الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وثمانون - ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وثمانون - ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

وسائل إعلام إسرائيلية: الحقيقة على مقاس «الدولة»

زياد غصن

كاتب ومحلل سياسي

لا تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية تعمل على تسريب بعض التفاصيل المتعلقة بتداعيات الهجوم الإيراني، الذي استهدف في منتصف الشهر، وبعشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ، بعض الأهداف والقواعد العسكرية داخل الأراضي العربية المحتلة.
واللافت أنه في الوقت الذي لم تنشر تلك الوسائل صوراً عن اللحظات الأولى لوصول المسيرات والصواريخ الإيرانية إلى سماء الأراضي المحتلة، والأماكن التي سقطت فيها لاحقاً، كما فعلت بعض أجهزة الخليوي العائدة لمواطنين عرب، فإن تركيزها المستمر خلال الفترة الماضية انصب على بث وإشاعة معلومات تتعلق بأمرين اثنين:
- الأمر الأول، محاولتها تثبيت قدرة الردع الإسرائيلي في أذهان الإسرائيليين والرأي العام الخارجي، وذلك من خلال إصرارها على أن سلاح الجو الإسرائيلي تمكن من إسقاط99% من المسيرات والصواريخ الإيرانية، في محاولة يائسة من قادة الكيان الصهيوني لترميم الثقة المفقودة بـ"الجيش" والمؤسسة الأمنية بعد عملية "طوفان الأقصى"، وما تبعها من فشل إسرائيلي طوال أكثر من 190 يوماً من المجازر والجرائم وأعمال التدمير والتخريب، والتي طالت كل شيء في قطاع غزة.
وما يدفع نحو هذا الاعتقاد أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية عملت مسبقاً، وكما هو متبع في الحرب على غزة وغيرها من الأحداث، على منع وسائل الإعلام المحلية والخارجية من نشر كل ما يتعلق بالهجوم الإيراني، باستثناء ما تبثه هيئة البث الحكومية وبعض التصريحات "الموجزة" لمسؤولين حكوميين، وصور قليلة قيل إنها للأضرار "الطفيفة" التي لحقت بالقاعدة الجوية في النقب. لكن، يبدو أن إخفاء ما حدث فعلاً لم يعد ممكناً، وذلك مع نشر بعض الصحف الإسرائيلية مقالات تفنّد فيها الرواية الرسمية.
- الأمر الثاني، وقد سعت من خلاله "تل أبيب" إلى محاولة استثمار الهجوم الإيراني لتأكيد أنها ليست وحدها في مواجهة طهران وحلفائها في المنطقة. وإذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا منذ اللحظات الأولى مشاركة قواتهما العسكرية في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية هي التي سربت أولاً المشاركة الفرنسية والأردنية في مواجهة الهجوم الإيراني قبل أن تعلن تلك الدولتان ذلك، سواء جاء ذلك من منطلق الموقف الملتزم بدعم "إسرائيل" كما هي حال فرنسا، أو بحجة الواجب السيادي للدول في مواجهة أي اختراق جوي لأجوائها كما برره الأردن.
بيد أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تقف عند هذا الحد، وإنما أخذت تروّج لوجود تحالف رباعي، يضم إلى جانب "إسرائيل" كلاً من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة رابعة لم يتم ذكرها، يهتم بالتعاون الإقليمي على مواجهة خطر الطائرات المسيرة. وحسب الإعلام الإسرائيلي، فقد كان لهذا التحالف دور فاعل في مواجهة المسيرات الإيرانية التي أطلقت مؤخراً في اتجاه أهداف إسرائيلية. وغالباً ما ستعمل وسائل الإعلام الإسرائيلية على نشر المزيد من الأخبار والمعلومات المتعلقة بتفاصيل ما قبل حدوث الهجوم الإيراني وخلاله وبعده. وهذا ما يدفع كلاً منا إلى التساؤل عن مدى مصداقية وأهداف ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتأثيره في توجهات الرأي العام العربي وقناعاته.

 

البحث
الأرشيف التاريخي