الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وواحد وثمانون - ٢٢ أبريل ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وواحد وثمانون - ٢٢ أبريل ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

خبير في الشؤون الإسرائيلية لـ”الوفاق”

مـن الآن فـصـاعـدا لا تسامح مــع أي انــتــهــاك صهيوني

بعد مرور مايقارب السبعة أشهر على الحرب التي يشنها الكان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة والتي لم يتمكن خلالها من تحقيق مكاسب ميدانية تذكر، قام هذا الاخير بتنفيذ هجوم منافٍ للعقل بتعديه على الخطوط الحمراء، حيث هاجم القنصلية الإيرانية في دمشق. وفي أعقاب هذا الإجراء الذي قام به كيان الاحتلال، سعت إيران إلى تأكيد حقوقها من خلال المنظمات والمحافل الدولية وطالبت المجتمع الدولي بالرد على الإرهاب الدولي الذي يمارسه الكيان الصهيوني. لكن وبما أن الأوروبيين والأمريكان لم يكن لديهم رد فعل جدي تجاه هذه القضية، فقد تصرفت الجمهورية الإسلامية الايرانية بمفردها بالاعتماد بشكل كبير على قدراتها الصاروخية والطائرات المسيّرة لمعاقبة هذا الكيان الصهيوني. وعلى أعقاب الرد الإيراني، هبت قوات الدفاع البريطانية والفرنسية والأمريكية لمساعدة الكيان الصهيوني واعترضت المسيّرات والصواريخ الإيرانية. وقد كان الرد الإيراني واسع النطاق لدرجة أن ليس العدو الصهيوني فقط، بل حتى حلفاؤه، فوجئوا بهذا الرد الإيراني وأصيبوا بحالة من الصدمة والاحباط. إن العدو الصهيوني، الذي أصبح الآن أكثر إذلالاً وانكسرت هيمنته الكاذبة، يجد نفسه في دوامة مشاكل داخلية وإقليمية لا حصر لها، ويبحث عن مخرج من هذا السيل الذي أوقع نفسه به. وبعد مرور أكثر من أسبوع على الرد الايراني على هذا الانتهاك أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الخبير بالشأن الصهيوني السيد علي عبدي للتحقيق أكثر في هذه القضية والذي جرى كما يلي:

الوفاق/ خاص

حمید مهدوي راد

 هل کان هذا المستوى من الرد الايراني قابلاً للتصديق والتقييم من قبل المحللين الغربيين والقوى الغربية؟
في رأيي أن هذا المستوى من الرد الايراني لم يكن متوقعاً من قبيل أي شخص حتى داخل إيران وحتى القادة العسكريين الايرانيين أنفسهم، والسبب الرئيسي في ذلك يعود أيضاً إلى مبدأ اتخاذ القرار. والمقصود بالقرار هنا أي من حيث الأبعاد والحجم، والذي من وجهة نظري المتواضعة تم اتخاذه من قبل قائد الثورة الإسلامية السيد الإمام الخامنئي (دام ظله). حيث كان هذا القرار وهذا الرد على مستوى أعلى من ارادة القادة العسكريين الإيرانيين. وإن تصريحي هذا لا يتعارض مع قرار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لأنهم وافقوا على الرد بالصواريخ والمسيّرات، لكنهم لم يحددوا حجمه وكميته ونوعيته، لأن مثل هذه القضايا يجب التعامل معها بقرار من القائد العام للقوات العسكرية.
وباتخاذ هكذا قرار، فقد تم إرسال رسالة تحذير ليس فقط إلى تل أبيب، بل إلى واشنطن أيضاً. ولذلك، فإن حجم ومستوى مثل هذا الرد لا يمكن التنبؤ به وتقييمه من قبل أي شخص؛ حتى أنه كان بمثابة مفاجأة لنا، وبالمقابل لاشك أنه شكّل مفاجأة لأعدائنا أيضاً. وهذه الضربة جاءت رداً على اعتداء الكيان الصهيوني على قنصليتنا وكانت بمثابة حق قانوني لنا ودفاع مشروع ضمن إطار القواعد والقانون الدوليين وقمنا بتنفيذها بعد اعطاء العدو مهلة اثني عشر يوماً.
وقد استطاع هذا الرد أن يغير المعادلات الإقليمية في الصراع بين إيران والكيان الصهيوني بشكل كامل لصالح إيران، ولعل أهم ما حدث أمام الكيان الصهيوني هو تغير الاستراتيجية الأساسية لإيران من الصبر الاستراتيجي إلى الردع المباشر والحازم. وإننا من خلال استراتيجية الصبر الاستراتيجي التي كانت تنتهجها ايران قد عفونا عن الكثير من العداوات والخصومات للكيان الصهيوني لأسباب وظروف خاصة بنا، وأجلناها إلى أن حان الوقت والمكان المناسبان. ولكن الرد على الهجوم الإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق لم يكن ضمن إطار الصبر الاستراتيجي. وعلى صعيد تغيير التكتيكات، فقد قررنا أن يكون الرد على هذا العدوان هائلاً ومهيباً. وهذا ما جعلنا نجتاز مرحلة الصبر الاستراتيجي وندخل في استراتيجية الردع المباشر والحازم. وهذا يعني أنه من الآن فصاعدا، لن يتم التسامح مع أي انتهاك أو إعتداء من قبل الصهاينة على الشعب الايراني ومصالح الجمهورية الاسلامية الإيرانية وسيكون الرد حاضراً دائماً.

 ادعى أحد المحللين الغربيين بأنه يجب الأخذ بالاعتبار أن إيران لا ترغب أو غير قادرة على تنفيذ عملية واسعة النطاق تسفر عن خسائر كبيرة، وهو ما يعني في المقام الأول أن إيران هي الفائزة بهذه المعركة. وأنها قد أدارت هذه العملية بحنكة. فما هو تحليلكم لذلك؟
أنا لا أتفق معك فيما يخص حجم العملية؛ لأن العملية كانت كبيرة وتم تنفيذها على نطاق واسع. لكن بالنسبة لقلة الخسائر، فهذا يعود لقرار الجمهورية الاسلامية الإيرانية، حيث أرادت ألا يؤدي الرد العسكري إلى تعريض حياة المدنيين للخطر وإحداث خسائر بشرية. وكانت هذه هي نقطة القوة في العملية الإيرانية، والتي أظهرت للعدو أننا قادرون على تنفيذ عملية واسعة النطاق وأننا قادرون على السيطرة والتحكم بها من دون ايقاع خسائر بشرية. وهذا مؤشر على القوة الدفاعية والجاهزية العسكرية الكبيرة لإيران، التي تمكنت من تنفيذ عملية مشتركة واسعة النطاق باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة في عمق أراضي العدو، دون التسبب في سقوط العديد من الضحايا.

 انطلاقاً من أن تقدير القوة الصاروخية والدفاعية لإيران غير ممكن بالنسبة للكيان الصهيوني، فبرأيكم ماهو حجم الضرر الذي ألحق بقاعدتي نفاطيم ورامون الجويتين؟
ليس لدينا تقييم دقيق في الوقت الحالي لأنه عندما نستهدف العدو، هناك جهاز رقابة لدى النظام العسكري للعدو، يراقب كل ما حدث ولا يسمح بنقل المعلومات الدقيقة، لكننا أظهرنا أننا قادرون على استهداف قواعد العدو والحاق الأضرار بها كما حدث في قاعدة نفاطيم وقاعدة رامون، وتمكنا من ايصال رسالة إلى العدو تبرهن على مدى شجاعتنا وقدراتنا. ولم يكن هدفنا التسبب في خسائر كبيرة للعدو، وبالطبع ليس من الواضح ما اذا كان سيبقى على هذا المستوى في المستقبل، كما أنه يمكن لإيران أن تتخذ إجراءات أكثر تدمير من هذا بكثير.

 كيف تنظرون إلى الرأي العام الصهيوني بعد الرد الإيراني على الكيان؟
لمراجعة وتقييم الرأي العام الداخلي للكيان الصهيوني، هناك عدة مؤشرات؛ فعلى الرغم من ادعاء الصهاينة وتظاهرهم بصد الهجوم، إلا أن الجو العام للمجتمع الصهيوني قد أصيب بخيبة أمل كبيرة. لأنه على الرغم من اعتراض الأنظمة المضادة للصواريخ الأمريكية والبريطانية والفرنسية لعدد كبير من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية، إلا أن حجم ونطاق وقوة هذا الهجوم الإيراني قد أصبح مسجلاً وشاهداً لدى الرأي العام الصهيوني. وقد علموا شيئاً واحداً وهو أن الكيان الصهيوني وحده لا يملك القوة والقدرة على الدفاع عن نفسه في مثل هذه المواقف.
وهذا الأمر قد أدى بالدرجة الأولى إلى كسر أسطورة الجيش الذي لايقهر والهيمنة المزيفة للكيان الصهيوني لدى الرأي العام الصهيوني داخل صفوف هذا العدو ما أدى إلى إصابتهم بالخيبة والاحباط، وهذه النقطة مهمة جداً وتبين الفرق بين الواقع وبين ما يروج له الإعلام الصهيوني. وإن الفيديوهات التي سجلها ونشرها الفلسطينيون بهواتفهم المحمولة تشهد وتؤكد على ذلك.
ومن ناحية أخرى، فهم يعلمون أن ما يتم الإعلان عنه في وسائل الإعلام الصهيونية كاذب ولاصحة له، والحقيقة أن النظام الدفاعي الإسرائيلي أضعف بكثير وأكثر هشاشة، وأن هناك مسافة كبيرة بين مايصدقه الصهاينة ويعتقدون به وبين الواقع، وبالتالي لا يمكنهم أن يثقوا به أو يطمئنوا له. وهذا في حد ذاته يتسبب في حالة من الإحباط والهزيمة النفسية لدى المجتمع الصهيوني، وهو ما يمكن رصده والتحقيق فيه، كما أن تزايد الضغوط على الحكومة الصهيونية بشأن عجز حكومة نتنياهو هو دليل آخر على هذه القضية.
أما الآن فالمجتمع الصهيوني لا تتوفر له الظروف الملائمة والمواتية، وقد أصبحت أحواله صعبة ومعقدة لدرجة أن الفجوات اتسعت أكثر من السابق ولم يعد من الممكن ترميمها وتضامنها واتحادها بتلك البساطة وإن العامل الأول لذلك هو حكومة نتنياهو، والعامل الثاني هو عملية طوفان الأقصى، والعامل الثالث هو الضربة الإيرانية. وقد تزايدت الانقسامات والفجوات داخل المجتمع الصهيوني بشكل كبير لدرجة أنه لن يتمكن أي عامل من تحقيق وحدته وتماسكه ببساطة على المدى القصير.

 برأيكم، كيف ينظر العالم العربي لهذه القضية؟
من الواضح أن الرأي العام في المجتمع والعالم العربي لا يزال يتمتع بروح العداء للصهيونية والعداء لإسرائيل ويرحب بأي إقدام يحمل في طياته العداوة للصهاينة. وعلى المدى القصير يمكن القول بالتأكيد إن الرأي العام في العالم العربي يعرب عن رضاه ويرحب بهذا الإجراء ويشيد به.

 لقد أصبحت الكرة الآن في ملعب الصهاينة وهم يزعمون أن التحرك الإيراني لا ينبغي أن يبقى دون رد. فما هي السيناريوهات المتوقعة للصهاينة للرد على إيران؟
في رأيي أن هناك خمسة سيناريوهات محتملة أمام الكيان الصهيوني:
1) السيناريو الأول هو الهجوم المباشر على الأراضي الإيرانية.
2) السيناريو الثاني هو إشعال حرب الظلال والعودة إلى المنطقة الرمادية.
3) السيناريو الثالث، هو الهجوم على مصالح إيران وقواعدها في دولة ثالثة مثل سوريا أو العراق، وهذا السيناريو غير مرجح في لبنان لأن حزب الله يحافظ على توازن القوى ولديه معادلة الردع؛ كما أن اليمن لن يكون هدفاً ناجحاً للصهاينة نظراً لبعده.
4) السيناريو الرابع هو اقتحام رفح لأنها متاحة للصهاينة وبهذه الطريقة يمكنهم إقناع الرأي العام.
5) السيناريو الخامس هو مزيج من السيناريوهات 2 و3 و4.
ولكن السيناريو الأول ليس محتملاً كثيراً لأنه سيكلف الكيان الصهيوني كثيراً؛ فإذا أراد سلاح الجو التابع للكيان استخدام طائرات F35، فهذا غير منطقي وتكلفته ستكون عالية جداً. ونظراً إلى القوة الدفاعية الإيرانية في مجالات الرادارات والحرب الالكترونية، فإن هذا الخيار يحمل في طياته العديد من المشاكل. كما أن دفاعنا يشمل طبقات قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى. وأن الخطأ لدينا في مجال الرادار غير موجود، وأنظمتنا لا تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي، والقوات الجوية للحرس الثوري الإيراني لديها نظام GPS وطني خاص بها ومستقل تماماً.
وفي حال استخدام الـ F-35 فإن العدو يجب أن يمر بثلاث مراحل، وهي أن يأتي ويضرب ثم يعود، وهذا إن لم يكن مستحيلاً، فإنه صعب وتكاليفه ستكون عالية جداً على الكيان الصهيوني. ولكن في رأيي الشخصي، أنه وفي مرحلة ما سنشهد مستويات عالية من الهجمات السيبرانية في آن واحد، إضافة إلى عمليات الاغتيال والتخريب، وماشابه ذلك.

البحث
الأرشيف التاريخي