قصة اللقاء بشركة معرفية بمعنى الكلمة

بهيار تتطلع للفضاء

الوفاق / خاص

سيد حميد رضا ميري

حاولت شركة بهيار باقناع ادارة الجمارك إلغاء العقد الأجنبي. وأثبتت التقارير الموجودة لدى بهيار إلى الجمارك أن ما يصل إلى 80% من القدرة التصنيعية متوفرة في بهيار. فاستسلمت ادارة الجمارك ومرت ثمانية أشهر وانتهت بهيار من تصنيع الجهاز.
فذهبت بهيار إلى ادارة الجمارك مرفوعة الرأس مشروحة الصدر لاقامة حفل سوياً، ولكن لاوجود لأي حفل على الاطلاق، فخرجت من ادارة الجمارك خائبة الأمل لأن الأخيرة ادعت أن ليس لديها مال، ولابد أنهم سيبقون أموال الـ 15 جهاز الأجنبية في ذمتهم، وفي زيارة للشركات المعرفية أكدت القيادة على التصنيع، ولكن ليست هناك حيلة، فالتهريب متعطش لدماء المنتجين والوقت قد أوشك على الانتهاء.  توصلت بهيار إلى اتفاق مع الجمارك لتعويض أموالها بخصم نسبة حق مرور الحاويات تحت الماكينة على مدى عدة سنوات. وفي كتب الاقتصاد في الجامعات يرد اسم هذا العمل في فصل “الخسارة”، وفي كتب علم النفس يسمى فاعلوه “مجانين”. لكن الحقيقة هي أن أولئك الذين غيروا العالم لم يكونوا أشخاصاً عقلاء تماماً! أو على الأقل لم يكونوا عقلاء من وجهة نظر أصحاب العدادات.
تم تثبيت الأجهزة، وتم قطع أحد الشرايين الأصلية للتهريب، وفي عام 2019 تم انهاء العمل بالكامل، لم ترغب بالذهاب بدون تذكار. ظهر كورونا وكانت الأشهر الأخيرة من العام، وكان أشبه بالمعجزة أن تدخل محلاً وتجد لديه أقنعة واقية أو كان يجب أن تكون من المحظوظين جداً فتجد سائلاً كحولياً للتعقيم بقيمة مناسبة مقابل انخفاض أسعار التومان. فكان كل شئ وقتها مغلقاً، وبقي صوت المهندس نجات بخش محفوراً في جدران شركة بهيار في مارس 2020 عندما طلب من شركة بهيار انتاج آلة لصناعة الأقنعة الواقية.
كانت الصين وألمانيا هما البلدان الوحيدان اللذان يصنعان هذه الآلات في العالم، كانت الصعوبة في هذا العمل هي أن آلة صنع القناع وآلة توصيل الأربطة كانتا مختلفتين عن بعضهما، ولن أتحدث عن صعوبة ضبط وتطبيق الأجزاء الميكانيكية والإلكترونية للأجهزة.
وكان هناك شخص في أصفهان يملك ثلاثة من هذه الآلات، كانت إحداها معطلة والاثنتان الاخريان تعملان وتجلبان المال بشكل لم يكن لصاحبهما أن يتخيله من قبل، استطاع أعضاء شركة بهيار بصعوبة اقناع صاحب الآلة المعطلة ببيعها، وكان من المقرر تسليمها للمصلح من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءاً لاصلاحها.
فقاموا بفتح الآلة وصوروا وتجادلوا، ثم قاموا بتسليم الآلة ووصلوا بعدها إلى نقطة مهمة، لم يفهموا شيئاً منها! كانت الخطة أن يتم التقدم بشكل معقول في صنع الآلة ومن ثم البدء بصناعة الآلات الاخرى بنفس الوقت، كانت أصوات عقارب الساعة تسعد أعضاء شركة بهيار، فكل ما سيحصل للآلة الأولى، فإنه سيحصل لبقية الآلات، وفي النهاية فإنكم لا تنتظرون مني ان أكتب أنه تم التغلب على الشرکة المصنعة للآلات ذات التقنية العالية ولم تتمكن من اطلاق خط إنتاج 80 قناعاً في أربعة أشهر. وفي هذه الأثناء تلقى المهندس نجات بخش هاتفاً في أحد الأيام كان من المدير التنفيذي لإحدى الشركات، يحتج على انقطاع أربطة بعض الأقنعة. وكانت صورة أعضاء شركة بهيار عندما وضعوا أرواحهم على كفوفهم وأصروا على صناعة آلة الأقنعة قد جعلته يغضب بشدة.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي