الكتّاب والشعراء الإيرانيون يشيدون بها على أعتاب اليوم العالمي للكتاب
الوعد الصادق.. مشاعر جيّاشة بالشعر والرواية والكلمة
الوفاق/ الفن بمختلف أنواعه يخدم كثير من مجالات الحياة اليومية والأحداث التاريخية وغيرها، كما أن لغة الفن هي أبرز وأجمل لغة لبيان الحقائق وتوثيق ما يجري في مختلف الفترات، أما للفن أنواعه المختلفة، ومنها الفنون التشكيلية والرسومات والكاريكاتير الذي نشهد أنه عندما تحدث أي حادثة في العالم يقوم رسامو الكاريكاتير بتعريفه بلغة الفن والرسم، وهذا ما حصل في طوفان الأقصى وأخيراً في عملية الوعد الصادق الذي أشفى قلوب أحرار العالم، حيث وجّهت إيران صفعة بوجه الكيان الصهيوني المحتل، فما قامت به إيران، سمعنا دوي صداها في كل العالم، فقام كل شخص يتحدث عن مشاعره وإحساسه بلغته، ومنهم رسامو الكاريكاتير الذين قاموا برسم كاريكاتيرات جميلة، وسنتطرق إليها في مقال آخر، أما في هذه الأجواء، الشعراء والكتّاب أيضاً لا يتركون الساحة، وشهدنا ردّة فعلهم وإنشاد أشعار وكتابة الرواية عن الوعد الصادق، حيث عبّروا عن مشاعرهم بالكلمات، وبما أننا على أعتاب اليوم العالمي للكتاب، وأدب المقاومة هو من أبرز المجالات التي تطرق إليها الأدباء والشعراء منذ القِدَم حتى يومنا هذا، وفي أجواء الوعد الصادق، نتطرق في هذا المقال إلى بعض الأشعار والروايات التي كتبها الإيرانيون عن الوعد الصادق.
قام كتّاب مدينة كرمان بتـأليف أكثر من 10 روايات ميدانية وقصص قصيرة في أعقاب الوعد الصادق.
كتبت فاطمة درويشي في قصة قصيرة بعنوان "الفريق الفائز": "الله بعوننا في الليالي التي يلعب فيها فريقه المفضل مباراة. ينام أمام التلفاز وفي الصباح يجب أن أيقظه من النوم للذهاب إلى المدرسة قبل نصف ساعة من بقية الأطفال.
الليلة الماضية كانت واحدة من تلك الليالي. لقد مرت سبع سنوات منذ أول يوم له في المدرسة، لكنه لا يزال يستيقظ متذمراً، وأخيراً، يصل إلى السيارة التي تأخذه إلى المدرسة متأخرا. هذه المرة، عندما ناديته، قال: "يا أمي، عليكِ بالله، دعيني أنام خمس دقائق اخرى"، فسمع صوت رنّة هاتفه، وضع يده على رأسه، أخذ الهاتف وأغمض عينيه ووضعه على أذنه، وفجأة اتسعت عيناه وتغير صوته، وقال: "هل تقول الحقيقة!؟ كم العدد!؟ ليلة أمس!؟ الآن سأنزل لكي نتحدث.."، وقفز وارتدى زيّه
العسكري.
بقيت أنظر إليه، سألت: "أي فريق سجّل هدفاً كان مثيراً للغاية؟"، فقال: "المنتخب الإيراني! ألا تعلمي!؟ لقد ضربنا الكيان الصهيوني الليلة الماضية"، وخرج من المنزل.
أكملوا هذه الجملة
كتبت "محدثة أكبربور" قصة "أكملوا هذه الجملة" والتي تبدأ هكذا: في ذكرى الشهيدة "مكرمة حسيني" والشهيد "عليرضا سعادت ماهاني" والطفلة الشهيدة "ريحانة سلطاني نجاد" (شهداء التفجير الإرهابي في كرمان).
جاء في هذه القصة القصيرة: "كانت الساعة الخامسة صباحاً. أخرجت يدها من تحت الغطاء وفتحت هاتفها، وعندما رأت الخبر اتسعت عيناها المنتفختان وظهرت البسمة على شفتيها، وكان الخبر: "الحرس الثوري الإيراني انتقم من الكيان الصهيوني بهجوم صاروخي وطائرات مسيرة.. ". لقد أكملت وخلقت بقية الخبر في ذهنها.
كانت تعرض الأفلام واحدة تلو الآخر، وتعيدها صوت الصواريخ إلى ذلك اليوم، الثاني من ديسمبر، في كرمان!
هدأت الأرض تحت قدميها، لم يعد هناك صراخ، جرفت الدماء، نهضت صديقتها "مكرمة"، هزّت الدم من سترة الهلال الأحمر التي كانت ترتديها.
ضحكت ريحانة مرة أخرى واسترخت بين ذراعي والدتها، وصل الجميع إلى منازلهم.. بالنسبة لها، قبل أي شيء آخر، كانت هذه الصواريخ بمثابة بلسم لجرحها النازف.
وكانت هذه الصواريخ غريبة على الإطلاق. أي شخص على هذا الكوكب سمع الأخبار الأولى أكمل باقي الخبر بنفسه، لا يهم من أين أتوا أو اللغة التي يتحدثون بها، في تلك الليلة، كان الجميع يكملون جملة تاريخية: انتقم الحرس الثوري الإيراني من الكيان الصهيوني بهجوم غير مسبوق بطائرات مسيّرة وصواريخ...
هدیة أمي
كتبت فاطمة ملائي: في ليلة عيد ميلادي، أعدّت لي أمي إيران هدية عيد ميلاد فخمة. هدية ستبقى خالدة في نفسي إلى الأبد.
عندما كنت أطفئ الشموع الحمراء في عيد ميلادي في وقت متأخر من الليل، رأيت خبر وصول الهدايا على شاشة التلفزيون.
هدية والدتي كانت حبّة دواء لتسكين كل تلك الليالي التي بقيت فيها مستيقظة حتى الصباح بسبب فقدان أحبائي في حادث كرمان الإرهابي.
كانت هديتها بلسم كبريائي الذي خُدش من جراء الهجوم على سفارته؛ هدية أمي كانت دواء لقلبي المكسور في سوران، هدية أمي ستبقى إلى الأبد في ذهني وعلى مر التاريخ، أنا احبك يا أمي.
أطفال غزة
كتبت فاطمة مظهري صفات: كنت أدخل إلى هذا العالم. دارت الملائكة حولي وختموا مداعباتهم وقبلاتهم الأخيرة على جبهتي.
كان صوت أمي يقترب أكثر فأكثر. في البداية لم يقل أطفالي، ولم يقل والدي، صرخ يا إلهي، أطفال غزة.
أطفال غزة. عندما كنت هناك، سمعت أن دعاء أمي سوف تُسمع بالتأكيد عندما أذهب إلى العالم.
كنت أعرف قائمة أدعية والدتي منذ شهر مضى. كل من كان يرى أمي يضيف دعاء إلى قائمته. لكن أول شيء سمعته كان عن أطفال غزة.
في نفس اليوم الذي ظهر فيه الخبر طفلة حديثة الولادة لم تكن فقط في الأسرّة الناعمة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بسبب انقطاع التيار الكهربائي؛ بل كانوا يتلمسون ثوبا أخضر.
لا هواء نقي ولا يد دافئة ولا حليب ولا أم. وهناك مرضت والدتي، وتغيرت أدعيتها وانفجرت في البكاء. لقد فهمت أن كل ما حدث ينتمي إلى ذلك العالم الذي لم أخطو إليه بعد. الملائكة لم تدعني أخاف. عندما جئت، كانت خياشيمي لا تزال هناك ولم تكتمل، وألحقتني الممرضة بأمي.
ووضعت رأسها في أذني وقالت: يا صاحب الزمان. أعتقد أن أسرار الدنيا كلها في يد هذا الإسم، ولولا ذلك لما قالت أمي هذه الكلمة في أذني لأول مرة، ولكانت أصابتني بالألم والخمول!
لاحقاً، عندما أردت أن أشرب الحليب، سمعت أمي تقول بسم الله، وكانت عيناها رطبتين، وتقول تحت أنفاسها: أطفال غزة! ومع ذلك، عندما أطعم، ترى عيني أمي ذلك السرير المليء بالأطفال.
لكن الليلة الماضية، كانت والدتي بطريقة مختلفة، قوية وسعيدة وهادئة. ظلت تنادي بنفس الاسم وفهمت أن أدعية الأمهات والأطفال تستجاب. الآن والدتي سعيدة. غزة سعيدة. أطفالها يبكون أقل.
أعتقد أن كل شيء كان بسبب تلك الكلمة الأولى، ذلك الاسم، "صاحب الزمان" وجنوده، كما تدعو والدتي دائماً لي ولإخوتي لنكون جنوداً له. أقول حسناً، لكني أريد أن أصبح قائداً. وهو الذي اسمه مخيف للأشرار، من الممكن أن تكون قائداً وجندياً. وقد رأيت ولهذا أقول.
الشعراء ينشدون للوعد الصادق
وفي نفس السياق شهدنا رد فعل سريع لشعراء اللغة الفارسية على عملية "الوعد الصادق"، وأعرب عدد كبير من شعراء اللغة الفارسية المشهورون في البلاد عن مشاعرهم حول هذا العمل القوي الذي قام به الحرس الثوري في إطار الشعر بالفضاء الإفتراضي بعد وقت قصير من تنفيذ عملية "الوعد الصادق"، ونذكر بعضها فيما يلي:
سقطت "إسرائيل"
أنشد الشاعر الإيراني القدير "أفشين علا" شعرا يشيد بالوعد الصادق، جاء في قسم منه: انظروا كيف تم تفسير كابوس "إسرائيل"/ ارتعد جسد "إسرائيل" البشع... تظاهر عمر بالفخر بجسده/ لكن إيران أزاحت الستار عن "إسرائيل"... جرس "إسرائيل" يكرر أغنية الموت للإنذار بالخطر/ سقطت "اسرائيل" أيها الباعة المتجولون بمكانة العدو / توقفوا من تقبيل أقدام "إسرائيل"... ولا ينبغي إظهار أي رحمة لهؤلاء المغتصبين/ عندما يكون قتل الأطفال فخراً في القاموس الإسرائيلي... أيتها الشمس الشرقية، أخرجي من الستار لأنها قد بلغت نهاية سراج "إسرائيل"..
والفتح.. الذي كان الكلام عنه
من جهتها قالت "فاطمة عارف نجاد": أحد ينشد "والفتح".. بدأت فجأة، العاصفة التي كان الكلام عنها/ جاءت من ستة اتجاهات، المطر القياسي الذي كان الكلام عنه.. وصل موعد الفتح، في ذلك اليوم المذهل/ وصل من خندق القائد الأمر الذي كان الكلام عنه.. للإنتقام من دماء القلوب التي نزفت/ نزل نفس سيف الذي كان الكلام عنه..
تعال واستمع! يأتى ببطء من القدس/ نفس الصوت الحميم، صوت القرآن الذي كان الكلام عنه.. أحد يقول "والفجر" وآخر ينشد "والفتح"/ بجانب طبل تلك الحرب الظاهرة التي كان الكلام عنه.. مكتوبة بأيدينا على مصحف التقدير/ لقصة القدس، النهاية التي كان الكلام عنها..
الإنتقام من القبيلة الهاربة
ومن جهته أنشد "محمود حبيبي كسبي": لقد قلنا أننا سننتقم بشدة من القبيلة الهاربة.. عدونا أهل التفاخر والصراع/ أما نحن رجال الهوى والسيف.. دماء المظلومين تنوح/خطة الانتقام في متناول اليد.. مضت فترة قطع الطريق والفرار/ زقاق الفرار طريق مسدود..
ماذا تفعل؟!
وأنشد "عاصي الخراساني" بهذه الأبيات: في منتصف الليل جيش الحق، أغضب على العدو/ "ما أسعد الصبح وأسعد الليل".. وقع قلب الظالم في الخوف والحمّى / امتلأ قلب المظلوم فرحاً وسروراً.. كأنك لا تفهم شيئا إلا بالضرب/ الحل أن أصفعك أنت قاسي وقح.. لقد دمرت الطائرة المسيّرة كرامة صهيون/ وأصبحت قبتها الحديدية قطعة من الصفيح.. عندما تأتي صواريخ خيبر وسجيل، ماذا تفعل؟!/ ومازلت لا تستطيع ردّ جواب على الطائرة المسيّرة.. احفر قبرك يا آكل الموتى يا "إسرائيل"/ نهايتك قريبة وحياتك على شفتيك..
الأسد الزائر لا يمزح مع أحد
كما أنشد "كلامي زنجاني": واعلم أيها القلب أن إيران لا تمزح مع أحد/الأسد الزائر لا يمزح مع أحد.. الرياح القوية تتزامن مع الطائرات المسيّرة/ هذا الحرس الثوري الإيراني لا يمزح مع أحد.. اقرأ "الموت لإسرائيل" في سورة الإسراء/ الوعد حق، القرآن لا يمزح مع أحد.. مهما حدث فهو موضع ترحيب، عصرنا هو عصر الظهور/ المنتقم هو مهدي الحاضر، لا يمزح مع أحد..
فالحديث عندما يدور عن الوعد الصادق وما قام به الفنانون والكتّاب، نشهد مواضيع كثيرة بالنسبة للفترة القصيرة التي مضت من هذه العملية، وردّة الفعل السريعة التي شهدناها، لم تكن إلا أنموذجا مما يجري في نفوسهم، وتدل على التأثير العميق الذي خلج في أعماق الروح وشهدنا غليانها في إطار الكلمة والفن، وحقيقة عملية الوعد الصادق وهزيمة الكيان الصهيوني المحتل من الأحداث الخالدة التي يجب توثيقها للأجيال القادمة.