حوار مع الدكتور مصطفى قانعي حول قصة تطور التكنولوجيا الحيوية في البلاد

التكنولوجيا الحيوية ذهب...

حوار

زهرا سليمي

نحن نشهد تقدماً، خاصة في العقد الأخير في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث أن العديد من البلدان الأخرى التي ربما بدأت قبلنا، وربما كانت تتمتع بمكانة دولية أفضل منا وربما استثمرت أكثر منا، لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك، والمثال الصريح لدينا هو تركيا، فما هي العوامل التي تعتبرونها مهمة؟ وماذا تخبرنا تجربتكم هذه؟ وماذا فعلنا حتى استطعنا أن نبعد أنفسنا ونشهد نمواً جيداً جداً في هذا المجال؟
الابتعاد عن الاقتصاد النفطي، أي منذ عام 2009م، عندما أصبحت نائب رئيس الأبحاث، فرضوا علينا عقوبات، ولم يعطونا التكنولوجيا وحتى الدواء، لكنهم أخبروا تركيا و السعودية أنهم سيعطوننا اياه لكنهم كانوا على علم بما يفعلونه، فأعطوهم الحشوة وأعطوهم الملصق الذي سيضعونه. واحتفظوا بالمعرفة لأنفسهم وحتى الآن نعلن أنه لم تقم أي دولة في العالم بإعطاء التكنولوجيا البيولوجية إلى دولة أخرى ولكنها قامت بتصدير أدويتها. مثلاً أعطت مادتها الخام ليتم ملؤها هناك وتعبئتها في الزجاجات، لذلك أولاً، لم يكن هناك أحد ليعطينا التكنولوجيا ولن يعطوها للآخرين، ثانياً، فرضوا علينا عقوبات، ثالثاً، كانت هناك حماسة الإيرانيين الذين قرروا استخدام الدواء، و كانت هناك جرأة كبيرة لإنتاج البيولوجيا، ثم بدأت، وبدأ الآخرون في التقدم.
الجمع بين اكتساب الثروة في هذا المجال، وامتلاك التقنيين والخبرة والقدم.
العقوبات التي حصلت تسببت في تكوين طلب في منظمة الغذاء والدواء على الإنتاج المحلي، وفي المقابل كانت أسعارها جيدة. فقال التقنيون إننا يجب أن نذهب ونكسب ثروة جيدة في هذا المجال، كما أنهم يعرفون التكنولوجيا وتجرأوا على دخول هذا المجال. الآن أنتم تقارنوننا بتركيا، فخلال انهيار الاتحاد السوفييتي، رأيت أن الدكتور زالي ذهب من روسيا وأحضر خبيراً في التكنولوجيا الحيوية إلى باستور ليعلمنا ماذا يعني المؤتلف.
لقد جاءوا بمبلغ 1000 دولار شهرياً، وعلمونا التكنولوجيا، وكيفية الحصول على التكنولوجيا الحيوية، وكانت لديهم هذه الاستعدادات للحرب الميكروبية وما إلى ذلك، لكنني أتذكر أنني ذهبت إلى روسيا برفقة الوزير وقال وزير الصحة الروسي نريد منكم التكنولوجيا الحيوية لأن الدواء الحيوي الإيراني المسمى سينوفوكس التابع لشركة سيناجين حل محل الدواء الأمريكي أفانكس وفي روسيا رأوا أن امتلاك التكنولوجيا لا يكفي للإنتاج فقد كان لديهم التكنولوجيا ولكنهم أصبحوا مستوردين من الإيرانيين الذين جاءوا ذات مرة وعلموهم. فقد تمت إدارتها بشكل جيد، جزء منها كان لديه ما يسمى منظمة الغذاء والدواء، وفي الوزارة التي كان وزيرها نتاج إنتاج، نتاج بحث، ونتاج تعليم. وكان عندما يجلس الإنسان مع وزير فإن عمله يتم، أي أننا في وزارة الصحة لم تكن لنا علاقة بوزير الصناعة، والآن أيضاُ لا علاقة لنا بوزير الصناعة. لكن عندما ذهبت إلى روسيا، رأيت أنه يجب أن يأتي وزير الصناعة، ويجب أن يأتي وزير المواصلات، و وزير التجارة، وكذلك وزير الصحة حتى نتمكن من الوصول إلى نتيجة. والأمر نفسه في تركيا، حيث أن اتخاذ القرار ليس في يد شخص واحد فقد جعلتهم الإدارة المركزية يتخذون القرارات بسرعة وأتذكر أنني طلبت من سيناجين أن يصنع العامل 7.
وفي وقت من الأوقات، اشترت إدارة الغذاء والدواء احتياجات البلاد بأكملها من شركة سيناجين نقداً، وهو ما يعادل إجمالي تكلفة إنتاجها في ذلك العام. ولولا هذا التعليم لما كان العمل لينجح، أي أن مجموعة الإدارة عملت معا حتى أنشأ أحدهم منصة، وقدم أحدهم الآخر الدعم، وآخر جلب التكنولوجيا، وتجرأ الآخر، والآن نرى أن تركيا قد تواجه بعض التحديات، في حين أن السعودية المطيعة بالكامل لأمريكا، وعدد سكانها 30 مليون نسمة، لا تستطيع أن تنتج دواء اطلاقاً.
يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي