مقابلة مع المهندس عبدالرضا يعقوب زاده مصدّر شاشات مراقبة العلامات الحيوية «سعادت» إلى 50 بلداً

العلامات الحيوية للشعب

أجرى الحوار:
بجمان عرب
الوفاق/خاص -  فقلت إننا في موقف يضع فيه طاقم العلاج أرواحهم على أكفهم ومن غير المعلوم على الإطلاق ما إذا كنا سنكون أحياء أم أموات في العام المقبل، فهذا ليس الوقت المناسب للقيام بأعمال تجارية وتحقيق الارباح. فنحن نساعد بقدر ما نستطيع وقد كانت حالة استثنائية.
وقد كانت المخاطرة كبيرة أيضاً.فإذا تعطلت الاجهزة، أو ارتكبنا خطأً ما، فكان علينا إعداد خط الإنتاج خلال فترة زمنية قصيرة. وقد قمنا برفع الانتاج من 100 جهاز في العام إلى 3000 جهاز، أي 30 ضعفاً وهذا قد حتم علينا اضافة العديد من البارمترات الجديدة، وأيضاً قمنا بخفض الأسعار. فإن لم ننجح، فسيذهب الجميع وسيتعين علي أن أدفع ثمن الهدر والضرر بنفسي. وإن جهاز التنفس الاصطناعي الذي صنعه نائب المستشار الطبي التركي، والذي كان حكومياً حديثاً، بيع لبلده بمبلغ 15000 يورو. وقد قمنا بتصدير إجمالي 300 جهاز تنفس. ولأنهم كانوا بحاجة له في الداخل، لم يسمحوا لنا بالتصدير. فقمنا أيضاً بتصدير تلك الأجزاء الـ 300 وأنتجناها هناك في خطوط الإنتاج الموجودة لدينا في تركيا والسويد.
لمن نشتكي إذا كان صديقنا هو عدونا؟
إن الظروف في بلدنا كانت غير طبيعية، لأن أعداء ايران كثيرون. فإنهم يحاولون إخفاء ماهو موجود وعكس صورة مزيفة وسيئة عن إيران، ومن ناحية أخرى فالاعلام عندنا في الحقيقة لايستطيع الوقوف بوجه ذلك التزييف وأن يعكس الصورة الواقعية، إنما يلجأ إلى المبالغة وهذا مايسبب أحياناً فقدان ثقة العامة. يجب إظهار ما نحن عليه حقاً وهذا كافٍ لخلق الأمل والحافز. وللأسف لم يتم تسليط الضوء على الشركات الموجودة بشكل جيد ولم يتم التعلم منها بحيث يمكن للآخرين الاستفادة من تجاربها. وإذا عدنا في الزمن إلى ما قبل 20-30 عاماً، فلم تكن هناك سلسلة صناعية في بلدنا وكنا نعاني من مشاكل كبيرة جداً، لكن الآن، والحمد لله، فالسلسلة الصناعية والخبرة والمعايير والمعرفة التقنية كلها موجودة. وفي مجال المعدات الطبية أيضاً، تنخفض حاجتنا للاستيراد عام بعد عام، على الرغم من وجود الشركات الجديدة التي تصنع منتجات جديدة في العالم. وإن أعظم الإمكانات التي لدينا هي مواهب واستعداد الشباب. وليس النفط والغاز، وتعدين الذهب، والطاقة الشمسية، هي جميع المزايا المناخية لدينا، والتي تحتاج فقط إلى استخراجها وبيعها، فإذا لم تكن هناك موهبة وذكاء لدى الشباب، فلا يمكن استخدام هذه المواهب الطبيعية. وبالنهاية لدينا أيضاً مهندسون قادرون على تصميم منتجات يمكنها منافسة منتجات الغرب.
يجب أن نقدر ذلك ونجعل أجواء البلاد أكثر صناعية حتى يتم إنشاء شركات كبيرة تضاهي شركة بويندكان وتكون أكبر منها بكثير، وأتمنى أن يتحقق ذلك. لقد كان من الممكن أن تكون شركة بويندكان نفسها أكبر من ذلك بكثير. ماذا يحدث عندما تذهب شركة حكومية وتتواصل مع الصينيين، وتحضر جهازاً صينياً وتبيعه في إيران تحت اسم الإنتاج المحلي؟ وإن من يجب أن يحارب العدو ليدعمنا فإنه يحاربنا ويدعم العدو. فما السبب في ذلك؟ هناك أسباب كثيرة وفي بعض الأحيان يتعين علينا العودة في الزمن إلى ما قبل 150 عاماً، والعثور على جذور أسبابها هناك.
إن اختلافنا مع الغرب لیس منذ 40 عاماً خلت؛ وهذا التصور خاطئ، وكذلك من يعتقد أننا إن لم نكن على خلاف مع العالم فستكون أمورنا أسهل وكل مشاكلنا ستحل وسيقدمون لنا كل مانحتاجه وسنكون الآن أكثر تطوراً، فهذا أيضا اعتقاد خاطئ. اقرأوا عن تجارب كوريا واليابان، فما البلد الذي قدم لهم التقنيات؟
یتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي