الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وسبعة وستون - ٠٩ مارس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وسبعة وستون - ٠٩ مارس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

كاتب وإعلامي فلسطيني للوفاق:

من المسافة صفر..المثقف المشتبك قاوم المحتل بالقلم والبندقية

عبير شمص
الشهيد باسل الأعرج مقاوم وثائر فلسطيني وبأسلوبه الخاص، شكل النموذج الشبابي الجامع بين العلم والفكر إلى جانب المقاومة، مصطلح «المثقف المشتبك» يعود إلى الشهيد الفلسطيني نفسه. هذا الشاب الذي لم يكتفِ بالتنظير الفكري والكلام، بل ترجمَ قناعاته إلى أفعال اشتباكيّة في قلب العدو الصهيوني فهو ابن البيئة الفلسطينية، التي نشأت فيها أجيال في ظل الاحتلال، وعُجنت في عقولهم، بل ومع خبزهم اليومي، ثقافة المقاومة. فمن لا يُقاوم لا يمكنه أن يحيا كمثقّف مُشتبك؛ بل لا يمكنه أن يتنفّس الحياة كما يجب أن تكون. لم يكن اشتباك الشهيد باسل الأعرج بالمقاومة المسلحة فقط، بل شاءت أقداره أن يكون اشتباكه ثقافياً وفكرياً وعسكرياً مقاوماً داخل فلسطين. اشتبك وقاوم من  أجل العدالة، والمعرفة، ورفع الجهل، ولأجل الحريّة، وفي سبيل التحرير الشامل، تحرير العقول والقلوب والأجساد، والأرض، من كلّ أنواع الاحتلال العسكري والثقافي والمادي والمعنوي . وفي سياق التعرف على هذا المقاوم المثقف الذي عُرف بثقافته الواسعة التي كرسها لمقاومة الاحتلال بكل الأشكال، بالتدوينات والمقالات الداعمة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، وفي ذكرى استشهاده السابعة، أجرت صحيفة الوفاق لقاء مع الكاتب والإعلامي الفلسطيني حمزة البشتاوي، وكان الحوار التالي:

«بدك تصير مثقف بدك تصير مشتبك»
حدد الشهيد باسل الأعرج المعنى بقوله «بدك تصير مثقف بدك تصير مشتبك ما بدك مشتبك بلا منك وبلا ثقافتك»، هذه المقولة الشعبية المرتبطة بالمجتمع الفلسطيني تُحدد معنى المثقف المشتبك وهو الذي حمل قضيته ويواجه المحتل  بثقافة، يقول الكاتب البشتاوي، ويضيف:»ارتبطت مفاهيم الشهادة والفداء بالثقافة وبالعمل العسكري المقاوم وحوّل المثقفون الفلسطينيون موضوع حمل السلاح ومواجهة الاحتلال إلى مسألة جامعة ما بين القلم والبندقية وهذا الأمر بدأ منذ تأسيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الذي رفع شعار منذ البداية أننا بالدم نكتب لفلسطين أي لا يمكن الكتابة لفلسطين بدون الاستناد إلى روح وفعل وثقافة المقاومة».
ثقافة الاشتباك قولاً وفعلاً
بالنسبة لمفهوم الارتباط بين الثقافة والمقاومة جسّده الشهيد باسل الأعرج كما يشرح الإعلامي البشتاوي وذلك عبر الممارسة اليومية، فقد كان شخصاً ونصاً يسير في المدن والقرى والأحياء الفلسطينية حاملاً فكرته حاملاً هذا المفهوم ويعتمد في تنفيذه على التواصل المباشر مع الناس والاستماع إلى أرائهم وأحاديثهم وأيضاً عبر مواجهة  الاحتلال والتحضير للعمليات العسكرية التي أصبحت محل تفكير وأسلوب الشباب الفلسطيني».
إخراج الشعب الفلسطيني من التجهيل والتغريب
حاول الشهيد باسل الأعرج النهوض بالشعب الفلسطيني من سياسات التغريب والتجهيل عبر التواصل مع ناشطي العمل الفلسطيني في مختلف المواجهات للوصول إلى أرضية مشتركة في مواجهة التجهيل والتغريب، وكان يسعى لإنتاج حالة مجتمعية مؤهلة لأعلى مستويات التنسيق الثوري سياسياً واجتماعياً وثقافياً»، وفق كلام الكاتب البشتاوي.
صناعة نصر تكتيكي
ويلفت الإعلامي البشتاوي بأن ثقافة الشهيد العالية وفهمه ودراسته للثورات في مختلف أنحاء العالم  كانت تدفعه لطرح أسئلة متعددة، لكنه كان يركز على مسألة صناعة نصر تكتيكي في ميدان المواجهة مع الاحتلال إستناداً إلى الثوابت والمبادئ والثقافة المرتبطة بتحقيق مد ثوري استراتيجي  يحقق الخلاص من هذا الاحتلال أي أن عنصر التكتيك هو راسخ بالضمير وبالثوابت والمبادئ الإيمانية الوطنية بمواجهة هذا الاحتلال».
ويوضح الكاتب البشتاوي بأن الشهيد الأعرج كان يركز في مقالاته ومدوناته على الوعي الفردي والجمعي في المجتمع الفلسطيني المقاوم وتعريف الناس بحقوقهم وواجباتهم وتحويل الغضب كله باتجاه الاحتلال، وحضرت الثقافة المشتبكة لديه في كل مقام ومقال، إذ كانت كل المواضيع تتمحور حول المقاومة من أجل تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، ارتبطت  جميع مقالاته ومدوناته وأحاديثه مع الناس وتنقلاته بين القرى والبلدات الفلسطينية المختلفة في إطار سعيه الدؤوب من أجل التحرير ».
الاشتباك من مسافة صفر
أمّا أبرز مشاركاته الفكرية والثقافية فيقول عنها الكاتب والإعلامي حمزة البشتاوي:«الشهيد باسل الأعرج هو صاحب مصطلح المسافة صفر في مواجهة الاحتلال الصهيوني وهذه المواجهة تقوم بها المقاومة الآن في قطاع غزة بمواجهة العدوان الصهيوني، وكانت جهوده الفكرية والثقافية مرتبطة بالنضال رفضاً لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه قتلاً وتهجيراً وأبرز ما في ثقافته النظرية كان الجانب العملي المقاوم في الميدان والآن في كل ميادين المواجهة مع الاحتلال ما زال الشهيد باسل الأعرج حاضراً من خلال فكره وثقافته وأيضا عبر إسهاماته العسكرية التي رأيناها في أكثر من مكان وعملية عسكرية في الضفة الغربية».
رد الرصاص بالرصاص
امتلك الشهيد باسل الأعرج العديد من الميزات والخصائص وكان أهمها الانتقال من النظرية إلى التطبيق وارتباط السيف بالقلم ورد الرصاص بالرصاص وربط  حب الوطن بالاشتباك اليومي مع الاحتلال»، وفق الإعلامي البشتاوي.
ويتابع  الإعلامي البشتاوي كلامه بالحديث عن أبرز أساليب العمل العسكري للشهيد ضد الاحتلال الصهيوني والذي نراه في عملية أُطلق عليها «زقاق الموت» التي نفذها ثلاثة مقاومين وأسفرت عن مقتل أربعة عشر صهيونياً بينهم قائد لواء واستخدمت المقاومة فيها أسلوب التخفي والمناورة والتوقف ثم استئناف القتال مجدداً، بما يوقع الخسائر المادية والبشرية قي صفوف الاحتلال، كان يركز على دور المقاتل وأسلوبه المرتبط بالأرض والذي يفهم الأرض ويستطيع التحرك فيها ويناور فيها بعيداً عن أعين الاحتلال ثم ينقض عليهم بشكلٍ مفاجئ، كانت أساليبه صراحةً مرتبطة بطبيعة الأرض وأيضاً بروح الفداء والتضحية لدى الشباب الفلسطيني».
بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني
كان الشهيد باسل الأعرج يعتبر أي صراع داخلي هو صراع بين الحق والباطل، وفق الكاتب البشتاوي، والحق كل الحق في تصويب بوصلة الرصاص باتجاه  العدو الصهيوني وإذا كانت الفصائل الفلسطينية المقاومة على المستوى السياسي عاجزة عن تحقيق الوحدة، فمن وجهة نظر باسل الأعرج ممكن تحقيقها في الميدان واستطاع تحقيق ذلك بإطروحاته وجذب الشباب من كافة الفصائل نحو العمل المقاوم كواجب يومي غير مرتبط بالجانب السياسي وروتينه المعتاد بل هو جزء من الحياة اليومية للشباب الفلسطيني».
ويشرح الإعلامي البشتاوي علاقة الشهيد بالتنظيمات الفلسطينية المختلفة، فيقول:» عرفه الجميع في الفصائل الفلسطينية وخاصةً الشريحة المثقفة من الشباب الفلسطيني المنتمي إلى مختلف الفصائل والتيارات الفلسطينية، وكان خلال تواصله معهم يُركز على تعميم أسلوب ونهج المقاومة بالفكرة والممارسة ولذلك حظي باحترام وتقدير كبيرين من قبل مختلف الفصائل الفلسطينية ومن قبل شبابها الذين كانوا ينظرون إليه نظرةً ايجابية تحث على العمل الجهادي وعلى العمل الوطني في مواجهة الاحتلال».
فيما يتعلق باعتقاله فقد ارتبط اعتقال الشهيد بالتنسيق الأمني ما بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني وذلك منعاً لحدوث المزيد من العمليات الفردية التي كانت تُبشر بانتفاضة ثالثة قي مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية ولكنه كان دائماً عبر الإضراب عن الطعام وعبر جهود متعددة كان يخرج من سجون السلطة ليقاوم ويستمر بالمقاومة حتى الاستشهاد»، وفق الكاتب البشتاوي.
تموت الأجساد ولا تموت الفكرة
أمّا حول تأثير استشهاده على استكمال مشروعه، فيقول الإعلامي البشتاوي: «برأيي نعود إلى ما قاله الشهيد غسان كنفاني "تموت الأجساد ولا تموت الفكرة" ، وهكذا الشهيد باسل استشهد وبقيت أفكاره ومشروعه حيّة في وجدان الشباب الفلسطيني المشتبك مع الاحتلال وهذه السيرة والمسيرة للشهيد باسل الأعرج سوف تبقى مستمرة على امتداد الأراضي الفلسطينية من نهرها إلى بحرها».
ويختم الإعلامي البشتاوي حديثه بالقول: «أعتقد أن شخصية الشهيد هي شخصية باقية وما زلنا نراها في الصواريخ التي تطلقها المقاومة في غزة باتجاه الاحتلال ومكتوب عليها الباسل لم يضل الطريق، وبذلك تحول الشهيد الأعرج إلى قدوة للشباب الفلسطيني المقاوم وخاصةً في مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة».

البحث
الأرشيف التاريخي