الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعون - ٠٢ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعون - ٠٢ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

غزّة تُطيح باحتفال جائزة القلم الأمريكية

القلم يطلق الرصاصة ويثور ضد الكيان المحتل

الوفاق/ القلم هو سلاح المثقف، ويطلق به رصاصة الكلمات ويصدح بصوته في جميع أنحاء العالم، حتى يعلو صوته فوق جميع الأصوات، وأشعار وأدب المقاومة هو من أهم أنواع المقاومة، وهناك مهرجانات وجوائز كثيرة تُقام وتُعطى كل عام للمؤلفين، ونحن على أعتاب إقامة معارض كتاب دولية في طهران والدوحة، وفي أجواء إحتجاجات الطلاب الأمريكيين ضد الكيان الصهيوني المحتل، وامتداداً لحركتهم الطلابية، نشهد أن المثقفين قاموا بمعاقبة جائزة القلم الأمريكية وعدم التفاعل معها، ومن جهة أخرى نشهد أدب السجون يتلألأ مرة أخرى، وسمعنا أن جائزة "البوكر" العربية تُعطى للأسير الفلسطيني "باسم الخندقجي"، فما هو سبب هذه الأحداث التي نشهدها اليوم؟ أليس الصبح بقريب؟ وسنشهد قريباً انتصار الشعب الفلسطيني المظلوم؟.
جائزة "البوكر" العربية لـ "قناع بلون السماء"
من جهة أخرى وفي إطار أدب السجون وأدب المقاومة شهدنا أن الروائي الفلسطيني الأسير، باسم خندقجي، يحصد جائزة "البوكر" العربية في دورتها للعام 2024، وذلك عن روايته "قناع بلون السماء"، حيث أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها الـ17 مساء الأحد، عن فوز رواية "قناع بلون السماء" للروائي الفلسطيني الأسير، باسم خندقجي، بالجائزة، بعد وصولها إلى القائمة القصيرة قبل أشهر.
واختارت لجنة تحكيم الجائزة رواية خندقجي، من بين 133 رواية ترشحت للجائزة، باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين تموز/يوليو 2022 وحزيران/يونيو 2023، وتسلمت ناشرة الرواية رنا إدريس، صاحبة دار الآداب الجائزة بالإنابة عن خندقجي، المعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني.
والقناع هو إشارة إلى "الهوية الزرقاء" التي يجدها نور، وهو عالم آثار مقيم بمخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها صهيوني، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية متعددة الطبقات التي يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن، بحسب بيان الجائزة.
وأوضح "نادي الأسير" الفلسطيني في بيان، أن الروائي الأسير خندقجي، فاز بالجائزة بعد أن كان قد تعرض لحملة تحريض واسعة من قبل الإعلام الصهيوني، بعد أن وصلت روايته إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية قبل أشهر قليلة.
"قناع بلون السماء" كسر قيود الأسر بالقلم، من زنزانة صغيرة إلى رحب الكون، نفذت كلمات الأسير الفلسطيني باسم خندقجي، معلناً أن 20 عاماً من الأسر لم تجعله يستسلم للسجن، فطوال أعوام ظل يغزل طريقه للحرية بقلم وورقة هما سلاحه وشريكه ونافذته، كتب فأبدع، وهزم كل من حاول منعه حتى سجانه لم يقوَ عليه، فلمّا رأى إبداعه النور انتصر معلناً كسره كل القيود، عدا ظلم الاحتلال وقمعه له ولكل من حاول الإبداع بين جدرانه.
نبأ فوز رواية "باسم"، "قناع بلون السماء"، بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، اعتبره النقاد لطمة قوية للإحتلال وسلطاته، إذ إن نضال "أدب السجون" في معتقلات الاحتلال لا يزال ينبض بالحرية.
مقاطعة جائزة القلم الأمريكية
من جهة أخرى شهدنا في الأيام الأخيرة سلسلة من الرسائل المفتوحة التي وقعها كتّاب ومثقفون قد انتقدت إدارة "نادي القلم" لإنحيازها العلني إلى الكيان الصهيوني.
حيث ألغت المنظمة الأدبيّة البارزة "نادي القلم الأميركي" احتفال توزيع جوائزها السنوية بعد انسحاب عشرات الكتّاب المرشّحين لنيل التكريمات احتجاجاً على "الإستجابة القاصرة، وغير الكافية" لإدارة المنظمة تجاه حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة.
وكان نحو نصف أصحاب الكتب والأعمال المترجمة التي كانت معروضة على لجان التحكيم، قد سحبوا أعمالهم من عمليّة التقييم وفقاً لبيان أصدرته إدارة النادي.
وتأتي هذه الخطوة كانتصار آخر لحركة احتجاج متنامية في الجامعات والمؤسسات الثقافية في أمريكا ضد حرب الإبادة التي يشنها الصهاينة على غزة بتواطؤ أميركي ظاهر.
وكانت سلسلة من الرسائل المفتوحة التي وقعها كتّاب ومثقفون قد انتقدت إدارة "نادي القلم" لإنحيازها العلني إلى الكيان الصهيوني.
وأوردت إحدى الرسائل التي صاغها عدد من الكتاب والروائيين المشهورين، ووقعها تأييداً أكثر من 1500 شخص، أن إدارة "القلم الأميركي" قد "خانت التزامها المعلن بالسلام والعدالة للجميع، وبالحرية والأمن للكتّاب في كل مكان" بعدما فشلت في الدّعوة إلى وقف فوريّ لإطلاق النار في القطاع المحاصر، وأظهرت انحيازاً إلى السرديّة الصهيونية، بينما تلعثمت في إدانة الإبادة الجماعيّة المستمرة منذ تشرين الأول الماضي.
ورأى أصحاب الرسالة أن المجموعة الأدبية انتهت للعمل كـ "واجهة ثقافية أخرى للاستثنائية الأميركية"، وأن حضور احتفال جوائز هذا العام لن يؤدي إلا إلى تعزيز الوهم بأن الفرع الأميركي للمنظمة الأدبيّة مكرس حقاً "للدّفاع عن حرية التعبير في قلب نضال الإنسانية ضد القمع".
ونشهد أن مواقف الكتّاب والأدباء الذين تمكنوا في النهاية من الإطاحة بدورة هذا العام من مهرجان "أصوات القلم العالمي" واحتفال توزيع الجوائز.
التستر على الإبادة الجماعية
قال المؤلفون الذين قاموا بمقاطعة جائزة القلم الأمريكية: "نحن نرفض التستر على الإبادة الجماعية للفلسطينيين بأموال ضرائبنا، ونرفض المشاركة في أي شيء من شأنه أن يلقي بظلاله على تواطؤ منظمة القلم في تطبيع الإبادة الجماعية".
وقال الكتّاب المنسحبون إن نادي القلم الأميركي كان بطيئاً في إدانة "الخسارة التي لا تعوض في أرواح الفلسطينيين"، وإنه عندما فعلت المنظمة ذلك أخيرا، كان بيانها يفتقر إلى "التعاطف المتناسب".
وفي بيان منفصل للمنظمة أكدت وقوفها "إلى جانب كُتّاب غزة"، ودعت لوقف فوري لإطلاق النار، وأشارت لتوسيع دعمها للكُتّاب الفلسطينيين من خلال صندوق مخصص للإستجابة للطوارئ.
اتحاد الأقلام والكتّاب ضد الإحتلال
هذا ما شهدناه في الأيام الأخيرة وما يقوم به أحرار العالم، حتى في أمريكا، فانقلب السحر على الساحر، ونشهد مقاطعات كثيرة في مختلف أنحاء العالم لمهرجانات ثقافية وفنية تُقام من قبل الدول الداعمة للكيان الصهيوني، والجميع يُطالبون بإنهاء الجرائم التي يقوم بها هذا الكيان المحتل، فصوت القلم المقاوم منذ القدم حتى يومنا هذا يصرخ بوجه الكيان المحتل، وما أجمل أبيات الشاعر العراقي المقاوم أحمد مطر حيث يقول:
جسَّ الطبيبُ خافقي
وقالَ لي:
هلْ ها هُنا الألَمْ ؟
قُلتُ له: نعَمْ
فَشقَّ بالمِشرَطِ جيبَ معطَفي
وأخرَجَ القَلَمْ!
**
هَزَّ الطّبيبُ رأسَهُ.. ومالَ وابتَسمْ
وَقالَ لي:
ليسَ سوى قَلَمْ
فقُلتُ: لا يا سَيّدي
هذا يَدٌ.. وَفَمْ
رَصاصةٌ.. وَدَمْ
وَتُهمةٌ سافِرةٌ.. تَمشي بِلا قَدَمْ!
وأخيراً هذه الأصوات، تعلو يوماً بعد يوم، والأقلام تطلق رصاصاتها بكلمات نارية بوجه الإحتلال، واتحاد هذه الأقلام والكتّاب سيكون طوفاناً يقلع الكيان الصهيوني من جذوره.
البحث
الأرشيف التاريخي