الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وأربعة وسبعون - ١٤ أبريل ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وأربعة وسبعون - ١٤ أبريل ٢٠٢٤ - الصفحة ۲

فيما حرس الثورة يستولي على سفينة للكيان في مضيق هرمز..

إصطياد سفن العدو الصهيوني.. إحماء ما قبل الردّ

الوفاق – فيما تتصاعد سخونة المشهد في المنطقة على خلفية جرائم العدو الصهيوني وإنتهاكاته المستمرة لجميع الأعراف والقوانين الدولية، لا سيما بعد العدوان على قنصلية الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى دمشق، وبعد أن توعّدت طهران بتوجيه ردّ ساحق للصهاينة على جريمتهم النكراء، يترقّب الجميع حدوث الردّ الايراني على "الكيان المجرم".
على خلفية هذه الأجواء المشحونة إثر تواصل الإنتهاكات الصهيونية في المنطقة، قامت قوات خاصة تابعة لحرس الثورة الاسلامية بتنفيذ عملية إنزال على سفينة تابعة لكيان الاحتلال الصهيوني بالقرب من مضيق هرمز بالخليج الفارسي واستولت عليها، كإحماء لما قبل الردّ الإيراني الحاسم.
وزعمت بعض المصادر الإخبارية أن سفينة الشحن هذه والتي تحمل اسم (MSC Aries)، ترفع العلم البرتغالي وترتبط بشركة "زودياك ماريتايم" ومقرها لندن، والتي يملكها الملياردير الإسرائيلي إيال عوفر (Eyal Ofer).
وشركة زودياك للشحن، المدرجة في بنوك البيانات العامة باعتبارها مالكة لسفينة كامبو سكوير، مملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر. وفي فبراير 2023، زعمت بعض وسائل الإعلام أن السفينة التجارية كامبو سكوير التابعة لشركة زودياك للشحن تعرضت لهجوم في الخليج الفارسي.
موقف ايراني حاسم
لا يمكن فصل عملية حرس الثورة الاسلامية في مياه الخليج الفارسي "المستديمة" دون ريب، عما يحدث في فلسطين المحتلة وما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم بحق المقاومة في فلسطين وغيرها من دول محور المقاومة، لا سيما عمليات الإغتيال الإجرامية بحقّ قادة المقاومة في المنطقة.
وتجلّت صلابة موقف ايران عندما أعلن قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي خامنئي، في كلمته بمناسبة عيد الفطر منذ بضعة أيام، أن جريمة الكيان الصهيوني الأخيرة في الإعتداء على المبنى القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، واستشهاد عدد من كبار قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إثر العدوان، يعتبر عدواناً على أراضي البلاد، وأعلن سماحته قائلاً: هذه الجريمة سوف يُعاقب الكان الصهيوني عليها".
تصريحات قائد الثورة، التي أكدت حتمية رد إيران على الخطوة العدائية للكيان الصهيوني، وتصدرت على الفور عناوين العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، وتبعتها ردود فعل واسعة النطاق.
تملّص وتخبط صهيوني - امريكي
حيث سارع يسرائيل غاتس وزير خارجية الكيان الصهيوني، للإعلان في مقابلة؛"لم نتبنّى مسؤولية هجوم دمشق ولا نريد حربا مع إيران"، وكتب على موقع "إكس" ردا على تصريحات قائد الثورة الاسلامية: "إذا هاجمتنا إيران من أراضيها، فإن "إسرائيل" سترد وتهاجم إيران". كما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة صحفية مشتركة مع رئيس وزراء اليابان: "أخبرت بنيامين نتنياهو أن التزام أمريكا بأمن "إسرائيل" صارم في مواجهة تهديدات إيران بمهاجمة "إسرائيل". تأتي هذه التصريحات في حين صرحت أمريكا بوضوح، بعد الهجوم الإجرامي على "القنصلية في دمشق"، أنها لم تلعب أي دور في هذا العمل فحسب، بل إنها لم تكن على علم مُسبق بالهجوم الصهيوني وبالقرار الذي اتخذه الكيان بارتكاب هذه الجريمة.
أمريكا تحاول إنقاذ الكيان من الصفعة
موقف بايدن التدخلي والصلف، والذي يُمثل محاولة تهديدية لخلق عقبة أمام استخدام ايران حقها الطبيعي في معاقبة الكيان الصهيوني المعتدي، تظهر في الوقت نفسه خداع هذا البلد في إخفاء تواطئه مع الكيان في جريمة استهداف المبنى الدبلوماسي الإيراني في دمشق، وهو بالتأكيد لا يؤثر على إرادة إيران وقرارها، لكنه لن يؤدي إلاّ إلى تعقيد الوضع الحالي. وسبق أن نُشرت أنباء عن الرسائل التي أرسلتها بعض الدول، بما فيها أمريكا، إلى إيران، والإجابات التي قدمتها ايران بشأن نية الجمهورية الإسلامية الإيرانية معاقبة الكيان الصهيوني، وهو ما يرجع بالأساس إلى قلق هذه الدول من أبعاد الردّ الايراني.
واشنطن تدعو لعدم إستهدافها
وعلاوة على التلويحات والتهديدات التي وجّهها كبار المسؤولين في البلاد بما في ذلك أعضاء حكومة السيد رئيسي وكبار قادة الحرس الثوري والجيش، كتب محمد جمشيدي، المساعد السياسي لمكتب رئيس الجمهورية، على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس": حذّرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في رسالة مكتوبة أمريكا من الوقوع في فخ نتنياهو وأخطرتها بأن تتنحى جانبا حتى لا تتعرض للضرب. وردا على ذلك، طلبت امريكا من إيران عدم إستهداف الأمريكيين". إن نوع رد فعل الدول المختلفة على مسألة نية إيران للرد بشكل حاسم على العمل الإجرامي الأخير للكيان الصهيوني يظهر أنها والجميع يدركون تماما عدم إمكانية الرجوع عن قرار بلادنا في هذا الصدد.
ترقّب ورعب من الضربة
وفي هذا الصدد، أعلنت وكالة بلومبرغ الأميركية نقلاً عن مصادر مطلعة؛ ترى أمريكا وحلفاؤها أن الهجمات الصاروخية أو الهجمات بالطائرات بدون طيار واسعة النطاق من قبل إيران أو وكلائها ضد أهداف عسكرية وحكومية في "إسرائيل" باتت قاب قوسين أو أدنى من حدوثها.
وبحسب بلومبرغ ، قالت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، إن الهجوم المحتمل، ربما باستخدام صواريخ عالية الدقة، قد يحدث قريباً جداً. واستناداً إلى تقييمات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، ليس هناك سوى عدم اليقين بشأن التوقيت الدقيق لهذه الهجمات. وفي أحدث رد فعل على إصرار إيران على معاقبة الكيان الصهيوني، زعم موقع أكسيوس الأمريكي نقلا عن مسؤولين في الكيان، أن الزيارة الوشيكة لرئيس القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) إلى الأراضي المحتلة الخميس المنصرم تأتي بهدف التحضير للردّ الايراني المحتمل. وبحسب هذا التقرير، فإن الجنرال "مايكل كوريلا" اجتمع مع "يؤوف غالانت" وزير الحرب، ومسؤولين كبار في الجيش الصهيوني.
 إستعداد لردّ إيران
ويُردف هذا التقرير الى أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين في مختلف المؤسسات والإدارات كانوا على اتصال خلال الأيام القليلة الماضية ويستعدون لرد إيران على العدوان الصهيوني على مبنى قنصلية البلاد في دمشق.  وبالتزامن مع تهديدات بايدن الأخيرة، قال مسؤول أميركي "إن الولايات المتحدة تحرك سفنا حربية وطائرات عسكرية إلى المنطقة تحسبا لهجوم إيراني محتمل على "إسرائيل"، مشيرا إلى أن السفن والطائرات الحربية الإضافية التي يتم تحريكها تأتي من خارج الشرق الأوسط". الموقف الامريكي لم يفاجأ احدا، فأمريكا كانت ومازالت تمد هذا الكيان بكل اسباب القوة، لممارسة القتل والدمار والعدوان ليس على غزة فقط، بل على المنطقة برمتها، من اجل الإنتقام من محور المقاومة الذي هزمها وهزم الكيان الصهيوني في معركة "طوفان الاقصى"، وهذه الهزيمة هي التي كانت وراء موقف امريكا المخزي في مجلس الامن الدولي، عندما منعت توجيه اي ادانة للكيان الصهيوني، على عدوانه الغادر على القنصلية الايرانية في دمشق، رغم انه عدوان صارخ على القوانين والمواثيق والاعراف الدولية، وربما لو أدى مجلس الأمن واجباته واتخذ اجراء عاجلاً بحقّ الكيان المصطنع لاستهدافه القنصلية الايرانية لربما راجعت ايران قرارها بشأن ضرب الكيان بشكل مباشر. ولكن مهما هددت أمريكا وأزبدت اسرائيل لم ولن يحول دون ان يتلقى الكيان المؤقت ضربة ايرانية موجعة، تجعله يفكر الف مرة، قبل ان يكرر جرائمه التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء ضد ايران، إتكالا على قوة امريكا.
مباحثات مُكثّفة وتمهيد لما بعد الضربة
على الجانب المقابل، أجرى وزير الخارجية سلسلة مباحثات هاتفية هامة "تأتي في هذا التوقيت الحساس"، مع نظرائه في السعودية والعراق والإمارات وقطر وعدد من نظرائه في الدول الغربية على رأسهم وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا واستراليا، لبحث تداعيات العدوان على القنصلية. ويمكن ترجمة سلسلة الإتصالات التي اجراها السيد عبداللهيان مع نظرائه في عدّة دول تمهيداً لمرحلة ما بعد الضربة، إذ لابد أن وزير الخارجية كان قد أخطر نظراءه من عواقب الانتهاك الصهيوني للأعراف والقوانين الدولية من خلال استهدافه لبعثة ايران الدبلوماسية على الأراضي السورية. ورغم أن التفاصيل الدقيقة لمحتوى المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني ووزراء خارجية الدول العربية الأربع لم تنشر بعد، إلا أن بعض وسائل الإعلام في المنطقة أفادت بأن أمريكا تحاول التأثير على قرارات إيران بشأن مسألة معاقبة "إسرائيل" من خلال الدول الـأربعة المذكورة سابقاً.
قلق بعض دول المنطقة من التصعيد
وربما تزايد قلق بعض دول المنطقة التي تحتضن قواعد امريكا على أراضيها، نظرا الى حتمية ردّ إيران على جريمة الكيان الصهيوني من جهة، وتصريحات بايدن التدخلية والتأكيد على دعم بلاده لإسرائيل ضد الردّ الإيراني من ناحية أخرى. إن تحذير هذه الدول لأمريكا من العواقب غير المتوقعة لدعمها الأعمى للكيان الصهيوني يمكن أن يمنع تصعيد الأزمة التي تسببت فيها تل أبيب.
وكان قد لوّح العديد من المسؤولين وقادة حرس الثورة الاسلامية من أن اي اعتداء ينطلق من أراضي دول المنطقة ويستهدف أراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية سيتلقى ردّا صارماً وتتحمل تلك الدولة مسؤولية هذا الاعتداء. وفي السياق أكد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا قرائي أشتياني أن أي دولة تفتح أجواءها أو أراضيها أمام الكيان الإسرائيلي لضرب إيران، ستلقى الرد الحاسم من بلاده. داخل الأراضي المحتلة ومنذ استشهاد اللواء زاهدي ورفاقه يعيش الصهاينة في حالة الخوف من الانتقام وهم في حالة تأهب قصوى. وقد اعلنوا الاستنفار واوقفوا هجومهم المرتقب على رفح لانهم لا يعرفون ماذا تريد ايران ان تفعله ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك فان الخوف يلف الكيان الصهيوني وحماته. هذه الحرب النفسية والسياسية والاعلامية هي اشد رعبا للصهاينة من الحرب نفسها، حيث أرغمت قسما من الصهاينة على الهروب، وقسما آخر على النزول الى الملاجئ في كل ليلة لأنهم يخافون من الردّ الايراني. يظلّ أن نقول بأن الرد الإيراني على استهداف الاحتلال لقنصليته بدمشق يعد ضرورياً بل حاجة مُلحّة، لأن معاقبة الكيان لازمة لكي لا يستبيح كل البعثات وكل من يختلف مع سياساته الشيطانية في أي مكان من أنحاء العالم.
البحث
الأرشيف التاريخي