الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وواحد وسبعون - ١٣ مارس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وواحد وسبعون - ١٣ مارس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

المؤلف الإيراني سيد محسن إماميان للوفاق:

الذكاء الإصطناعي لا يرتقي الى التفكير البشري

الوفاق /خاص
موناسادات خواسته
إن عالم الأدب وسحره الذي لا نهاية له يجذب الكثير من الناس ويخلق أرضية للتفكير والتحول، ومن بينهم العاملون في حقل الثقافة والفن الذين يخلقون أعمالاً خالدة بقلمهم القوي، ولهم دور قيّم لا يمكن تجاوزه ببساطة، ومنهم سيد محسن اماميان وهو كاتب وباحث ومدرّس تأليف السيناريو، حصل على درجة الماجستير من "الحوزة العلمية"؛ لكن اهتمامه دفعه إلى التأليف وكتابة السيناريو. يعمل حالياً كمدرّس لكتابة السيناريو وتأليف قصص الرسوم المتحركة والكتابة الإبداعية، ومن بين أعماله كتب "اللعنة" و"الحجر الذي أصبح نصيبي" و"أربعين طوبى". أتيحت لنا الفرصة للحديث مع سيد محسن إماميان في لقاء ثقافي وفي تجمع للمثقفين نظّمته وكالة "تماس" الأدبية، فأجاب على أسئلتنا بكل هدوء وسكينة، وفيما يلي نص الحديث:

شرارة في درس الإنشاء
في البداية طلبنا من السيد محسن اماميان أن يعطينا شرحاً مختصراً عن بداية نشاطه وكتبه، فبدأ بما يلي: منذ بداية المرحلة المتوسطة والثانوية، كان درس الإنشاء أحد دروسي المفضلة، بعد ذلك، شاركت في مسابقات المدرسة والمنطقة والمحافظة وعلى المستوى الوطني كمحترف بدأت بالفعل بالسيناريو، لكن من الصعب جداً أن يصل السيناريو إلى الجمهور مثل القصة ، هي تصل إلى الجمهور بشكل أسرع، وفي الأدب الدرامي كان لي نشاط قصير في مجال القصة، وهذه الأحداث جرت منذ عام 2017 فصاعداً.
صدرت لي لحد الآن 5 كتب، أولها "أربعين طوبى"؛ وكان من المفترض أن يكون سيناريو، ثم واصلنا العملية مع ناشر آخر، ومن ثم كتاب "الحجر الذي أصبح من نصيبي"؛ بعد ذلك صدر كتاب "السعي الثامن" وهكذا بقية مؤلفاتي الأخرى.
كان من المفترض أن يُترجم كتاب "السب واللعن" في العراق وكتاب "أربعين طوبى" في لبنان، وأعتقد أن لهما جمهوراً في هذين البلدين.
مواصفات الكتاب الجيد
وعندما سألنا سيد محسن إماميان عن خصائص الكتاب الجيد، قال: الكتاب يجب أن يتواصل مع الجمهور، وأن تكون القصة جذابة وأن يشعر الجمهور بالإرتباط بها ويتعلمون شيئاً ما من ثقافة منطقة أو بلد آخر.
 دور رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية
وفيما يتعلق بدور رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في عرض الكتب الإيرانية بالبلدان الأخرى، يرى سيد محسن إماميان أنه ينبغي عليهم بذل كل جهودهم في هذا المجال، لأن أساس وسائل الإعلام هي المكتوبة، أي أن الأمر يجب أن يبدأ بالكتب والقصص، ومن ثم ينتقل إلى السينما والموسيقى وغيرها من الفروع، وعلى هذا الأساس ينبغي للمستشارين الثقافيين أن يبذلوا قصارى جهدهم لتحديد هذه الأعمال ومعرفة أين توجد القواسم المشتركة مع البلدان الأخرى التي يمكن أن تربط
بعضها ببعض.
دور الكتب في التوجيه الفكري للناشئين
ثم ناقشنا دور الكتب في التوجيه الفكري للناشئين، حيث قال إماميان: على عكس الفكرة التي لدينا بأن الفضاء الإلكتروني هو المهيمن للغاية الآن، نرى أن الشباب يهتمون أحياناً كثيرة بالكتب، وبعض الكتب تباع بتوزيعات عالية جداً وبأسعار مرتفعة، وهذا يعني أنها لا تزال تتمتع بجمهور وتغطية هذا الجمهور وإقناعه يتطلب نشاطاً مضاعفاً من المؤلفين، والآن يمكن للذكاء الإصطناعي أيضاً أن يساعد كأداة، لكن لا يمكن أبداً استبداله بتفكير الإنسان.
دور القطاع الخاص والوكالات الأدبية
وعن دور القطاع الخاص والوكالات الأدبية، قال إماميان: هناك بعض دور النشر التي تُباع كتبها بشكل جيد جداً، وأسعارها مرتفعة، اذا كانت قصة جذابة يشتريها المراهقون وإنهم يعيرون الكتاب لبعضهم البعض، ولكن هناك ضعف في بعض المفاهيم والأفكار، وخاصة أفكارنا التاريخية، هذا هو المجال الذي يجب على الوكالات الأدبية أن تجتهد فيه، وأقصى ما يمكن فعله هو تمويل الكاتب، لتقليل الأعمال الأخرى عن كاهله لكي يركّز على تلك القصة ويتمكن من الكتابة أكثر، وهذا هو الفراغ الذي عايشته وأشعر أنه
موجود.
 مترجم إيراني أم غير إيراني؟
وعندما سألنا السيد محسن اماميان عن رأيه حول تفضيل المترجم، إيراني أو غير إيراني قال: إنه سؤال متخصص وليس لدي خبرة فيه، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ترجمة كتابي ومن وجهة نظري يجب أن يكون المترجم جيداً سواء كان إيرانياً أو أجنبياً، ويكون قادراً على احترام الثقة ونقل نفس ما كتبه المؤلف، لكن أعتقد أن المترجم الذي جرّب لغة الهدف بنفسه ويعرفها جيداً هو الأفضل، أي إذا كان مترجماً أجنبياً أعتقد
أنه أفضل.
أفضل الأعمال المطبوعة
وعندما سألنا الأديب إماميان عن أفضل مؤلفاته قال: الكتاب هو كالطفل وأحب جميع كتبي، أنا شخصياً أحب روايتي الثالثة "الحجر الذي أصبح نصيبي" أكثر بكثير، لكن روايتي الأولى كانت أكثر شعبية وحصلت على جوائز ونالت ردود فعل من الجمهور، وروايتي الرابعة بكيت معها، كنت أمشي معها وأقول إنني أحب هذا الطفل الصغير كثيراً، وبعد ذلك تم نشر رواية أخرى، والتي أصبحت كالطفل
هي الاخرى.
اختيار الموضوع والفكرة
ثم سألنا هذا الكاتب الأديب كيف يختار الأفكار والموضوعات وهل هي مبنية على الواقع أم على القصة؟ حيث أجاب: كان يهمني أن الموضوع الذي أكتب عنه هو الأول أي لم يكتب عنه أي كاتب آخر، شيء مثل الواجب الكفائي، فالواجب الكفائي يكفي أن يذهب شخص ويفعل شيئاً، فعندما غيري يستطيع أن يفعل أفضل منّي أتركه، على سبيل المثال كتاب "أربعين طوبى» هي أول رواية كتبتها في موضوع الأربعين، وكتاب "السعي الثامن" هو أول عمل روائي عن السيدة هاجر، وتقريباً لا يوجد أي عمل في هذا المجال، فقط هناك عمل واحد للسيدة زواريان، وهو بالطبع مختصر، لكنني حولته إلى رواية
ووسعت فيه.
كتاب "الحجر الذي أصبح نصيبي" هو العمل الأكثر جرأة عن تأثير اليهود في الإسلام، وبعد ذلك رواية "السب واللعن" هو العمل الأكثر جرأة والوحيد الذي يناقش صبر أمير المؤمنين (ع)، وآخر أعمالي هو عمل له مميزات تختلف عن الأعمال الأخرى، هناك اختلافات بين الأعمال المنجزة في هذا المجال، وقد بحثت عن أفكار لم يتم العمل عليها من قبل.
 نصيحة للكتّاب الشباب
باعتبار أن السيد إماميان محاضر في هذا المجال، طلبنا منه أن يقدّم النصائح للكتّاب الشباب، فقال: الطريقة الأولى هي أن يقرأوا ويكتبوا كثيراً، والنصيحة التي أقدمها في دروس الكتابة الإبداعية هي أن الكتابة عمل يعتمد على شيئين، التجربة والممارسة، التجربة هي نتيجة الحياة والسفر والدراسة، والممارسة هي سلسلة من التقنيات ذات الصلة، وعليهم أن يكتبوا، ويقرأوا، وينتقدوا، ويمزقوا ويكتبوا مرة أخرى، أي أن هناك عملية تعتمد على ذوق الكاتب وقدراته، وقد تستغرق الكتابة من شهر إلى ثمانية أشهر قبل أن يتمكن الشخص من القول
أنني كاتب الآن.
وفي النهاية، طالب إماميان بمزيد من الإحترام للكتّاب، لأنهم بحاجة إلى مساعدة المؤسسات والناشرين إلى أن يتمكنوا من الوصول إلى الإكتفاء الذاتي، وقال: المؤلف مهم للغاية باعتباره العنصر الأساس في خلق العمل الروائي.

 

البحث
الأرشيف التاريخي