قصة التدريب النانوي المتقدم لأساتذة فلبينيين من قبل أساتذة إيرانيين

العصر الجديد، صادرات المعرفة النانوية

حوار: بجمان عرب

إعداد: بريسا زارع مهرجردي

وكنت أقوم بمراجعة جميع المواضيع لئلا يكون المحتوى مكرراً ويكون ممتعاً للمتلقين، وكذلك كنت أراجع طريقة تقديم هذا المحتوى. وكانت لجنة التنفيذ تحت إشرافي وقد كان أعضاء الجانب الفلبيني يعملون ببطء كبير وقد وصل الأمر إلى أن طلب مني الدكتور عسكري بأن أخبرهم أننا لن نقوم بالتنفيذ بعد الآن؛ لأنهم يعملون ببطء ولم يبقَ وقت كثير
على بداية الدورة.
من ناحية أخرى، ومن أجل منع وقوع مشاكل غير مرغوب بها وإلغاء الدورة، أحضرت الأساتذة وأجلستهم داخل الفصل وطلبت منهم أن يبدأوا التنفيذ حتى نقوم بتسجيل مقطع فيديو بدون اتصال بالانترنت. وإذا حدث أي أمر ما في أحد الأيام أثناء الدروس المباشرة على الانترنت، فلن نكون تحت المساءلة ويتم عقد الدورة لهم؛ أي أننا فكرنا بكل هذه التفاصيل وقمنا بالتخطيط جيداً.
وأيضاً فقد كانت الدورة ستعقد في شهر خرداد/حزيران يعني مع انتهاء الفصل الدراسي وعندها سيكون الأساتذة مشغولين للغاية ومن الصعب إيجادهم. وأنا أيضاً قد كسرت ساقي قبل الدورة بعشر أيام واحتجت لإجراء عملية جراحية وتركيب صفائح، وكنت أقوم بأعمال التنسيق الخاصة بالدورة من داخل المستشفى، وقد بقي الطرف الآخر يدرس العقد لمدة خمسة أشهر لئلا يحدث أمر يتسبب لهم فيما بعد بمشاكل مع أمريكا، وقد استغرق الأمر حوالي عاماً كاملاً حتى اقتنع الطرف الآخر بعقد هذه الدورة لهم بدون أية مخاطر. وكنا قد تعلمنا أن نقدم العمل بطريقة مختلفة وسط هذه المشاكل والصعوبات. ومن الميزات التي نتمتع بها نحن الإيرانيون أننا واجهنا العديد من الصعوبات المختلفة ووجدنا لها حلولا وطرقاً للهرب منها حتى لم يعد للعقبات معنى لدينا، وفي النهاية نتمكن من إيجاد
طريق الفرار منها.
وربما لو أنني كنت أجنبياً عادياً أعيش تحت ظروف عادية وطبيعية لكنت تخليت عن تنفيذ هذه الدورة بمجرد مواجهة واحدة أو اثنتين من هذه المشكلات، ولكنت قلت ما الفائدة التي ستعود علي من هذه الدورة، ومالذي سيحصل إذا قمت بتقديمها؟ هذا بالإضافة إلى سماتنا الشخصية مثل حب المغامرة والصمود التي جعلتنا ننفذ تلك الدورة وأن لا نتخلى عنها. وهناك أيضاً عوامل ومشاكل خارجية أخرى يجب أن نجد حلاً لها. وقد كانت نتائج عملنا عبارة عن منتج واقعي، منتج تعليمي وكانت الصادرات التعليمية شيئاً مهماً قمنا نحن باختراعه.
وكان من المهم بالنسبة لي ولزملائي مثل الدكتور مسعود عسكري من هذه القصة، الجوانب الناعمة لهذه التكنولوجيا؛ وعندما قلت للدكتور عسكري ماذا لو لم تدفع لنا الفلبين؟ فكان يقول إنني أريد أن أفعل شيئاً من أجل هذا البلد وأن أنشر العلم فيه، وعندها إعلم أنني سأخرج فخوراً، سواء دفعوا لنا أم لم يدفعوا. و بالطبع لم يحصل عملنا على رد الفعل المطلوب داخلياً، ولم نكن نحن نعمل على ذلك في الحقيقة، فقد كانت ردود الأفعال الخارجية تهمنا أكثر لنلقَ رواجاً و لتزدهر قدراتنا في مجال الصادرات العلمية
بشكل أفضل.

 

البحث
الأرشيف التاريخي