معركة رفح.. ما الذي ينتظر العدو؟
د. زكريا حمودان
کاتب ومحلل سیاسی
إنشغلت الأوساط الدولية في معركة رفح وأبعادها العسكرية والإنسانيّة والسياسية بعدما اتضح أن أزمة حكومة بنيامين نتنياهو باتت أكبر بكثير من تحقيق إنجاز سياسي وتحولت إلى أزمات قد تضرب المنطقة أو تضرب نتنياهو بحد ذاته!
الأزمة الأميركية في رفح
خلال لقاء وزير الخارجية الإيراني الدكتور حسين أمير عبداللهيان مع الصحفيين والإعلاميين، في ختام زيارته إلى لبنان، كان واضحًا ما كشفه عن الازدواجية في التعاطي لدى الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم الكيان الصهيوني بشكل كبير لكنّها في الوقت عينه تسعى إلى معرفة خطة الطريق المجهولة لدى نتنياهو، والتي سببها الرئيسي صمود المقاومة وعدم قدرة نتنياهو على تحقيق إنجاز عسكري يُذكر.
المقاومة جاهزة في رفح
لا يمكن لأحد أن يُنكر أن جيش العدوّ الصهيوني لم يستطع أن يحقق أي إنجاز عسكري في قطاع غزّة، فبعد قتله للمدنيين وجد نفسه أيضًا يُستنزف وعاجز عن القتال في وقتٍ تصطاد الفصائل الفلسطينية آلياته من دون توقف، والتي من المؤكد أن عددها تخطّى الألف آلية خارجة عن الخدمة بين تدمير كلي أو جزئي. أما في رفح؛ فالمسألة قد تكون مختلفة لأن الحسابات في الجنوب الغزاوي ربما ستكون أشد بطشًا من حسابات الشمال بالرغم من أهمية ما قدمته معارك الشمال في مواجهة آلة الفتل الصهيونية. في هذا الإطار يشير مصدر سياسي فلسطيني واسع الاطلاع إلى أن المعركة في رفح ستكون كسابقاتها على مستوى الردع وضرب جيش الاحتلال، ولكن يؤكد المصدر أنه ما يزال لدى المقاومة ما تقدمه في رفح من مفاجآت غير مسبوقة عسكريًا، ويبيّن أن الأزمة الإنسانيّة التي سببها العدوان الإسرائيلي على غزّة هي مسؤولية دولية جامعة ووقف عمليات قتل المدنيين وأهمية إدانة "إسرائيل" باتت مسؤولية دولية. واليوم؛ ينظر العالم بعين واحدة إلى غزّة وتغيب عنه مجازر العدو، في وقتٍ باتت المنطقة تغلي بسبب تلك المجازر وبات الانفجار الأكبر في منطقة غرب آسيا غير مستبعد، فهل ستفجر معركة رفح المنطقة؟ أم إنَّ الكلام عن التخلص من نتنياهو هو الذي سيسبق الانفجار الأكبر؟