في عصر مصادر الطاقة المتجددة..

الغاز لا يزال أولوية قصوى في إمدادات الطاقة في أوروبا

قال الدبلوماسي الإيراني الأمين العام السابق لجمعية الدول المصدرة للغاز محمدحسين عادلي: إن إيران تحتاج 160 إلى 250 مليار دولار استثمارات في مجال النفط، مؤكداً أن تصحيح الوضع الاقتصادي والجيوسياسي من دون صادرات النفط والغاز غير ممكن.
وأشار عادلي إلى حدوث تغييرات هائلة في سوق الطاقة، قائلاً: ما نتوقعه للسنوات المقبلة هو أن الطلب على الطاقة سيرتفع بنسبة 22% والغاز بنسبة 36% خلال العقدين المقبلين؛ ورغم أنه عصر مصادر الطاقة المتجددة، إلا أن الغاز لا يزال يمثل أولوية قصوى في إمدادات الطاقة في أوروبا.وفي إشارة إلى توجه العالم نحو الهيدروجين وخفض انبعاثات الكربون، قال عادلي: وفقاً لتوقعات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، فان حصة الطاقة الأحفورية في محفظة الطاقة ستنخفض من 80% إلى أقل من 70%، وستصل حصة الطاقة المتجددة إلى 31%، ومن المتوقع أن يكون عام 2030 هو وقت الذروة للحفريات، وبعد ذلك سيكون لها اتجاه تنازلي وتتقدم حركة مصادر الطاقة المتجددة للأمام.
 الصين مستورد رئيسي للطاقة
وقال الأمين العام السابق لجمعية الدول المصدرة للغاز: إن الصين، باعتبارها مستورداً رئيسياً للطاقة، تستورد 50% من نفطها و70% من غازها، والقضية الأولى لهذا البلد هي أمن الطاقة. ولهذا السبب، تسعى إلى تعزيز إمداداتها من الطاقة والتعاون مع الدول التي يمكنها الوثوق بها على المدى الطويل. كما تعهدت هذه الدولة بخفض كمية الكربون إلى الصفر بحلول عام 2060.
وأضاف عادلي: بعد الحرب مع أوكرانيا والعقوبات، تبحث روسيا الآن عن سوق جديدة للنفط والغاز والتكنولوجيا المتجددة، فضلاً عن الاستقرار الاقتصادي. وتابع: أولوية أمريكا هي زيادة الإنتاج من الطاقة المتجددة وزيادة إنتاج النفط وتصديره.
وقال الأمين العام السابق لجمعية الدول المصدرة للغاز: التحدي الذي تواجهه السعودية هو زيادة إنتاج النفط وزيادة إنتاج الغاز بنسبة 50% واستثمار 186 مليار دولار في مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ برامج للحد من انبعاثات الكربون، والتشجير، وحماية المناطق البرية والبحرية. ولديها أجندة واسعة، فهي تخطط أيضاً لإنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين.
كما أشار عادلي إلى خطط قطر، وقال: هذه الدولة لديها أجندة لزيادة إنتاج الغاز وتخطط لزيادة إنتاج 77 مليون طن من الغاز إلى 126 مليون طن، ومع الإعلان عن اكتشاف الغاز الجديد سيصل إلى 142 مليوناً طن من الإنتاج، وتخطط لتبقى أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال ولديها عقود جديدة في هذا الصدد. وأضاف: الإمارات تخطط أيضاً لزيادة إنتاج النفط إلى 7 ملايين برميل واستثمرت 120 مليار دولار في مصادر الطاقة المتجددة.
وبالإشارة إلى خطة تركيا، أوضح عادلي: تهدف هذه الدولة إلى أن تكون مركزاً للغاز في المنطقة، بحيث وقعت في عام 2023 عدة عقود لتصدير الغاز مع أوروبا، بما في ذلك بلغاريا ورومانيا وجزر المالديف، كما أنها تبحث عن روسيا وجمهورية أذربيجان وتركمانستان وإيران لتلقي الغاز. وأضاف: إن العراق يتابع أيضاً خطة زيادة إنتاج النفط ويخطط للوصول إلى 6 ملايين برميل يومياً.
اختلال توازن الطاقة
وأشار الأمين العام السابق لجمعية الدول المصدرة للغاز إلى التحدي المتمثل في اختلال توازن الطاقة في مختلف القطاعات في إيران، وقال: بالإضافة إلى اختلال توازن الغاز في قطاع الكهرباء، لدينا أيضاً 12 إلى 15 ألف ميغاواط من الاختلال، وفي قطاع البنزين لدينا 100 مليون لتر من إنتاج الغاز و110 ملايين لتر من الاستهلاك.. نحتاج إلى 160 إلى 250 مليار دولار استثمارات في قطاع النفط، والتحدي الأهم الذي يواجهنا هو التوتر السياسي والعقوبات واسعة النطاق، بحيث لا يمكن صياغة استراتيجية زراعية وتحقيق الموقع الاقتصادي والجيوسياسي الصحيح دون تصدير النفط والغاز.
وأكد عادلي: الآن التحديات والخطط في مجال الطاقة متشابهة في العالم؛ لكنها مختلفة في إيران.. وفي كل الدول، فان زيادة إنتاج النفط والغاز والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة أمر لا مفر منه؛ لكن قضية إيران مختلفة، فنحن نواجه خللاً في جميع مجالات الطاقة. وتابع: استهلاك الغاز في القطاع المنزلي 700 مليون مترمكعب، محطات الكهرباء تحتاج 300 مليون مترمكعب غاز، في حين يتم تسليمها 100 مليون مترمكعب، الحديد يحتاج 45 مليون مترمكعب في حين يتم تسليمها 20 إلى 25 مليون مترمكعب، الإسمنت يحتاج 30 مليون مترمكعب من الغاز ويتم تسليمها 5 إلى 8 ملايين مترمكعب، والبتروكيماويات تحتاج 75 مليون مترمكعب ويتم تسليمها 50 مليون مترمكعب، لذلك هناك خلل كبير وهذا يشكل تحدياً كبيراً. وأعرب عادلي عن أمله في أن تتغلب إيران على تحدي العقوبات والجغرافيا السياسية، وأن تصبح إيران مرة أخرى لاعباً كبيراً في سوق الطاقة بسياسات جديدة في مجال الطاقة.

البحث
الأرشيف التاريخي