مقابلة مع المهندس عبدالرضا يعقوب زاده مصدّر شاشات مراقبة العلامات الحيوية «سعادت» إلى 50 بلداً
العلامات الحيوية للشعب
أجرى الحوار:
بجمان عرب
الوفاق/خاص - وإذا اخترنا صناعة الجهاز بأقل جودة فسوف يتوجب عليه أن ينقذ 5 أشخاص من أصل 10، أما جهاز التنفس الاصطناعي فقد كان أصعب من ذلك بكثير؛ فالمريض الذي على قيد الحياة والذي يتم إعادته من وحدة العناية المركزة يكون في غيبوبة أو في حالة تخدير عميق، فيجب توصيل جهاز التنفس الاصطناعي به وهي مهمة حساسة جداً. وإذا أخطأت الشاشة وأظهرت قراءة خاطئة، فإنه من الممكن استخدام شاشة أخرى لاختبارها. لكن المريض لديه حلق واحد فقط، ويجب أن يدخل جهاز التنفس الاصطناعي إلى حلقه، وإذا حدث خطأ سيتم فقدان المريض.وقد قمنا بمخاطرة كبيرة وكانت مشيئة الله أن نسير في هذا الاتجاه. وفي 1995-1996، كان جهاز التنفس الاصطناعي الخاص بنا جاهزاً.
لكن الإدارة العامة لوزارة الصحة لم تمنحنا الرخصة. فقلت علينا أن نحصل على شهادة CE الأوروبية ونسير بنفس الطريقة مرة أخرى. وحصلنا على CE، ولكنهم أيضاً لم يعطونا الرخصة. وقد استغرق الأمر ستة أشهر حتى تمكنا من الحصول على الرخصة، فقد عانينا كثيراً حتى تمكنا أخيراً وبعد عناء طويل من أخذ الرخصة عام 2018. فقمت بأخذ عشرة اجهزة من الانتاج وطلبت أن يتم تركيبها في مستشفيات مختلفة للتجربة. وبالرغم من أن لدينا رخصة ولكن كان يبقى أحد منا لمراقبة كل جهاز بعد تركيبه لأن الأمر متعلق بحياة وأرواح الناس وهذا الأمر يهمنا كثيراً. حيث كانوا يفصلون جهاز التنفس الاصطناعي القديم عن المريض ويصلون جهازنا، وكنا نضبط تعديلاته ونبقى لمراقبته لنرى كيف يعمل. وقد كنا حريصين جداً على ألا يحدث أمر سئ. وفي فترة ما قبل كورونا كنت أفكر في أننا قد قمنا بعمل خطير وجرئ للغاية، وقد لمسنا حساسيته بعد الترتيب والتثبيت الدقيق، وفي فترة انتشار كورونا كنت أذهب للمشافي وأراقب عمل الجهاز بنفسي. وحتى عام 2019 كنا قد قمنا ببيع 100 جهاز وتركيب 50 واحداً بمنتهى الحذر والدقة. وفي هذه الفترة كنا نشارك في المناقصات ولكن كانوا يرفضونا لأننا لانملك عدداً كبيراً من الاجهزة المركبة ولم يشتروا منا على الرغم من أننا امتلكنا تلك الخبرة في إنتاج الشاشات وقمنا ببيع 50 ألف وحدة بحلول ذلك الوقت.
في أواخر عام 2019 قمنا بالمشاركة بأول مناقصة وربحناها، وأردنا توقيع عقد 100 جهاز فقالوا أن 100 جهاز عدد قليل للغاية وأن علينا احضار 1000 جهاز او أكثر. ففكرنا وقتها بتوسيع الانتاج وزيادة قدرة خط الانتاج وقمنا بشراء قطع تكفي لصنع 300 جهاز، ولكن 1000 جهاز كان عدد كبير و طلبوا أيضاً 1000 شاشة فأعطيناهم أياها لكن أجهزة التنفس الاصطناعي فموضوعها مختلف.
وفي النهاية قدم لنا الدكتور ستاري الدعم ووقعنا العقد، فقالوا عليكم ان تسلمونا الاجهزة بعد شهر واحد. ولكنني طلبت مهلة أكبر فلم يوافقوا وذهبوا للشراء من مكان آخر فلم يقم أحد بالبيع لهم. فقد كان سعر هذا الجهاز 20 – 25 ألف يورو قبل كورونا، ونحن كنا نبيعها بالريال بما يعادل 7 آالاف يورو. وكان سعرنا قبل كورونا 10 آلاف يورو قمنا بتخفيضها بمقدار 30 بالمئة في زمن كورونا. وكان هذا المنتج الوحيد الذي انخفض سعره في زمن كورونا بالرغم من أنه المنتج الاكثر استراتيجية فالجميع أرادوا صنعه ولكن القطع كانت باهظة الثمن ولكننا كنا نبيعها بأسعار منخفضة لأنها قضية حياتية ولم نرغب باللعب بأرواح الناس.
قال لي بعض أصدقائي أنه بإمكانك أن تبيعها بسعر 20 ألف يورو بسهولة والجميع سيكون ممتن لك لأنك لم ترفع السعر سوى ضعفين، فالكمامات مثلاً ارتفعت أسعارها 10 أضعاف والجميع مضطر لشرائها.
یتبع...