مذكرة تفاهم إيرانية-روسية لشراء الحبوب وتسهيل صادرات الألبان
الوفاق/ وكالات
بحضور وكيل وزارة الزراعة الإيرانية، أبرمت مذكرة تعاون طويل الأمد لشراء الحبوب من روسيا أثناء زيارته لموسكو، وحضر مراسم توقيع المذكرة مساعد وزير الزراعة الروسي وشركات كبرى في تأمين الحبوب.
وبحث الجانبان أيضاً حل المشاكل والقضايا اللوجستية والتشارك بتقنية إنتاج أعلاف المواشي والطيور بهدف تقليل الاعتماد على الأعلاف التقليدية وايجاد التنوع من حيث منشأ السلع الأساسية.
وترأس علي رضا بيمان باك وفداً من مسؤولين حكوميين ورجال أعمال الى موسكو لبحث العلاقات التجارية مع روسيا بمجال الزراعة والصناعات الغذائية، حيث حضر الاجتماع ممثلون عن أكثر من 20 شركة قابضة ايرانية لصناعة الأغذية بجانب إتحادات زراعية وصناعية غذائية ومراكز مبيعات التجزئة في روسيا. كما تم إبرام إتفاقية بين منظمة البيطرة الإيرانية والإدارة الفيدرالية لمراقبة المواشي والنباتات الروسية، تسهل بموجبها صادرات الألبان والثروة السمكية الإيرانية الى روسيا.
وتنص الإتفاقية على استقرار فرق تفتيش وحجر صحي بالنقاط الحدودية والحد من المشاكل البيطرية في عملية تصدير المنتجات اللبنية والسمكية الإيرانية.
نمو صادرات المنتجات الزراعية
إلى ذلك، أعلن رئيس الهيئة الإتحادية لمراقبة صحة الحيوان والنبات في روسيا أن واردات بعض المواد الزراعية مثل البرتقال والخس والفلفل من إيران زادت بنسبة 500% في عام 2023 مقارنة بالعام السابق له.
جاء ذلك في تصریح أدلى به سيرغي دانكورت في اجتماع عقد في موسكو مع وكيل وزارة الزراعة الإيرانية وسفير إيران لدى روسيا ورئيس المنظمة البيطرية الإيرانية.
وفي هذا اللقاء، هنأ رئيس الهيئة الفيدرالية لمراقبة صحة الحيوان والنبات في روسيا الحكومة والشعب الإيراني بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، ودعا إلى تنمية التجارة بين البلدين في مجال المنتجات الزراعية.
وفي إشارة إلى نمو صادرات إيران الزراعية إلى روسيا، قال دانكورت: لقد حلت المنتجات الإيرانية محل البضائع التي كانت تستوردها من أوروبا من قبل، مما يدل على الجودة العالية للمنتجات الإيرانية. واعتبر هذا المسؤول الروسي تطوير التعاون في مجال الزراعة بأنه يعود بالنفع على شعبي البلدين.
توسيع التعاون الاقتصادي
من جانبه، أوضح وكيل وزارة الزراعة الإيرانية، في هذا اللقاء، أن كبار المسؤولين في البلدين، ومن بينهم الرئيسان، يؤكدون على توسيع التعاون، خاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري، لذلك على الجانبين بذل الجهود لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف علي رضا بيمان باك: إن توقيع إتفاقية التجارة الحرة بين إيران والدول الأعضاء في الاتحاد الأوراسي يعد خطوة كبيرة في مجال تطوير التجارة، وخاصة تجارة المنتجات الزراعية، وطلب من الجانب الروسي إزالة العوائق أمام دخول البضائع الإيرانية إلى السوق الروسية.
بدوره، أشار رئيس الهيئة البيطرية الإيرانية إلى المشكلات التي نشأت بالنسبة لبعض مصدري منتجات الألبان الإيرانيين، واقترح أن تقوم إيران وروسيا بإنشاء مختبرات مشتركة في المناطق الحرة الإيرانية لمراقبة صحة منتجات التصدير الإيرانية داخل البلاد.
وسافر وكيل وزارة الزراعة الإيرانية إلى روسيا على رأس وفد يتكون من رئيس الهيئة البيطرية ونائب هيئة وقاية النباتات والمدراء التنفيذيين لعدد من الشركات الكبرى في صناعة المواد الغذائية في إيران.
استخدام العملات الوطنية
في سياق آخر وخلال مراسم أقيمت في موسكو إحياء للذكرى الـ45 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، صرح نائب رئيس الوزراء الروسي: إن روسيا وإيران تستخدمان عملتیهما الوطنيتین وأنظمتهما المصرفية بصورة شبه كاملة في التجارة الثنائية والمشتركة.
وأضاف ألكسندر نوفاك: لقد تحولنا بصورة شبه كاملة إلى استخدام عملاتنا الوطنية وبنوكنا الوطنية. وأوضح: أن هناك تعاوناً كبيراً بين روسيا وإيران. وأضاف: نحن نعمل بشكل ثنائي ومتعدد الأطراف، وقد انضم أصدقاؤنا الإيرانيون إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.. هناك أيضاً إمكانيات كبيرة لتطوير التعاون مع روسيا وجميع الدول الأعضاء في هذه المنظمة.
وفي جانب آخر من تصريحه، قال نوفاك: إن روسيا تتوقع أن تؤدي إتفاقية منطقة التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران، التي تم توقيعها في ديسمبر الماضي، إلى زيادة كبيرة في حجم التجارة بين البلدين. وأشار إلى أن الاجتماع الـ17 للجنة الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا وإيران، والذي سيعقد قريباً في طهران، سيعطي المزيد من الزخم للتعاون.
إتفاقية التجارة الحرة خطوة واسعة
إلى ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي: إن إتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوراسي والجمهورية الإسلامية الإيرانية خطوة واسعة تخلق فرصاً كبيرة للطرفين لزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز التعاون.
وأضاف ألكسندر بانكين، في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية الرسمية، في إشارة إلى تطورات عام 2023: عند مراجعة تطورات هذا العام، من المستحيل تجاهل أهمية إتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوراسي وإيران، والتي تم التوقيع عليها في ديسمبر/ كانون الأول في سانت بطرسبرغ العام الماضي. وأضاف: إن هذه الإتفاقية توفر فرصاً كبيرة لبلدينا لزيادة حجم التجارة المتبادلة وتعزيز التعاون.
وقال بانكين: إن هذا الإتفاق يوفر شروطاً جديدة وأكثر ملاءمة لدخول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي إلى السوق الإيرانية، وفي المقابل ستكون البضائع الإيرانية، بما في ذلك المواد الغذائية، متاحة لشعوب هذا الاتحاد.
دخول إتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ
وكان رئيس وزراء روسيا قد أكد، في وقت سابق، أنه يتعين على الدول الأوراسية الإنتهاء من الإجراءات اللازمة لدخول إتفاقية التجارة الحرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن.
وصرح ميخائيل ميشوستين، في اجتماع المجلس الحكومي الأوراسي، في مدينة ألماتي بكازاخستان: في العام الماضي، تم توقيع إتفاقية التجارة الحرة مع إيران، وتنفيذها سيفتح فرصاً واسعة لشركاتنا لتزويد سوق هذا البلد.. يجب أن يتم التصديق على هذه الوثيقة بسرعة.
ووفقاً له، فان هذا الأمر له أهمية خاصة في سياق إعادة توجيه تدفقات التجارة الأوراسية نحو الأسواق الواعدة والمتفوقة والدول الصديقة.
وتم التوقيع على إتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي في 25 ديسمبر 2023 في اجتماع حضره مسؤولون من 6 دول أطراف في الإتفاقية في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.
ومع إبرام هذه الإتفاقية، سيتم تنفيذ نحو 87 بالمئة من صادرات السلع الإيرانية إلى روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا كأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي دون رسوم جمركية؛ وفي المقابل، فان صادرات هذه الدول إلى ايران ستتمتع بهذه الميزة أيضاً.
يذكر أن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU) هو اتحاد اقتصادي حكومي دولي يتكون من بيلاروسيا وكازاخستان وروسيا وقيرغيزستان وأرمينيا، والأعضاء المراقبون في هذا الاتحاد هي أوزبكستان ومولدوفا وكوبا.
وتم التوقيع على مسودة الإتفاقية بين إيران وأوراسيا بشأن تعريفات التصدير التفضيلية في 5 يوليو 2017 في يريفان. وفي عام 2018، تم إبرام اتفاقية مؤقتة (لمدة ثلاث سنوات) بشأن مشاركة هذا البلد مع أوراسيا، واعتباراً من النصف الثاني من عام 2021، تجري المفاوضات لإبرام اتفاق كامل بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.