تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
رؤية الى حضور نسوي مميزّ
نساء المجلس، حضور خافت لكنه نشط وفعّال
حميد مهدوي راد
بينما في معظم الدول المحيطة بإيران، بما فيها الدول العربية وغير العربية، نادراً ما يتم انتخاب ممثلات من النساء، كما أن مشاركة المرأة في المناصب الإدارية والتنفيذية وحتى تصويت النساء في هذه الدول أقل بكثير مما هي عليه في إيران ويصاحبها العديد من الافتراضات والتحفظات. وبالنظر إلى الأحداث التي شهدتها إيران العام الماضي بعد وفاة مهسا أميني والأسئلة العديدة حول دور المرأة في الجمهورية الإسلامية، يبدو أنه ينبغي القول عن وجود المرأة في المجلس الإسلامي.
بدأت مشاركة المرأة في مجلس الشعب قبل الثورة الإسلامية بعد منح المرأة حق التصويت، وذلك منذ الدورة الحادية والعشرين للبرلمان واستمرت حتى الدورة الرابعة والعشرين وهي الولاية الأخيرة لهذا البرلمان. وفي هذه الفترات الأربع، كان هناك ما مجموعه 36 امرأة في 50 مقعداً.
لكن خلال فترات مجلس الشورى الإسلامي بعد الثورة الإسلامية، حصلت 78 امرأة على 111 مقعدا في فترات مختلفة. وتم استبعاد بعض هؤلاء النساء من قبل مجلس صيانة الدستور في الفترات التالية، وفشل البعض الآخر في الحصول على الأصوات اللازمة للمثول مرة أخرى في البرلمان.
وقد شاركت جميع ممثلات المجلس في انتخابات المجلس كمسلمات، ولم يكن هناك أية مرشحة أو ممثلة من الأقليات الدينية في المجلس في أي من الفترات. وفي الوقت نفسه، كانت أكثر من 13 ممثلة من أقارب الشخصيات السياسية ومؤثرة في السلطة السياسية في إيران. وتمتلك كل من سهيلة جلودارزاده ومريم بهروزي من منطقة طهران ونيره إخوان بيطرف من منطقة إصفهان سجلت حضور في البرلمان من خلال حضور 4 دورات فی البرلمان. كما انتخبت فاطمة رهبر لأربع فترات، إلا أن وفاتها المفاجئة في زمن كورونا حالت دون ظهورها لولاية رابعة.
ويوجد في مناطق طهران، ري، شميرانات، إسلام شهر، برديس 57 مقعداً للنساء في فترات مختلفة من البرلمان، الذي يضم عدداً قياسياً من النساء. وتأتي مناطق إصفهان ومشهد وكلات وتبريز وأزارشهر وإسكو في المراتب التالية بـ 8 و7 و4 مقاعد للنساء على التوالي. وحققت محافظة طهران رقما قياسيا في البلاد بحصولها على 57 مقعدا للنساء، تليها محافظات إصفهان وخراسان الرضوية وأذربايجان شرقي بـ 12 و 9 و 7 مقاعد على التوالي. ولم ترسل محافظات خراسان الجنوبي وخراسان الشمالي وخوزستان وقم وكهكيلويه وبوير أحمد وكلستان ومازندران وهرمزكان ويزد قط ممثلاً نسائياً إلى البرلمان.
بعض أهم الممثلات في البرلمان
خلال السنوات، ظهرت شخصيات مهمة مثل مريم بهروزي، اعظم طالقاني، ابنة آية الله السيد طالقاني، إمام الجمعة الأول بطهران، جوهر الشريعة دستغيب، مرضية حديدجي دباغ، عتيقة صديقي، زوجة الشهيد محمد علي رجائي الرئيس الثاني للجمهورية الاسلامية الايرانية، مرضية وحيد دستجردي، وسهيلة جلودارزاده وفائزة هاشمي، ابنة الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني
وفاطمة رهبر.
مرضية حديدجي: المعروفة أيضاً باسم طاهرة دباغ، كانت مقاتلة إيرانية مسلحة عملت كحارسة شخصية للإمام الخميني (رض) خلال فترة النظام البهلوي، وسجنت في السافاك وأثناء نفي الإمام الخميني إلى باريس، وبعد انتصار الثورة الإسلامية كانت من مؤسسي الحرس الثوري ثم أصبحت عضوا في مجلس الشورى الإسلامي.
مرضية وحيد دستجردي: هي أيضاً طبيبة وسياسية إيرانية أصولية، وكانت ممثلة الدورتين الرابعة والخامسة لمجلس الشورى الإسلامي، ولقبت فيما بعد بأول وزيرة في الجمهورية الإسلامية. شغلت منصب وزيرة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في الحكومة العاشرة بين عامي 2008 و2011.
فائزة هاشمي: واحدة من أكثر البرلمانيات الإيرانيات والسياسيات الإصلاحية الإيرانية إثارة للجدل، عملت ممثلة عن طهران وري وشميرانات وإسلام شهر في الولاية الخامسة لمجلس الشورى الإسلامي. وتقول فائزة هاشمي عن نشاطها في المجلس الخامس: «كان نشاطي في البرلمان ثلاثي الأبعاد: قضايا المجتمع، وقضايا تتعلق بالمرأة، وقضايا تتعلق بالرياضة».
فاطمة رهبر: كانت ممثلة الدورة السابعة والثامنة والتاسعة وأيضاً الممثلة المنتخبة للدورة الحادية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي عن مناطق طهران وري وشميرانات وإسلام شهر وبرديس. وفي البرلمانين السابع والثامن كان نائب رئيس اللجنة الثقافية وفي البرلمان التاسع كان رئيساً للكتلة البرلمانية للمرأة والأسرة. وفي الوقت نفسه، كانت نائبة رئيس لجنة المادة 90 من الدستور للتعامل مع الشكاوى العامة حول عمل السلطات الثلاث (التنفيذية والقضائية والتشريعية).
الكتلة البرلمانية للمرأة والأسرة في مجلس الشورى الاسلامي
في عام 2000، تم تشكيل الكتلة البرلمانية للمرأة لأول مرة حصرياً للممثلات النساء في المجلس السادس، والرئيسة الحالية لفصيل المرأة في البرلمان الحادي عشر هي فاطمة قاسم بور، ممثلة مناطق طهران و ري وشميرانات وإسلام شهر وبرديس. وقد تم تهميش هذه الكتلة في البرلمانات السابع والثامن والتاسع بسبب هيمنة المحافظين وتم الحفاظ على وظيفته نوعاً ما. كما تم في المجلس الخامس، ولأول مرة، تشكيل لجنة برئاسة مرضية وحيد دستجردي لشؤون المرأة والشباب والأسرة، رغم أن بعض أعضاؤها كانوا من الرجال. ومع ذلك، حافظت الممثلات
على هيكلها.
لماذا تقلّص حضور المرأة في المجلس؟
إن ضعف حضور المرأة في مجلس الشورى الإسلامي هو من القضايا المهمة للمرأة والتي تواجه العديد من الافتراضات. لكن المتغيرات تتجذر في البنى الثقافية والأسرية والاجتماعية والسياسية والفردية. وبحسب الخبراء، فإن أحد عوامل وأسباب هذا الحضور الضعيف هو عدم وجود القوانين اللازمة لتطوير وضمان وجود المرأة في البرلمان. ويرى البعض أن السياسات الاقتصادية أثرت سلباً على حياة المرأة، كما أن عدم ثقة المرأة بنفسها للمشاركة في المجالين السياسي والبرلماني، فضلاً عن عدم قبول الناخبين للمرشحات، من العوائق الأخرى
أمام ذلك.
السعي لرفع نسبة حضور المرأة في مجلس الشورى الاسلامي
وفي الوقت نفسه، يرى المرشحون للدورات الجديدة أنه ينبغي منح المرأة حضوراً أقوى ومؤخراً انعقد المؤتمر النسائي لمجلس تحالف القوى الثورية الإسلامية تحت شعار «المرأة، المشاركة، تحول الحكم» بحضور النساء المسجلات لانتخابات المجلس في عموم البلاد.
وفي هذا المؤتمر، أكد السيد حداد عادل والسيد قاليباف، أثناء شرحهما الجهود المبذولة لتحقيق أقصى قدر من مشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة، على ضرورة تبسيط القوانين وتصحيحها. وفي المؤتمر ذكر السيد حداد عادل أن الإسلام أخرج المرأة من عزلتها، وقال إن نظرة الغربيين للمرأة هي فقط ما يتعلق بالحريات اللاأخلاقية والاستخدامات الذرائعية للمرأة.
وأضاف: هدفنا هو زيادة حضور المرأة في المجلس، ومن المؤكد أن هناك مواضيع في المجلس تتعلق بالمرأة والأسرة، ووجود المرأة في هذه الأمور سيجعل القانون أكثر خبرة. عدد النساء في المجلس لا يتناسب مع واقع المجتمع، فلماذا يجب أن يكون هناك 16 امرأة من بين 290 نائبا في المجلس، كما يمكن للمرأة التعبير عن رأيها في قضايا أخرى غير الأسرة تتعلق بالمرأة حسب خبرتها. واستكمالا لهذا المؤتمر أكد محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الإسلامي، في معرض حديثه عن أهمية ومكانة المرأة في المجتمع، وخاصة المناصب التنفيذية، على أنه: لا يمكن لأحد أن يمثل وجهة نظر المرأة مثل النساء أنفسهن، ولا يمكن لأحد أن يدرك ويحترم التوازن بين الدور القيّم للمرأة كأم وزوجة وفي النشاط الاجتماعي، لذلك يجب أن نسمح للمرأة بأن يكون حضورها مركزياً في هذه الأمور.