حوار مع الدكتور مصطفى قانعي حول قصة تطور التكنولوجيا الحيوية في البلاد

التكنولوجيا الحيوية ذهب...

حوار

زهرا سليمي

وهكذا أصبحت رئيساً لباستور، أي أنني أصبحت رئيساً لباستور بسبب قضية أخرى، ورغم أن نائب وزير الأبحاث بوزارة الصحة الدكتور زالي كان يشغل أيضا منصب رئيس باستور لفترة من الوقت، أي أنه يتمتع بالخبرة، إلا أن الناس في الخارج رأوا أنه لا ينبغي أن يكون نائب رئيس الأبحاث، لكن القصة الرئيسية كانت بسبب ذلك الرجل.  وعلى كل حال، فقد كان باستور قديماً وكان يتمتع بشبكة عالمية، ينبغي أن تعمل معاً وتحل المشاكل الصحية للناس. لذلك، اكتسبت خبرة العمل الحكومي، وخبرة العمل في مجال الإنتاج، وتجربة التقدم التكنولوجي، والعمل الدولي معاً لفترة من الوقت هناك. وبالنسبة إلى أي مدى يمكن للقطاع العام أن يتقدم بالإنتاج والتكنولوجيا العالمية وما الحل؟! فبشكل عام، كانت تجربة جيدة بالنسبة لي، لكنها لم تؤد إلى نجاحات كبيرة.
حضرة الدكتور أخبرنا أين بدأت التكنولوجيا الحيوية في البلاد ومن أين انطلقت؟
بدأت مسألة التكنولوجيا الحيوية عندما أراد الراحل مدرس طرح مشروع قانون معهد باستور في البرلمان. وفي ذلك الوقت، كانت الأمراض المعدية قد تسببت في مشاكل في البلاد، ما أدى فجأة إلى انخفاض عدد سكان البلاد إلى النصف، ولم يكن لدى أحد حل، إلا أن باستور في فرنسا كان قد تمكن من التغلب على هذه المشاكل. ولهذا السبب، قرر الراحل فرمانفرما أن يصبح وسيط خير ويجلب إحدى شعب باستور إلى إيران. وأرادوا وقتها أن يأتوا برئيس فرنسي لباستور في إيران، وكان يريد راتبا قدره 700 تومان سنويا، وقد كانت 700 تومان في ذلك كافية لادارة مدينة بأكملها.
وعلى ما يبدو أن السيد أصغري قد وقف في البرلمان قائلاً: «ما هو باستور هذا؟» هل هو حظيرة؟ أم مكان لعربات الأحصنة؟ لماذا يجب أن ندفع لشخص غريب 700 تومان ليأتي ويدير الأمور هنا؟
فنهض السيد مدرس قائلاً كم مرة قلت لك يا سيد، لا تنطق بما لاتعرف. إن البلد في ورطة ونحن لا نعلم، وكل ما نعرفه هو أننا لن ندفع حتى 700 تومان. وإنه ستتم الموافقة على مشروع قانون باستور على أي حال من خلال دفاع الراحل مدرس، وقد كانت مهمة باستور هي إعطاء لقاح السل، وكان الناس يقفون في الطابور ويحصلون على اللقاح. فجاء هذا الشخص الخيّر وقام بمد يد العون للناس وقدم الميزانية اللازمة وتبرع بقطعة أرض لبناء مشروع باستور.
وطبعاً في ذلك الوقت كانت مؤسسة الرازي قد دخلت مجال الثروة الحيوانية والدواجن، ولكنها لم تكن تابعة لنا، فقد جلبناها من بلدان أخرى، وكانت مقتصرة على نفس اللقاحات والأمصال العلاجية وحتى انتصار الثورة كان لهم مهامهم الخاصة، وبعد انتصار الثورة حدثت تغييرات إدارية لم تستغرق كثيراً حتى وصل الأمر إلى هذا الوضع ثم اتجهت الأنظار نحو خصخصة الشركات الخاصة، ولم يعد نمو الإنتاج الحكومي يجدي نفعاً، ولم تكن هناك حوافز، ولهذا السبب، كان هناك ركود في التكنولوجيا الحيوية في إيران حتى نهاية الحرب، ودخلت العديد من الشركات الخاصة في مجال الأدوية البيولوجية من ناحية أخرى، قررت إيران في ظل فترة السيد هاشمي الرئاسية إحضار تكنولوجيا إنتاج اللقاح المؤتلف من كوبا، ورشحوا عددا من أعضاء باستور للذهاب إلى هناك وتعلم هذه التكنولوجيا والقدوم بها إلى إيران.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي