الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وأربعة وسبعون - ١٤ أبريل ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وأربعة وسبعون - ١٤ أبريل ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

حرب غزة تفضح سياسات اردوغان الدعائية

أعلنت وزارة التجارة التركية مؤخراً عن فرض قيود على تصدير 54 سلعة إلى الكيان الصهيوني بما في ذلك الصلب والبلاستيك والأسمنت ووقود الطائرات والنفاثات. هذا هو آخر إجراء ادعته تركيا تجاه حرب غزة، و شهدنا خلال الأشهر الستة الماضية ثلاثة أنواع من ردود فعل هذا البلد على النحو التالي:
خلال الأسبوع الأول من حرب غزة، اتبعت أنقرة نهجًا وسطًا كما في الفترات السابقة، معتقدة أن الحرب ستنتهي قريبًا، وأدانت «قتل» المدنيين دون تحديد طرف معين، وطالبت الطرفين باستخدام العقل السليم والضبط النفسي
لإنهاء الحرب.
في الأسبوع الثاني، وإدراكًا أن هذه الحرب مختلفة عن الفترات السابقة، حاولت أنقرة أخذ زمام المبادرة وقدمت مقترحًا بعنوان «وقف إطلاق النار بضمانة دول» مستوحى من حرب أوكرانيا. وفقًا لهذا المقترح، كان من المفترض أن تضمن دول مثل تركيا ومصر والسعودية وقف إطلاق النار من الجانب الفلسطيني، بينما تضمنه الدول الأوروبية وأمريكا من جانب الكيان الصهيوني، ونشر قواتها في المنطقة. لم يلق هذا المقترح، الذي تم الكشف عنه في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، ترحيبًا من الدول الإسلامية أو الغربية
وفشل.
منذ الشهر الثاني لحرب غزة، أدرك أردوغان أولاً أن حرب غزة طويلة الأمد، وثانيًا أن أطراف الحرب لا تسمح لأنقرة بلعب دور، وثالثًا أن أردوغان وحزبه الحاكم تعرضا للاتهام والانتقاد من الرأي العام المحلي والإقليمي بسبب موقفهما غير الصارم في إدانة جرائم الكيان الصهيوني. لهذا السبب، اتخذ أردوغان سياسة جديدة وبدأ هجماته على الكيان الصهيوني لكي يبقى رافعًا لواء دعم «القضية الفلسطينية» لكي يستجيب للرأي العام الإقليمي والمحلي، ولكي لا يفقد قاعدته الشعبية لدى الإسلاميين في انتخابات البلديات. لكن رئيس تركيا اعتمد حيلة حيث انتقد نتنياهو وحكومته فقط وليس الكيان الصهيوني بأكمله؛ لأنه أدرك أنه بعد انتهاء الحرب، سيرحل نتنياهو وحكومته ويمكنه استعادة العلاقات مع الحكومة الجديدة في الكيان الصهيوني.
بعد مرور عدة أشهر وتبين التناقضات اللفظية والعملية لدى الحكومة التركية تجاه الكيان الصهيوني، والتي أدت إلى فقدان جزء من قاعدتها الشعبية، اتخذت حكومة أردوغان سياسة جديدة. في هذه السياسة التي ينفذها وزير الخارجية، تم اعتماد تقييد (وليس قطع) العلاقات التجارية مع الكيان الصهيوني التي ستطبق ضدها. لم يتم نشر تفاصيل عن نوعية وكمية هذا التقييد بعد، لكن يمكن اعتباره في إطار سياسات تركيا طوال حرب غزة للحفاظ على مظهر دعم الشعب الفلسطيني وفي الوقت نفسه استمرار علاقاتها مع الكيان الصهيوني.  
من المتوقع أن تكون هذه السياسة أيضًا ذات طبيعة إعلانية ودعائية أكثر من كونها تقييدًا فعليًا وقطع للعلاقات، وأن تعود على الفور بعد انتهاء حرب غزة إلى وضعها السابق.
البحث
الأرشيف التاريخي