قصص من الحياة العلمية للعالم الشهيد محسن فخري زاده

أنت الذي لم أكن أعرفك


الوفاق / خاص
سعيد علاميان / کاتب
إننا نحن المسلمون نسير باتجاه عكسي لأكثر من مئة عام
فيما يخص القرآن والحديث كان يعتقد أننا نحن المسلمون نسير باتجاه عكسي لاكثر من مئة عام ونخترع أو نكتشف شيئاً ما ثم نبحث في القرآن عن تفسير وأدلة له وكأننا نريد إثبات صحة القرآن من خلال اختراعنا واكتشافنا هذا. في الوقت الذي علينا أن نعمل عكس ذلك، فإذا انطلقنا من القرآن والحديث عندها يمكننا أن نصل إلى الاختراعات والاكتشافات، ولو أننا سلكنا هذا المسار منذ البداية لتوصلنا منذ مئة عام إلى الاكتشافات والتقنيات التي نتوصل إليها اليوم، وإذا استمرينا في سلوك مسارنا الحالي لعلنا بعد مئة عام يمكننا أن نصل إلى الأمور التي يمكننا اليوم أن نتوصل إليها ونستخرجها من قلب القرآن. وقد كان ينجز أموراً علمية وبحثية ومخبرية جدية فيما يخص القرآن والحديث. وقد كان نفسه مفسراً للقرآن الكريم وكان يتحدث لساعات عن شرح آية أو كلمة واحدة من القرآن، فكان يستخرج الكلمات من القرآن والحديث ويستخدمها في المخبر.
وفي مجال الخلق والطبيعة مثلاً كان يقول أن هناك أنواعا من الحشرات تعتبر مقاومة بالكامل للإشعاعات الراديوية،  فمالذي وضعه الخالق سبحانه وتعالى في أجسام هذه المخلوقات وماهو السر العظيم الكامن فيها؟ فلنذهب ونكتشف هذا السر، لنتمكن من صنع ملابس مقاومة للإشعاعات الراديوية، أو مثلاً الوطاويط تسير في أسراب كبيرة ليلاً وتدخل وتخرج من الفوهات بدون أن تصطدم ببعضها البعض، فما هذا الرادار المخفي الذي وضعه الله سبحانه في مخلوقاته هذه، فلنكتشف هذا النظام الراداري في هذه المخلوقات ونستخدمه في صناعاتنا الدفاعية، وكان يقول أن تلك العلوم التي مصدرها الغرب لا أحد يعرف صحتها من عدمها، وكان يقول أيضاً  أن العالم ابن سينا بالرغم من أنه كان عالم فلك ورياضيات وعالم تصوف وطب، لكنه لم يدرس هذه الاختصاصات وإنما اتجه نحو علم واحد حتى أصبح الحكيم ابن سينا. وأراد الوصول لذلك العلم الواحد من خلال تأسيس معهد آفا (معهد التخطيط للمستقبل والتفكير). وقال لنستخرج أفكارنا من القرآن والحديث والخلق والفلسفة، ولنأتي بأفكار قابلة للتطبيق والتنفيذ. وقد طلب تقريراً من أعضاء معهد آفا؛ “إلى أين وصلت أبحاثكم؟ قدموا لنا نتائج”، وكان يدير المعهد وينظم سير العمل فيه.
علاوة على ذلك فقد اهتم الشهيد فخري زادة بالعلوم التركيبية أيضاً، وبعيداً عن تآزر العلوم والفلسفة، فإنه لو تم تركيب العلوم التجريبية مع بعضها لنتج عنها تآزرات كبيرة. وأحد المواضيع التي عملنا على تركيبها مع بعضها البعض كانت طريقة تركيب البيئة مع الفيزياء. فالأمر الذي كان يفكر فيه الدكتور فخري زادة هو أنه هل يمكن تبديل الأمواج إلى مادة والمادة إلى أمواج؟ فنحن ومن المنطلق العقلي والمنطقي نعتقد أن هذا الأمر قابل للتحقيق. وإضافة لتبديلها فيمكننا أيضاً نقلها. وقد عملنا على هذا الموضوع في حياته وأجرينا اختبارات خاصة وتوصلنا لنتائج مقنعة. فقد كان لدينا عالماً مبدعاً يمكنه التوصل لأفكار إبداعية من خلال بعض العمليات والترتيبات، ولكنه كان ينجز خلقاً جديداً، وكان يؤمن بالخلق الجديد وكانت جميع الأعمال التي كان ينجزها متعلقة بهذا الموضوع.
کان مبدعاً في الآداب
في مجال الآداب كان مبدعاً أيضاً، حيث نظم الشعر في شبابه، وكان إذا ما تلي عليه الشعر يعرف من هو شاعره حتى وإن كان لم يسمع هذا الشعر من قبل فمن خلال معرفته بالاسلوب الشعري كان يقول أن هذا الشعر للشاعر العراقي أو لسعدي أو أبو سعيد أو أبو الخير...
وكان عندما يدخل الآداب فإنه يكمل للنهاية ولم يكن حبه بالأدب فقط من أجل قراءة الشعر وإنما كان يتوغل في عمق الأدب.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي