الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة وخمسون - ٢١ فبراير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة وخمسون - ٢١ فبراير ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

خبير في الشؤون الصهيونية لـ”الوفاق”:

إطالة أمد الحرب یضر بالكيان الصهيوني

حميد مهدوي راد
بعد مرور حوالي خمسة اشهر على الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، وبالرغم من عدم تمكن هذا الكيان من تحقيق أي من أهدافه المعلنة، إلا أن الهجمات الوحشية للكيان الصهيوني على الناس المدنيين واستهداف الاعلاميين قد ازدادت شدة. وإن هذا الكيان المحتل الذي تمت ادانته في أولى جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي لايكف عن ارتكاب أبشع الجرائم بدون مبرر ومن غير منطق. ومن ناحیة أخرى، فإن الإطالة في حرب الكيان الصهيوني المحتل قد أدخلته في حرب استنزاف وإن هذا الأمر بحسب تصريح أغلب المحللين سيعود بالضرر على الكيان الصهيوني وبالنفع على نتنياهو شخصياً، كما أن الكيان الصهيوني الغاصب على الرغم من عدم قبوله شروط حماس لوقف اطلاق النار، فإنه يواجه ضغوطات داخلية وقام بتفعيل آلة القتل والتدمير للانتقام من العملية التي تسمى بطوفان الأقصى التي قامت في المنطقة. ولتفاصيل أكثر حول هذا الموضوع أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع الدكتور منصور براتي الخبير في الشؤون الصهيونية وكانت المقابلة كما يلي:

بعد مرور حوالي خمسة أشهر على الحرب الوحشیة التي يشنها الكيان الصهيوني على المدنيين من أبناء غزة، كم من الاهداف المعلنة مسبقاً استطاع العدو الصهيوني تحقيقها حتى الآن؟
هنا يجب أن نقسم أهداف الكيان الصهيوني إلى جزأين، فهناك أهداف أعلنها هذا العدو وهناك أهداف لم يتم إعلانها على وسائل الاعلام. ومن الأهداف المعلنة لهذا الكيان يمكن ذكر القضاء على حماس بالكامل، وتحرير الأسرى الصهاينة، وإزالة التهديد الذي يشكله قطاع غزة وتدمير الأنفاق التي حفرتها المقاومة تحت غزة وإقامة منطقة عازلة بين غزة والأراضي المحتلة، ولكنه في الحقيقة لم يستطع القضاء على حماس ولم ينجح في تحقيق أية مكاسب خاصة باستثناء اضعاف مناطق شمال غزة عسكرياً وميدانياً. وفيما يخص تحرير الأسرى فأيضاً ليست هناك نتائج تذكر تمكن هذا الكيان من تحقيقها باستثناء تحرير اثنين من الأسرى عن طريق العمليات العسكرية وبتوجيه من الشاباك وهذه أيضاً يقوم الكيان الصهيوني بتضخيمها وعرضها على أنها حدث كبير. وأما بالنسبة لتدمير الأنفاق، فبحسب تقديرات صحيفة وول ستريت جورنال، فقد تمكنوا من تدمير 20% فقط من الأنفاق. في البداية أرادوا ضخ المياه إلى الأنفاق، ثم قالوا إنهم يريدون إدخال الغاز في الأنفاق، وبعدها تحدثوا عن تدمير الأنفاق بالمتفجرات والصواريخ، ولكن لم يتحقق أي منها حتى الآن فقد فشلوا في هذا الأمر أيضاً.
وحتى في المناطق الشمالية لغزة التي احتلها الكيان الصهيوني إلا أنها ليست تحت تصرفه بالكامل وحتى الآن تتردد إليها قوى المقاومة بشكل دائم عبر الأنفاق. ولذلك فإن أحد الأسباب التي أدت لعدم خروج الكيان الصهيوني من هناك كانت الاأنفاق. ففيما يخص الأهداف المعلنة نرى أن الكيان الصهيوني لم يحقق أي نجاح يذكر سوى اقامة منطقة عازلة في قطاع غزة، والذي بالطبع لن يكون تنفيذه بالأمر السهل. فلو ألقينا نظرة على الخريطة التي تم نشرها لرأينا أنه على طول قطاع غزة بعمق 1 كيلومتر قد تم تهديم المنازل في تلك المنطقة وتمت اقامة منطقة عازلة على طول 20 كيلومتر تقريباً. وبالطبع يجب أن نرى هل يمكنهم الحفاظ عليها أم لا؟! وبرأيي أن حفظ هذه المنطقة العازلة أمر صعب وغير قابل للتنفيذ لفترة طويلة نظراً لوجود الأنفاق. وبالطبع لا توجد نية لبناء جدار فصل طويل في هذه المناطق بل أن تبقى تحت تصرف الصهاينة. وهكذا فهم يريدون هدم منازل الذين يسكنون على طول الحدود وإقامة منطقة عازلة، واستهداف المدنيين الذين يحاولون الاقتراب من تلك المنطقة بواسطة القناصين، وبالطبع فإن تنفيذ ذلك مرتبط بنهاية الحرب. وميزة هذه المنطقة العازلة بالنسبة لإسرائيل هي أنه إذا أراد الفلسطينيون تنفيذ عملية مماثلة لعملية 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإن الجيش الصهيوني سيكون قادراً على إحباط العملية في غزة نفسها ولن يسمح بتوسيع العملية. وبالطبع الأمر مرتبط بحجم الضغوط الدولية ومدى قدرة كيان الاحتلال على تنفيذها بعد الحرب.
وهنا يمكن أيضاً ذكر وتحليل بعض الأهداف غير المعلنة التي لايسعى الكيان الصهيوني لتحقيقها، على سبيل المثال يسعى الكيان الصهيوني للقتل العام للفلسطينيين الساكنين في غزة والتهجير القسري لسكان قطاع غزة، فبعد عملية 7 اكتوبر قررت اسرائيل أن تخضع أهالي غزة لعقاب جماعي وذلك رداً على عملية طرفان الأقصى وإن السياسة الحربية للكيان الصهيوني هي تعذيب ومحاسبة جميع أهالي غزة حتى أولئك الذين لايوالون المقاومة. ما أدى لاستشهاد حوالي 28 ألف شخص وخلّف 80 ألف جريح. و70 بالمئة تقريباً من البيوت تعرضت للضرر بشكل كلي أو جزئي وأصبحت غير قابلة للسكن، وهذا كان أحد الأهداف غير المعلنة للكيان الصهيوني الذي يسعى للقتل الجماعي والتهجير القسري لأهالي قطاع غزة حيث تم تحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للسكن. وحتى إذا استطاعت حماس الحفاظ على تواجدها فسوف تكون مشغولة بإعادة الاعمار لسنوات طويلة أخرى ولا يمكنها أن تمنع قواتها من المقاومة في وجه الكيان المحتل وهذا الموضوع قليلاً مايتم ذكره في وسائل الاعلام. ونحن نعلم أن أكثر من 1 بالمئة من سكان غزة قد ارتقوا شهداء على يد الكيان الصهيوني حتى هذه اللحظة. وهذا ما لا نراه في الضفة الغربية على الرغم أنه أيضاً في الضفة الغربية هناك صراعات ولكنهم يسعون لئلا يرتفع عدد الشهداء المدنيين في الضفة الغربية وخلال هذه المدة قد استشهد حوالي 400 فلسطيني في الضفة الغربية. ولكنهم يسعون إلى ذلك في غزة وهدفهم هو خلق موازنة رعب تبقى في أذهان الناجين من الحرب وحتى بعد الحرب وإذا تشكلت جماعات مقاومة أخرى وحاولت فعل مافعلته المقاومة الحالية يقوم أهالي غزة نفسهم بمنعها والوقوف في وجهها.
والموضوع الآخر هو المناطق العازلة والتي تعتبر نوعاً ما نتيجة جيدة لكيان العدو. ومن ناحية أخرى فإن حماس تسعى لحرب استنزاف طويلة لتربك القوات الصهيونية في غزة وتضعف إرادتها. كما أرادت حماس حصول حرب طويلة الأمد نظراً إلى أن الكيان الصهيوني لا يستطيع تحمل حرب استنزاف طويلة الأمد، وطبعا كونها توقعت أيضا أن تكون الضغوط الدولية أكثر من ذلك. ولم يتمكن الصهاينة من التقدم في الحرب، وكان تقدمهم أبطأ من المعتاد، كما أن نسبة خسارة الصهاينة كانت مرتفعة نسبياً. ومن الطبيعي أنه عندما تواجه قوة مکونة من مجموعات (حرب العصابات) قوة كلاسيكية، فإن خياراتها تصبح قليلة وعليها أن تستسلم لحرب الاستنزاف وهذا ماسعت حماس لتحقيقه. ونظراً لبطء وتيرة الجيش الصهيوني، تسعى حماس إلى استهداف القوات الصهيونية في شوارع وأزقة غزة. وكانت الاستراتيجية الاولى لحماس هي ضرب قوات المشاة ثم ضرب القوات المدرعة الصهيونية بقذائف آر بي جي وقذائف الهاون الخفيفة الأخرى واستخدام الأنفاق لضرب الجيش الصهيوني. وربما يكون هذا الاستخدام للأنفاق فريداً من نوعه في العالم بأسره. وكان سبب إطالة أمد الصراعات في أحد الأماكن في قطاع غزة، مثل منطقة الشجاعية، هو وجود قناصي المقاومة، ما أبطأ تقدم الصهاينة.
هل إطالة أمد الحرب سيكون لصالح المقاومة ويلحق الضرر بالصهاينة؟
علينا أن نأخذ بالحسبان أنه بالرغم من أن إطالة أمد الحرب سيكون في ضرر الكيان الصهيوني، إلا أنه سيصب في مصلحة نتنياهو شخصياً؛ لأنه، إضافة إلى الاستياء السابق الذي شكل احتجاجات السبت ضد نتنياهو، هناك أيضاً الاستياء الشعبي بعد عملية  7 أكتوبر (طوفان الأقصى)، ولا يسعه الوقت للبقاء في السلطة. وبمجرد أن تهدأ وطأة الحرب، سيتم تشكيل لجان تقصي حقائق للتحقيق مع مرتكبي جرائم 7 أكتوبر، وسيكون رئيس الوزراء أحد المسؤولين وإن لجان تقصي الحقائق هذه في الجيش والحكومة والبرلمان ستراقب أداءه بالتأكيد.
على غرار ما حدث بعد حرب تشرین التحریریة أو |حرب يوم الغفران| عام 1973، وتم تقديم القادة الرئيسيين للكيان الصهيوني في ذلك الوقت، وخاصة جولدامايير، للمحاكمة، واستمرت محاكمته لمدة عام تقريباً، وبالطبع في النهاية، تمت تبرئته بحجة أنهم أُخذوا على حين غرة، لكنه في عام 1974 غادر دائرة السلطة والسياسة بشكل دائم. وعلى مايبدو أنه بانتهاء هذه الحرب سيكون هناك مصير مشابه بانتظار نتنياهو. وتشير استبيانات الرأي في هذه الفترة إلى أن وضع نتنياهو في مأزق. ونذكر أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، تمكن حزب الليكود من الحصول على 32 مقعدا، وقد انخفض الآن إلى أقل من 20 مقعدا بحسب الاستبيانات، وهذا يعني أن ما يقرب من 40% من شعبية حزب الليكود قد فقدت وهذا الوضع ربما لم نشهده من قبل إلا في عامي 2002 و2005. وقبل عام 2005 كانت شعبية حزب الليكود تتخطى الـ23 مقعداً. وعلى مايبدو أنه علينا انتظار انتخابات مبكرة، وبحسب استبيان المؤسسة الديمقراطية الصهيونية، الذي نُشر قبل شهرين، سُئل المشاركون عن الانتخابات المبكرة في الكيان الصهيوني وكانت الإجابات مهمة. ووفقاً لهذا الاستبيان فقد لوحظ أن 75% من مواليّ التيار اليميني قالوا أنه يجب إقامة انتخابات مبكرة و 80% من مواليّ التيار المعتدل وأكثر من 80% من اليساريين يعتقدون أنه يجب إقامة انتخابات مبكرة، وأنه علينا أن نترقب حصول أزمة في المجتمع الصهيوني بعد الحرب، وإن موالي حزب الليكود سيعترضون على أداء نتنياهو بعد نهاية الحرب؛ ولذلك يعى نتنياهو لإطالة أمد الحرب ليتمكن من تغيير البيئة الحالية وخلق بيئة جديدة وإبعاد أذهان الناس عما جرى في 7 أكتوبر.
هل هذا ينطبق أيضاً على بن غفير وسموتريتش؟
هناك جماعات تسمى بالجماعات الدينية ويطلق عليهم الارثوذوكس أو المحافظين وهؤلاء يصرون على مبادئ خاصة ويطلبون من أحزابهم أن تتبع نفس المسير، مثلاً  كان أحد الأمور التي أكدوا عليها هو أنه لا ينبغي أن يكون هناك انقطاع في مجريات الحرب، وتسبب هذا التوقف أو الهدنة المؤقتة لمدة 7 أيام في استياء الحزب الصهيوني الديني بقيادة سموتريش، والآن بعد أن بادر بايدن باقتراح هدنة لمدة 6 أسابيع فإنهم أبدوا استياءهم مرة أخرى، وفي نفس الهدنة التي استمرت 7 أيام، قال سموتريش إنه إذا حدث ذلك، فسوف أترك الحكومة، وبعد ذلك وافق وادعى أنهم قاموا بارضائه. وبعد ذلك، تعرض حزب سموتريش لتراجع حاد خلال استبيانات الرأي، إلا أن موقف حزب بن غفير لم يتغير وحافظ على نفس المقاعد 7-8، إلا أن حزب سموتريتش وصل إلى نصاب 3.2 مقعد من أصل 6 مقاعد.
وفي الواقع، أظهر لنا هذا الاستبيان أن مواليّ هذين الحزبين ثابتون على آرائهم، وإذا حادت قيادات الحزب عن مواقفها السابقة، ستنخفض كمية أصواتهم بشكل كبير؛ لذلك سيسقط نتنياهو، وهذا لا ينطبق على اليمين المتطرف. لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة لحزب الليكود، وبينما يصوت المتدينون أيضاً لصالح حزب الليكود، فإنهم في الغالب مجموعة علمانية داخل الليكود. وفي عام 2023، عندما تم تنظيم احتجاجات يوم السبت ضد الإصلاحات القضائية، نأى جزء من العلمانيين بأنفسهم. وبعد عملية 7 أكتوبر ومفاجأة الكيان الصهيوني وعدم توقع هذا الهجوم، فقد حزب الليكود جزءاً كبيراً من مؤيديه. ولن تخسر الأحزاب الصهيونية الدينية الكثير وستحافظ على قاعدتها الانتخابية الشعبية. وسيصل بيني غانتس الذي فاز بــ 12 مقعدا في الانتخابات الماضية، إلى أكثر من 36 مقعدا
في الانتخابات الحالية.
على الرغم من اعلان الدول الأمريكية والاوروبية عدم وجود اي دليل يثبت تدخل إيران في عملية طوفان الاقصى فلماذا يصرّ الكيان الصهيوني دائما على هذه القضية؟
هنا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن سياسة حكومة بايدن هي تجنب الحرب وتجنب انتشار الحرب في المنطقة، والسبب في ذلك هو الموازنة البعيدة التي يطرحونها دائماً ويريدون التركيز على روسيا والصين. ولذلك فإن فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط ليس في مصلحة الولايات المتحدة، ومنذ أن تولى بايدن منصبه، اقترحوا سياسة تسمى سياسة تجميد التوترات في المنطقة. وقد فرضوا نفس السياسة على حلفائهم، وتشكل جزء من رغبة السعودية في التفاوض مع إيران بموجب هذه السياسة وبضغط من حكومة بايدن. لكن في الوقت نفسه، قام الصهاينة أيضاً خلال هذه الفترة بإجراءات وانتهاك هذه السياسة، مثل تحريك السفن الأمريكية نحو الشرق الأوسط لإيصال الرسالة إلى حزب الله اللبناني بأنهم ليسوا بعيدين عن الحرب وإذا هاجم حزب الله الكيان الصهيوني فسيواجه رد فعل حاد من أمريكا. وفي المواجهة والحرب الميدانية والمباشرة، لم يقحم الأميركيون أنفسهم ولم ينفذوا سوى هجمات محدودة في سوريا والعراق. لكن بشكل عام، يحاول الأميركيون مساعدة الإسرائيليين في معاقبة المشاركين بشكل ما في عملية طوفان الأقصى، ولهذا السبب نشهد تشديد العقوبات على المشاركين في عملية طوفان الأقصى واستخدام هذه القضية كوسيلة للضغط على إيران. لكن الأميركيين عموماً لا يريدون مواجهة وحرباً مباشرة مع إيران لأنهم فقدوا تركيزهم بسبب الحرب
في أوكرانيا وروسيا.
بعد مضي اكثر من 135 يوم على حرب غزة إلى أي حد يقع الكيان الصهيوني تحت ضغط الرأي العام الداخلي؟
سيكون هکذا بالتأكيد إذا كانت حماس جادة عند مفاوضات وقف إطلاق النار المؤقت، ولأن حماس أصرت على إنهاء الحرب، فهي لم توافق على وقف إطلاق النار المؤقت، وبالتالي لم يحدث ذلك خلافا لتوقعات الصهاينة، والآن الحديث عن الهجوم على رفح أصبح أكثر جدية. وفي الوقت الحالي، لا يُستبعد احتمال وقف مؤقت لإطلاق النار، خاصة خلال هذه الأيام القليلة التي تمارس فيها حكومة بايدن ضغوطاً كبيرة على إسرائيل وستبدأ مفاوضات جديدة في مصر، ومن ناحية أخرى سيغادر ديفيد بارنا، رئيس الموساد من إسرائيل، وويليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية من أمريكا إلى مصر خلال الأيام المقبلة لاكمال جولة من المفاوضات الجادة لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع قابلة للتمديد. ولهذا السبب يمكن القول إن جدية مثل هذه الاحتجاجات لا تقتصر على عائلات الأسرى الإسرائيليين فحسب، بل إن الكثير من الناس يأتون إلى هذه التجمعات لاظهار تعاطفهم ومشاركتهم. والآن لدينا مجموعتان من الاحتجاجات في الأراضي المحتلة، إحداهما احتجاج عائلات الأسرى الإسرائيليين والأخرى تطالب باستقالة نتنياهو والآن أصبح إطلاق سراح الأسرى أحد تحديات الحكومة الصهيونية.
ما هو تأثير محكمة العدل الدولية (لاهاي) على مسار الحرب على غزة حيث أنهّا تدين الكيان الصهيوني بالمجزرة والإبادة البشرية؟
إن قرارات المجلس الأعلى لمحكمة لاهاي ليست لديها ضمانات تنفيذية، ولكن من الناحية النظرية فإنها ملزمة وهذا يعني أنه إذا صدر حكم بحق شخص ما في أي مكان في العالم فإن محاكم ذلك البلد ملزمة بأن تعترف بشكل رسمي بأحكام المجلس الأعلى لمحكمة العدل الدولية في لاهاي وتنفذها. وبالطبع فإن آلية تنفيذ الأحكام غير محددة بالنسبة للمجلس وليست كمجلس الأمن، فعندما يصدر قرار وتعتبر دولة ما أنها تسبب خللاً للنظام والأمن الدوليين، يمكن لدولة ثالثة أن تشن هجوما عسكريا على تلك الدولة.  لكن بناء على هذا الحكم، يمكن لمختلف الدول أن تقلص علاقاتها مع الكيان وتخفض استثماراتها في الأراضي المحتلة، ومن المتوقع أن تتسارع هذه العملية في الأشهر المقبلة وتؤثر على سلوك الإسرائيليين. وإذا وقع الهجوم على رفح، فإن هذه القضية ستؤكد هذا الحكم ويمكن أن تؤدي إلى الحكم النهائي الذي يدين إسرائيل بالكامل بالإبادة الجماعية، وكان هذا أمراً جيداً بشكل عام. ورغم أنهم لم يصوتوا على وقف اطلاق النار وربطوها بالحكم النهائي، إلا أن ذلك كان أمرا جيدا، ومن الآن فصاعدا يمكن للدول التي اعترفت رسمياً بإسرائيل أن تزيد من الشكوى ضد إسرائيل وهذا يمكن أن يصبح إجراء جديدا ضد الكيان الصهيوني.
برأيكم هل بدأت الاغتيالات تستهدف تصفية قوى المقاومة خارج فلسطين المحتلة وما هي تداعيات هذه الاجراءات الاجرامية على الكيان؟
نعم ستستمر هذه العمليات ونحن نشهد حملة من العمليات الصهيونية السرية ضد أفراد وجماعات وأحزاب وحكومات شاركت بشكل أو بآخر في عملية طوفان الأقصى وإن هدف الصهاينة هو الانتقام، وقد رأينا مثل هذا الحدث بعد حرب الـ 33 يوماً عام 2006، حيث قاموا باغتيال الشهيد عماد مغنية في سورية في فبراير عام 2008. ويبدو أن هذا النوع من العمليات السرية، التي تشمل الاغتيالات وعمليات الخطف والتخريب والعمليات الإلكترونية، سوف تستمر. وسيتخذون هذه الإجراءات للانتقام في المنطقة وسيستهدفون جميع دول المنطقة بما في ذلك إيران.

البحث
الأرشيف التاريخي