائج تذكر وظلت في وضع الاستعداد والاستنفار لمدة طويلة من الزمن.
ما يعزز ذلك هو سحب بعض الدول الأوروبية لفرقاطاتها البحرية من ميدان واسع النطاق، ما يزيد من الأعباء على القوات الأميركية ويعطي الأفضلية لليمن وقواته العسكرية التي أثبتت قوة عملياتها ودقة رصدها للسفن الإسرائيلية، وتلك المرتبطة بها أن الملاحة الدولية والتجارة العالمية سالكة من مضيق باب المندب، وأن ارتفاع منسوب المخاطر والمخاوف هو نتيجة مباشرة للعسكرة الأميركية البريطانية للبحر الأحمر.
في الموقف الرسمي اليمني، وعلى لسان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، العمليات اليمنية مستمرة دعمًا وإسنادًا لغزّة مع السعي لتقويتها في مسرحها الجديد في المحيط الهندي بما لم يكن واردًا أبدًا في ذهن وحسابات الأميركي والبريطاني والإسرائيلي. والرقم الكبير المعلن لا يوحي بانخفاض عمليات اليمن كما زعم البنتاغون، لتقرر أميركا مغادرة ساحة المواجهة، بل يعدّ مؤشرا على فشل الولايات المتحدة في تحقيق الردع ورغبتها في استخدام أوراق أخرى لممارسة الضغط على اليمن لحمله على التراجع عن عمليات الدعم والمساندة لغزّة.
وأيًا تكن الدوافع والأسباب الأميركية لخفض وجود القوات الأميركية البحري في المنطقة، فذلك ليس مبشرًّا لكيان العدو، ولا يعني أن أميركا رفعت راية الاستسلام وتنوي ترك واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في العالم لخصومها. الأمر ليس كذلك، لا سيما في ظلّ استمرار الحصار على ميناء "إيلات" وتحضير العدوّ لاجتياح رفح. الحقيقة التي لا يمكن حجبها في هذه المرحلة، هي أن المقاومة في غزّة قوية وصمودها يعمّق الانقسام الصهيوني الداخلي، ويؤكد أن التعاون العسكري بين واشنطن و"تل أبيب" في الذروة، والدليل على ذلك الموافقة على المساعدات المالية من الكونجرس واستمرار تدفق الأسلحة الأميركية إلى الكيان الغاصب.

البحث
الأرشيف التاريخي