الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة وستون - ٠٦ مارس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة وستون - ٠٦ مارس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

الوطن الآمن والمرأة


الوفاق/ خاص
رُلى فرحات
. يقال إن أردت أن تعرف رُقي دولة، فانظر إلى نسائها. إنّ المرأة عظيمة في ثقافتها، وعلمها، وقوتها، وصدقها، وعطائها، وجودها، وحبها، وحنانها، فهي ليست ناقصة كي يكملها الرجل، ولا عورة ليسترها، بل هي من تُشكل نصف المجتمع وتربي وتُنشىء النّصف الآخر.
لعبت المرأة دوراً مميّزاً ومحورياً في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة، وهي لم تبرع فقط بالعلوم المتنوعة والمختلفة مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء.. كذلك في ميادين علم النفس والإجتماع والسياسة والقانون وغيرها الكثير ولائحة العالمات تطول رغم الظلم والإضطهاد التي تعرّضت له منذ ما قبل التاريخ وعلى مر العصور، بل كانت رائدة في علم الفلسفة والمنطق، وقد تبوأت مراكزَ رفيعة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الفيلسوفة «هيباتيا السكندرية» (350-370 تقريباً) تخصصت في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وهي تعد أول امرأة في التّاريخ يلمع اسمها كعالمة رياضيات، كما لمعت في تدريس الفلسفة وعلم الفلك.  ومن أهم أقوالها: إحفظ حقّك بأن تفكر، فحتى التفكير الخاطئ أفضل من عدم التفكير مطلقاً.... أيضا الفيلسوفة «هيباتيا» هي ابنة ثيون آخر زملاء سيزاريوم الإسكندرية. وقد سافرت إلى أثينا وإيطاليا للدراسة قبل أن تكون عميدة للمدرسة الأفلاطونية نحو عام 400 ميلادية. وأيضاً سأذكر العالمة الإستثنائيّة «ماري كوري»، وهي ليست فقط أول إمرأة تحصل على جائزة نوبل، بل هي أول إمرأة حصلت على إثنين نوبل وأكثر من ذلك، هي الوحيدة في العالم بين كل الذين حصلوا على جائزة نوبل حتى الآن فقد حصلت عليها مرتين، مرة عن الفيزياء وأخرى عن الكيمياء (أي الموضوعين علميين) وهذا فعلاً إستثنائي ولم يحصل أبداً حتى الآن منذ نشأة جائزة نوبل، كل العلماء الذين حصلوا على جائزتي نوبل كانت واحدة عن موضوع علمي والأخرى للسلام!!
وقد أثبتت المرأة قدرتها على إحداث التّغيير الإيجابي في مختلف المجتمعات البدائيّة والحضاريّة والصّناعيّة، من خلال حضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة ومساندتها للرجل في أكثر من  مجال ومكان له دليل على كونها عنصراً أساسياً في إحداث عمليّة النمو والتدريب... وصولاً للتغيير في المجتمع. لذلك لا مجتمعات آمنة بدون أسرة آمنة، ولا وطن قوي بدون عائلة قوية ومتماسكة. فلا يُمكن أن تتحقق الأسرة المتزنة، والعائلة السويّة، وبالتالي المجتمع القوي المترابط، والوطن الآمن، بدون ربة منزل قوية ومربية فاضل. هذه المرأة التي تقوم بأعباء مسؤوليتها وبحسب فطرتها في جميع الميادين وعلى جميع الأصعدة بدون تأفأفٍ أوتذمر، من غير تعب أو كللٍ، وتسعى بشكل دائم كي تُقدّم أفضل ما لديها لأسرتها وأولادها حيث تُعلمهم فنون الحياة المختلفة وتعزز في عقولهم الطموح والتحصيل العلمي، وتزرع في قلوبهم القوة والشرف والكرامة.
وفي ما يأتي بعض الأدوار المهمة التي تشغلها المرأة في المجتمع:
 -دور المرأة في العمل: للمرأة دور كبير في المجالات العلمية والعملية المختلفة وفي القطاعات المتعددة، بحيث تسهم نشر الإيجابيّة وتعزيزها في معارفها مشكل عام وأولادها وزوجها بصفة خاصة..
- دور المرأة في تقديم الرعاية: للمرأة دور كبير في أسس الرعايّة والدعم المجتمعي في العديد من الجهات والمجالات، سواء كان ذلك مع الأطفال أو المراهقين أو الراشدين أو المسنين.
- دور المرأة في التعليم: تسعى المرأة في تطوير الأسس التعليميّة والتربويّة المتعددة وفي أكثر من مرحلة تأسيسيّة تتضمن قواعد ومفاهيم القراءة والكتابة وغيرها في البيت والمؤسسات والمراكز التعليمية المتنوعة، مراعية الفروق الفرديّة والقدرات والصعوبات التعلميّة.
إنّ المرأة تُشكّل نصف المجتمع تقريباً فهي الزوجة، والإبنة، والخالة، والعمة، والأم، والجدة والمعلمة والمربية والعاملة والطبيبة، والمهندسة، والمعالجة، و...إلخ، وتمكين المرأة (أي إمتلاكها للموارد وقدراتها على الاستفادة منها وإدارتها بهدف تحقيق مجموعة من الإنجازات للإرتقاء بالفرد والمجتمع، ولكي تكون قادرة على القيام بأدوارها بفاعلية.
من ناحية ثانية على الجميع تعزيز حقوق المرأة وإحترام حاجياتها البيولوجية والنفسية والعاطفية الإنفعالية وكذلك الفكرية. كذلك على الحكومات أن توفر للمرأة اللازم كي تنخرط في شؤون البناء والتنمية على نحو فعال وجدي، حيوي ومستدام.  فالإحصاءات تشير إلى أن تعليم المرأة أمر هام جداً وتدريبها وتمكينها من العمل ينعكس إيجابا على صحتها الجسديّة والنفسيّة وعلى إنتاجها الفكري والمادي، سواءً كان هذا في الأمور التربويّة أو الإقتصاديّة أو الصحيّة، أو الإجتماعيّة أو النّفسيّة، فأصبحت المرأة تُشكل قوة ديناميكية داعمة للتطور والتحول في المجتمع، لذلك من الجيد التأكيد على أهمية .
هذه المرأة (الزوجة والإبنة والأخت.... )، هي ذاتها تلك المقاومة، التي كانت ترمي الصهيوني بقدر الزيت المغلي!!! وهي نفسها التي ترابط اليوم على الثغور تتأبط صبرها وتتلحف إيمانها وتقاوم صامدة غير آبهة.
هي تُنجب الأطفال، فترضعهم حب الوطن الصبر والإيمان ورفض الذل والمقاومة... مع حليبها ودمها الذي يرفض الإستعمار ويُنكل بالإحتلال.. هذه المرأة هي من ربت جيشا من المقاومين البواسل، وهي من دفعتهم وتتدفعهم إلى الميدان، فرساناً تصدح حناجرهم «يا قدس نحن قادمون... لأجلك يطيب الموت، والشهادة في سبيلك عز وفخر..
هذه المرأة الفلسطينيّة المقاومة التي لا تترك أرضها ولا تُفرط بشرفها وعرضها، تُعزز في طفلها منذ نعموة أظافره مبدأ (هيهات منا الذلة).
إنّ المقاومة الحقيقية لا تحتاج العلم والشهادات والمراكز، بل هي تتبلور بالثقافة والأثر الطيب وتظهر حينما توجد إمرأة تجمع بين جمال الروح والأخلاق والنفس الطيبة.
فسيدتي  أقول لك:
كوني يا سيدتي وردة
تنشرُ عبيرها بين البشر
تنثرُ رقتها فوق الرؤوس
تُلامس بحنانها القلوب
تتحمل ظلم القطع والقطف والعطش
لكنها دائمة الجمال
فائقة الأنوثة
رائعة الألوان
فريدةٌ بكل شيء
كما الطبيعة ينقصها كل شيء بدون ورد
كذلك أنتِ يا من تضفين رونقاً خاصاً
في حياة كل من حولك
إن غبتي يا سيدتي غاب الجمال والكمال
فقدت الحياة لذة الإحساس وحنيّة الأنفاس
تلاشت الألوان وتكسّرت الآمال
سيدتي أنتِ كل شيء فلا تقبلي بالقليل
وكوني أنتِ فخورة بما أنتِ
أمّاً، أختاً، زوجة، حبيبة، صديقة
موظفة، ممرضة، دكتورة، ربة منزل
رسامة، نحاتة، شاعرة، كاتبة، معلمة،
فأنتِ أنتِ إكسير هذه الحياة
ودونك الدنيا صحراء قاحلة
كل يوم وأنت إمرأة تنظرُ إلى المرآة وتفتخرُ
تفتخر بتلك التجاعيد تعتز بتلك الخطوط
وجودك هو عيد وحظ لكل المحيطين بك لأنك بينهم
كل يوم وأنت إمرأة متألّقة، فاعلة، مؤثرة

 

البحث
الأرشيف التاريخي