الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة وستون - ٠٦ مارس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة وستون - ٠٦ مارس ٢٠٢٤ - الصفحة ۲

لمحة عن الدور القيادي للعراق في حلّ الصراعات الإقليمية

 

الوفاق/ خاص
الدكتور حسين حاجي
أستاذ جامعي ومحلل سياسي

 
أحد المواضيع المهمة التي شددت عليها خلال اللقاء مع رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني، هو إحياء الدور القيادي للعراق في المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
إن إحياء هذا الدور من خلال ثلاثة عناصر مميزة، مثل الموقع الجغرافي الاستراتيجي، والثروة الاقتصادية النفطية والطاقة، والثقافة الدينية المشتركة، هي القدرات التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في وضع تشهد فيه المنطقة أحداثاً مختلفة. القدرة على أن يكون العراق قادراً من خلالها على البروز والحضور كوسيط ومندوب للسلام والصلح الإقليميين، وخاصة بين الدول العربية والدولية.
وقد ناقشت في بيان المشكلة، موضوع الوحدة العربية وضرورة وجود أب روحي وقائد للعالم العربي.
 فقد تطرقت أيضاً إلى النماذج الإيجابية في العراق، كما تجاوزت دور بعض الدول العربية في العالم العربي بسبب تقاعسها، وأيضا دور الحليف والشريك في جرائم "إسرائيل" ضد أهل فلسطين وغزة! قد وجدت أن أفضلية القيادة المعنوية للعالم العربي من قبل العراق ستجعله متميزا بفضل ما يملكه. والنقطة الموضوعية والمهمة التي ساعدت على تتمة واستكمال أفكاري هي سعي المجتمع وراء التطور، وخاصة التطور السياسي والعمليات الديمقراطية في العراق، والتي اكتسبت المزيد من الزخم والسرعة في عهد السيد السوداني. ومن الأمثلة على ذلك نجاح إجراء انتخابات مجالس المحافظات المحلية في التجربة الأولى، مما يدل على تطور ونمو عملية التحول الديمقراطي.
ولكن الميزة المهمة التي تجذب المحللين السياسيين هي تدبير وائتلاف "الاطار التنسيقي" حيث كان للسوداني دور أساسي في نجاح عمليات هذا الإطار، لدرجة أن هذا الإطار استطاع أن ينجح في تشكيل الحكومة في الوقت المحدد ومنع الانسداد السياسي وإنقاذ العراق من أطماع مشاريع بناء الدولة الغربية.
إضافة إلى التقدم السياسي والديموقراطي المتسارع في العراق الذي قل نظيره في الدول العربية، فقد قدمت حكومة الخدمات في عهد السيد السوداني خطوات هامة في التخلص من الحرمان والخدمات الاجتماعية وأعتقد أنه نظراً للقدرات المذكورة وخاصة التركيبة السكانية التي تزيد عن 70% من الشيعة والإدارة الحكيمة والشخصية الشيعية الشابة المتدينة والكاريزما التي يتمتع بها السيد السوداني يمكنها تحويل العراق إلى ظاهرة "القيادي للعالم العربي".
ويتكرر هذا الأمل في ذهني نظراً لأن العالم العربي مضطرب وجريحاً، وأن فلسطين غريبة وعاجزة!
أما المسألة الثانية التي لفتت انتباه السيد السوداني إليها فهي الاتفاقية الأمنية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق والتي تقوم أحيانا الجماعات الإرهابية في إقليم كردستان العراق بانتهاكها.
ومن البديهي أن يؤدي استمرار الهجمات الإرهابية وتهديد الأمن القومي للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تفاقم الفجوات في علاقات البلدين الجيدة. وقد اهتم رئيس الوزراء بالنقاط التي نقلتها له من منظور التحليل الواقعي بكل صبر وتأن.
وأظهرت دعوة مكتبه للمحللين السياسيين في إيران واهتمامه العميق والتفصيلي بالقضايا المطروحة اهتمامه بتعزيز وتطوير العلاقات في العالم الإسلامي وحل الأزمات الإقليمية، بما في ذلك وقف جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة. وإن مبادرة السيد السوداني بدعوة واستضافة المحللين السياسيين الإيرانيين هي النموذج الأجمل والأكثر فعالية الذي لم أشهد له مثيل في دول أخرى في المنطقة، وهذا النموذج يستحق أفضل الثناء والتقدير.
ويتمتع بشخصية كاريزمية السيد السوداني، وفي نهاية اللقاء أشار السيد السوداني إلى دور وأهمية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى رأسها المكانة المتميزة للامام السيد علي الخامنئي وعزا أمن العراق واستقراره إلى تضحية الشهيد قاسم سليماني والدعم القوي للجمهورية الإسلامية الايرانية.
وفيما أكد ضرورة التوافق العربي في مواجهة مؤامرات أعداء الشعبین أشار السید السوداني إلى نموذج على جهود الحكومة العراقية لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وتحدث عن جهود الفريق الاقتصادي لحكومته في تعزيز التعاون الاقتصادي مع ايران.
وضمن تأكيده على تمسك العراق بالاتفاقية الأمنية الايرانية العراقية، أكد رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني على أنه يجب على الطرفين التصرف بحكمة وعقلانية، و استمرار الحوار؛ لأن العلاقات الاستراتيجية بين ايران والعراق أعمق بكثير من القضايا الثانوية.

البحث
الأرشيف التاريخي