تداعيات إغلاق مضيق هرمز الاقتصادية
الوفاق/ خاص
هيثم الخزعلي
مضيق هرمز ذلك الممر الاستراتيجي الاقتصادي لكل العالم، حيث يمر عبره النفط الخام من الخليج الفارسي إلى دول آسيا وأوروبا، بل وباقي دول العالم.
وحسب وكالة الطاقة الأمريكية، فان ٢٠ مليون برميل نفط تمر من مضيق هرمز يومياً، وهي ما تعادل استهلاك الولايات المتحدة يومياً.
مضيق هرمز يبلغ عرضه ٢١٠ أميال في أوسع نقطة 340 كم، وأضيق نقطة تقريباً ٣٥ ميلاً أي ٥٥ كم، وأي ازدحام ممكن أن يحدث في مضيق هرمز، بسبب حادث أو غيره، ممكن أن يرفع تكلفة سفن شحن الوقود بسبب تأخر تزويد النفط، فكيف إذا تم إغلاقه بشكل كامل؟!
في يوم الرد الإيراني على الاعتداء الصهيوني، احتجزت البحرية الإيرانية سفينة صهيونية، وهي إشارة إلى إمكانية غلق إيران لمضيق هرمز إذا تطلب الأمر، ولنقرأ تداعيات إغلاق مضيق هرمز الاقتصادية:
١- إذا أغلق الإيرانيون مضيق هرمز سترتفع أسعار النفط ٢٠٪ لأول وهلة على الأقل.
٢- وسيرتفع سعر الوقود بما يسبب ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة خصوصاً، وفي العالم عموماً.
فكما تعلمون أن معظم الأمريكيين يعتاشون على التبضع من أسواق الأطعمة الجاهزة، وهذه الأسواق تتزود بالمنتجات من شركات ضخمة موزعة في الولايات المتحدة، وتقوم هذه الشركات بنقل البضائع من معاملها وتوزيعها إلى الأسواق عبر الولايات، وارتفاع أسعار الوقود يعني ارتفاع أسعار النقل وبالتالي أسعار البضائع، وأجور التنقل بين المدارس والمستشفيات وباقي مرافق الحياة سترتفع أيضاً، والاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي من الوقود حتماً سينضب ولا يستطيع تلبية الطلب على الوقود.
وكما يقول بوب ماكنلي، مستشار الطاقة الأسبق في البيت الأبيض، "أكثر ما يخشاه الرئيس الأمريكي هو ارتفاع أسعار الوقود في عام الانتخابات"، لأن الأمريكيين عموماً يصوتون لجيوبهم، ولا تعنيهم القضايا الخارجية.
٣- كما أن إغلاق مضيق هرمز سيؤثر على "البترودولار"، لأن الدول المستوردة ستلجأ لمنتجين آخرين بعيداً عن مضيق هرمز مثل روسيا، وهي لن تبيع النفط بالدولار.
٤- أكثر الدول المنتجة ستكون تضرراً هي العربية السعودية والعراق والإمارات، وأكثر الدول المستهلكة تضرراً هي الصين واليابان والهند، ولعلها أكثر دول بحاجة لخفض التصعيد، وهذا ما يفسر اتصال وزير الخارجية الإيراني بنظيره الهندي ومطالبته بموقف إيجابي في مجلس الأمن.
٥- وكذلك سترتفع أسعار الغاز الطبيعي طبعاً، لأن ثلث الغاز الطبيعي يمر من مضيق هرمز.
وأخيراً، إن النفط الذي لا يمر من مضيق هرمز يتم بيعه عبر باب المندب وقناة السويس، ومع إغلاق هذا الطريق أيضاً ستصبح أسعار النفط مضاعفة، وليس من منتج بديل سوى الولايات المتحدة وروسيا وكندا، ولا أعتقد أنها ستتفق على سد الطلب العالمي.
لكل ما تقدم، نعتقد أن الولايات المتحدة ستلجم نتنياهو هذه المرة وتمنعه من الهجوم في العمق الإيراني، وهو لا يستطيع مهاجمة إيران بالطائرات ما لم يتم تزويده بطائرات إرضاع جوي أمريكي، أو يستعين بدولة مجاورة لإيران.
وكلا الأمرين لا يمكن تحققهما بدون الدعم الأمريكي، وهذا يعني تداعيات أزمة اقتصادية عالمية وأزمة وقود في داخل الولايات المتحدة قد تجعل خسارة الرئيس الأمريكي للانتخابات أمر حتمي. والله غالب على أمره.