الأمين العام لحركة النجباء في حوار خاص:
المقاومة كسرت جبروت وغرور امريكا
أشار الشيخ أكرم الكعبي إلى أن المعاون العسكري لحركة النجباء كان له دور كبير في توجيه ضربات قاسية للإحتلال، وشرح ذكرى عن آخر لقاء مع الشهيد أبي تقوى.
وأفاد الموقع الإعلامي لمكتب حركة النجباء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الأمين العام للحركة في حوار مع صحيفة ايران نشرتها المخصصة لشهداء المقاومة، كشف عن استراتيجية المقاومة في اتخاذ دورها المؤثر في قضية فلسطين، مؤكدا أن الثأر للشهداء مرهون بإبقاء جذوة المقاومة مستعرة.
وشرح الشيخ اكرم الكعبي خطط فصائل المقاومة لمواجهة المشاريع الأمريكية الإستعمارية وتطرق في حديثه إلى الأبعاد الشخصية والجهادية للشهيد أبي تقوى الذي استشهد مؤخرا في قصف جوي أمريكي. ولكم فيما يلي نص الحوار:
ما هي ثمرات المقاومة ودماء الشهداء وما هو الدور الذي ستلعبه في تحرير القدس؟
إن المقاومة حققت الكثير من الثمرات أهمها أنها كسرت جبروت وغرور امريكا وهيمنتها على العراق وافشلت الكثير من مشاريعها الخبيثة لتخريب البلد ومنها استهداف ثقافته وسيادته وحققت المقاومة حالة من الوعي لدى المجتمع العراقي أمام التضليل الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال لاخفاء جرائمه وتبريرها، وكذلك فإن الدماء الطاهرة التي اريقت بالقصف الغادر الامريكي كان لها دور محوري في توعية الشعب وبث روح الثورة والحماسة فيه وتثبيت المجاهدين على قضيتهم المقدسة واصرارهم على المضي على طريق الشهداء وتحقيق اهدافهم التي ضحوا من اجلها. ثم إن هذه التضحيات العظام وهذه الاهداف الكبيرة التي تسير المقاومة لتحقيقها قد جعلت من القدس رمزا عقائديا لمقاومتها ومسيرتها وهدفا لاستعادته للمسلمين من المحتلين الغاصبين ولن يتوقفوا حتى يحققوا ما وعد به قائدنا المفدى الامام السيد علي الخامنئي بتحرير القدس والصلاة فيها واعلاء كلمة الحق.
البعض يقول أنه يجب الثأر لدماء الشهداء الذين ارتقوا مؤخرا؟ ما هو اقتراحكم الاستراتيجي والتكتيكي وكيف سيتم هذا الانتقام وماهو مستواه؟
ان بقاء جذوة المقاومة مستعرة على العدو المتكبر تستنزفه كل يوم وتكسر مشاريعه الشيطانية وقيام أبطال المقاومة بقتل مرتزقته وجنوده وتدمير امكانياته وتقويض سلطته ونفوذه واستمرار السير باتجاه اعلاء الحق ودحض الباطل والثبات على هذا المسير -رغم ارجاف المرجفين واتهام الجهال والمطبعين ومحاولة تشويه اهداف المقاومة من قبل المنظومة الإعلامية للمحتلين- هو الثأر الحقيقي لدماء الشهداء الذي نتمسك به ولا نحيد عنه ابدا.
لماذا يسعى العدو إلى قمع المقاومة في العراق؟
العدو جاء الى العراق لسرقة ثرواته وخيراته وجعله كموقع عسكري في قلب المنطقة لحماية كيانه الهجين "اسرائيل" والدفع بقواته لجبهة استعمارية متقدمة ترهب المنطقة وتذل بعض الحكام واجبارهم على دفع الإتاوات والجزية لامريكا.
اما المقاومة فهي العصا التي توقف عجلة استعمارهم وهي السيف القاطع لمشاريعهم التخريبية، فلن يهدأ لهم بال ولن تسير مشاريعهم كما يريدون مع وجود المقاومة لذلك نجدهم يُسخّرون امكانيات كبيرة على مستوى الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني وتجنيد العملاء لاستهداف المقاومة معنويا وكذلك استخدموا ماكنتهم الاجرامية العسكرية لاستهداف المقاومة جسديا ومحاولة تدمير قدراتها وامكانياتها، لكن المقاومة لم تغفل عن كل ذلك فاتخذت اسلوب ومهارة متطورة لموازنة الردع وصد الهجمات الثقافية والإعلامية والعسكرية.
ما هي الصفة البارزة التي تميز بها الشهيد أبو تقوى في ميدان المعركة والجهاد؟
الشهيد القائد المجاهد (ابو تقوى) كان المعاون العسكري في حركة النجباء وكان يمتلك الكثير من المؤهلات والخبرات فهو على المستوى العلمي حاصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية وعلى المستوى الايماني كان انموذجا للمجاهد الذي يقتدى به وعلى المستوى العسكري خضع للكثير من الدورات العسكرية
والاستراتيجية.
وكان من اوئل المجاهدين الذين تصدوا للاحتلال الامريكي منذ دخوله للعراق فاوجعه بالعبوات والصواريخ حتى اخراجهم في احتلال العراق الاول اذلاء منكسرين ثم كان امرا للواء الثاني عشر في الحشد الشعبي وخاض الكثير من المعارك ضد صنيعة امريكا داعش وكان يتقدم جنوده ويخوض معاركه من غير تعب او ملل ثم اصبح معاونا لقائد عمليات بغداد ومعاونا عسكريا للحركة في الوقت نفسه وكان له دور محوري في عمليات اسناد طوفان الاقصى وختمها بحسن العاقبة والشهادة على يد ارذل خلق الله وشرارهم.
ما هو سبب اغتيال أبي تقوى على يد الأمريكان؟ وماهي عواقب هذه الجريمة؟
الامريكان يعرفون من هو ابا تقوى جيدا كانوا يعتبرونه كابوسهم الذي لا بد ان يتخلصوا منه فقد اوجعهم بضربات المقاومة الاسلامية فشكلوا لجانا وقواتا لمتابعته واستهدافه، ولكونه ابن الميدان الذي لا تخيفه هذه الأخبار لم يرض أن يتوقف في عمله بل استمر رغم أن سماء العراق تكاد تحجبه مسيرات العدو التي تبحث عن المجاهدين فاغتالته طائرة الغدر الامريكي في اليوم التالي لذكرى استشهاد قادة النصر وبنفس طريقة اغتيالهم وسط بغداد و بمقر الحشد الشعبي والذي هو مقر حكومي مجاور لوزارة الداخلية منتهكة السيادة والقيم وكل الاعراف وادبيات المعركة، لذلك فإن دمه صار بركانا للمجاهدين وفي يوم استشهاده ولد الف ابا تقوى ليكونوا كوابيس لا تنكسر ولا تنتهي للاحتلال، بل إن دم الشهيد ابي تقوى اوجد في العراق استياء شعبي كبير واستنكار نخبوي واضح جعل الجميع يدعون لانهاء الاحتلال كما طالبوا القوى السياسية والحكومة العراقية أن يسيروا بهذا الاتجاه ويعملوا لاصدار قرار ينهي وجود الاحتلال في أرض العراق.
لو أمكن اشرحوا لنا ذكرى عن الشهيد أبي تقوى؟
حقيقة إن اخر لقاء لي مع الشهيد أبي تقوى كان بيومين قبل استشهاده حيث صار هذا اللقاء في ذهني كشريط فيديو يحجب عني ما قبله، كلما يُذكر اسمه تُعرض كل تفاصيل ذلك اللقاء بحديثه وابتسامته وجلسته وحماسه وثباته واصراره لمواجهة العدو الامريكي وخشوعه عندما كان بداية حديثنا عن تفسير آية مباركة من القرآن الكريم وكيف ان الله يأمر المؤمنين بالتسليم والانقياد التام والطاعة له. ثم تحدثنا عن الشهداء الخمسة الذين رحلوا قبله بأيام بالقصف الامريكي في كركوك وشجاعتهم واخلاصهم ومنزلة الشهيد فكان يصغي بحواسه ويتفاعل بايمانه وعقيدته ويطرح اسئلته وخططه ومقترحاته لمواجهة الأعداء، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
ما هي نصيحتكم لشعوب المنطقة وخاصة جيل شباب محور المقاومة في عصر ظهور الإمام المهدي (عج)؟
إن كان المقصود من السؤال ماذا يجب أن يفعلوا في عصر ظهور الإمام فإنني أقل من تقديم النصح حول عصر تشع أنوار بركات الإمام على آفاق الأرض والأكوان فتحرق الأصنام والطغاة. وإن كان المقصود من السؤال أنه كيف يمكن التمهيد للظهور، فأنصح نفسي وأنصحهم بالإلتزام بعبادة الإنتظار وعدم اغفالها أبدا، فهي أفضل العبادات كما جاء في الروايات. عبادة الإنتظار هي الجهاد الاكبر فلا تتحقق هذه العبادة إلا بتهذيب النفس وتهيئتها بسلاح الوعي ورفع خبرتها وقدرتها لتكون في خدمة إمام زمانها المفترض الطاعة، وفي عصر الغيبة الإمتثال والطاعة الكاملة لنائبه وقائد التمهيد لظهوره المقدس ولي امر المسلمين الامام السيد علي الخامنئي دام ظله.