باحثون إيرانيون يصممون ضمادة مطهرة بمستخلص الحناء

 

طور باحثون ضمادة مغلفة بألياف نانوية يمكن استخدامها لمكافحة العدوى وشفاء الجروح بشكل أسرع. حيث يعد الشاش القطني أحد أكثر ضمادات الجروح شيوعا. وهذا المنتج رخيص ومتوفر ومريح ومتوافق بيولوجيًا. ومع ذلك، فإن هذه الضمادات لا تشفي أو تقاوم العدوى. وفي هذا الصدد، قام مجموعة من الباحثين في جامعة كورنيل بتصميم ضمادة بالحناء باستخدام نوع من الصبغة الحمراء الموجودة في أوراق نبات الحنف، المغطاة بطبقة من الألياف النانوية. يمكن استخدام هذه الضمادة لمكافحة العدوى وشفاء الجروح بشكل أسرع.
وفي إطار هذا المشروع قام تامر أويار أحد الباحثين الذين يعملون في مجال وظائف الألياف، باستخدام هذه التكنولوجيا لتحسين المنسوجات الطبية وأنظمة توصيل الأدوية. وقد عملت مجموعة من الباحثين الإيرانيين؛ تضم كل من "محسن عاليشاهي وأويار ومحمود أبو الخير" على الصبغات الحمراء الموجودة في أوراق نبات الحناء. حيث قال محسن عاليشاهي، أحد الباحثين في مشروع النانو هذا: أن القطن وحده لا يمكنه تقليل المضاعفات المرتبطة بالعدوى.
وقال: تمتلك هذه الصبغات خصائص مضادة للبكتيريا وللالتهابات ويمكن أن تحسن أداء القطن. وقد تبين سابقاً أن مستخلص الحناء يساعد على التئام الجروح بشكل أسرع، ولكن هذا المحلول لا يمتصه الجسم بسهولة ويجب التغلب على هذا القيد. وبخسب الخبير الايراني استخدمت هذه المجموعة البحثية سيكلوديكسترين، وهي عائلة من السكريات القليلة الطبيعية. قاموا بربط صبغة الحناء الحمراء بالسيكلوديكسترين ثم استخدموا معدات العزل الكهربائي لإنتاج طبقة موحدة من الألياف النانوية من محلول صبغي أو سيكلوديكسترين وتطبيقه على القطن
غير المنسوج.
ووصل هؤلاء الباحثون الى أن الضمادات التجريبية أظهرت نشاطًا مضادًا للأكسدة أعلى بكثير وواعدًا وساعدت في الشفاء السريع للجرح. وكان السبب في ذلك هو الذوبان العالي لهذا الهيكل وارتفاع نسبة السطح إلى الحجم للألياف النانوية. كان للضماد التجريبي أداء جيد جدًا كمضاد للبكتيريا ضد الأنواع البكتيرية سالبة الجرام وإيجابية الجرام، وقتل بشكل فعال بكتيريا الإشريكية القولونية والبكتيريا العنقودية في التجارب. وتابع: إن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية الاصطناعية بتركيزات عالية أدى إلى ظهور أوبئة قاتلة وميكروبات مقاومة للأدوية. ولذلك فإن استخدام مضادات البكتيريا الطبيعية والقوية مثل مستخلص الحناء قد يكون بديلاً لمضادات البكتيريا الاصطناعية.

البحث
الأرشيف التاريخي