الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة واثنان وأربعون - ٠٣ فبراير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة واثنان وأربعون - ٠٣ فبراير ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

خبير في شؤون غرب آسيا لـ«الوفاق»:

الأجواء السياسية والإعلامية والدولية انقلبت بالكامل ضد الكيان الصهيوني

حميد مهدوي راد
بعد مضي حوالي أربعة أشهر على الحرب الاجرامية التي يشنها الكيان الصهيوني على العزّل من أبناء غزة، لم یتوقف العدو الصهيوني عن وضع الملح على جراح الشعب المظلوم في غزة، مدعوماً سياسياً ولوجستياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. هذا وأن العدو الصهيوني وبعد مضي الأربعة أشهر على بدء عملية طوفان الأقصى لم يتمكن من تحقيق أي من أهدافه المزعومة والمتمثلة في القضاء على حركة حماس وكذلك تحرير الأسرى الصهاينة الذين تم أسرهم خلال الحرب الأخيرة. ومن ناحية أخرى فقد نفذت القوات المسلحة اليمنية في هذه المدة عمليات عسكرية ضد السفن التابعة للكيان الصهيوني بكل بسالة وشجاعة دفاعاً ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم. وكذلك استطاع حزب الله الذي بدأ عملياته منذ البداية في الجبهة الشمالية، من إرباك الفرق التابعة لجيش الكيان الصهيوني لتخفيف الضغط عن قطاع غزة. وللبحث أكثر في هذا الموضوع أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع سيد رضا صدرالحسینی الخبير في شؤون غرب آسيا، وفيما يلي نص الحوار:


برأيكم كم من الأهداف المعلنة مسبقاً استطاع العدو الصهيوني تحقيقها حتى الآن؟
عندما نتحدث عن الأهداف فلابد لنا أن نتحدث عن الأهداف التي حققتها المقاومة والأهداف التي ادعى الكيان الصهيوني تحقيقها، وعلينا الأخذ بعين الاعتبار أن الهدف الرئيسي للمقاومة من هذه العملية هو الحفاظ على القضية الفلسطينية والعلم الفلسطيني حيين في العالم الاسلامي. وقد تمكنت من تنفيذ هذه العملية والسبب هو زيادة الكراهية لدى شعوب العالم في أكثر من 4700 مكان في 92 دولة في قارات العالم الخمس الذين خرجوا إلى الشوارع لدعم القضية الفلسطينية وشعب غزة الأعزل والتعبير عن كراهيتهم للكيان الصهيوني وتعرضوا للضرب من قبل شرطة تلك الدول أو طردوا من مناصبهم الإدارية أو الأكاديمية، ويمكن اعتبار هذه القضية هي أهم سبب للمقاومة التي سعت لتحقيقه. وبعد 30 عاماً فقد قامت المقاومة في الحقيقة بعمل استطاعت من خلاله ضمان حياة الفلسطينيين حتى قرن آخر. وقدمت بالطبع ثمناً باهظاً في سبيل ذلك، وكانت مقاومة شعب غزة الأعزل دليلاً على اكتمال جاهزيته المعنوية والروحية والبدنية. علماً أن أهل غزة اليوم يقاومون في أسوأ الظروف المعيشية، إلا أنهم لم يتراجعوا عن أهدافهم ومقاومتهم الفلسطينية. وفيما يخص الأهداف المعلنة للكيان الصهيوني والتي يمكن تلخيصها بالقضاء على القوات المؤثرة للمقاومة وخصوصاً حماس، واعتقال قادة من حماس الكبار، والاستيلاء على الأنفاق، وتحرير أسراهم، فلم يتمكن العدو الصهيوني خلال مايقارب أربعة أشهر من تحقيق أي من هذه الاهداف أو حتى جزء منها ولذلك لايوفر جهداً في استمرار الحرب على هذا النحو مدعوماً من الناتو وأمريكا على وجه الخصوص.  ومن خلال بحث بسيط يمكن القول أن الأجواء السياسية والإعلامية والدولية انقلبت بالكامل ضد الكيان الصهيوني؛ ومن خلال النظر إلى الوضع العام للمقاومة، بالرغم من كل الإجراءات التي قام بها الكيان الصهيوني، فهي في أفضل وضع يسمح لها برفض أو قبول العروض والاقتراحات المختلفة، وهذا يبرهن تفوق المقاومة على الكيان الصهيوني.
نظراً لما أشرتم إليه، فكيف ترون مصير غزة والمقاومة بعد إعلان رسمي لإنتهاء الحرب؟
للتحدث بهذا الخصوص علينا الرجوع بالزمن إلى ماقبل عملية طوفان الاقصى، ولايجب علينا أن ننسى أنه وحتى السنين القليلة الماضية، كانت غزة نوعاً ما تحت تصرف الكيان الصهيوني وتم تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية. وقد اختار الشعب الفلسطيني في غزة -بدعمهم الكامل للمقاومة- حماس، لتكون هي الحكومة الرئيسة لغزة.
وبعد انتهاء الحرب أيضاً لا يمكن تنفيذ أي خطة سوى استمرار حكم المقاومة في غزة؛ لأنه في نهج السياسية لأي حكومة أو سلطة سياسية، يجب أن يكون لكل حكومة شعب، وقد أثبت شعب غزة أيضاً أنه سيدعم المقاومة بشكل كامل، وبالتأكيد مع استمرار السيادة على غزة لن تتمكن أي حكومة أو سلطة باستثناء حكومة المقاومة من إدارة هذه الأرض المقاومة.
تبعاً لدعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي، إلى أي مدى يمكن لحكم المحكمة أن يكون بمثابة أداة للضغط على الكيان الصهيوني لوقف الحرب؟ وماذا سينتظر نتنياهو وغيره من قادة الكيان؟
مهما حدث، سواء بحكم هذه المحكمة أو بدونه، فبعد انتهاء حرب غزة، فأننا سنشهد انسحاب نتنياهو من الأجواء السياسية والأراضي المحتلة، ومما لاشك فيه فإن قضية الجرائم والتطهير العرقي للكيان الصهيوني سوف تصبح أكبر مع تزايد أيام الحرب. لذلك فإن حكم محكمة لاهاي، والحكم النهائي الذي قد يستغرق وقتا طويلا، سيتضمن بالتأكيد شروطا من شأنها تسريع سقوط نتنياهو من السلطة وإضعاف الكيان الصهيوني في هذا الصدد.  وحقيقة الأمر هي أن ما تم فعله حتى الآن على الرغم من أن جزءاً كبيراً من مطالبات شعب غزة الأعزل بالوقف الفوري للغارات الجوية والبرية وإرسال المساعدات الإنسانية لم يتم تضمينها في هذه الشكوى، الا أنه بقدر ما تمكنت هذه المحكمة من فضح جزء بسيط من جرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الصهيوني أمام العلن، وإدانة الكيان الصهيوني في محكمة دولية لأول مرة، فإن هذه القضية يمكن أن تكون مؤثرة للغاية في كشف الوجه الحقيقي لمجرمي الكيان الصهيوني.
منذ فترة ليست بالبعيدة أعلنت أمريكا أنها توقفت عن دعمها ومساعداتها لمنظمة الأونروا بسبب زعمها أن بعض موظفيها متورطون في عملية 7 اكتوبر، ومن جهة أخرى فقد شنت هجمات على القوى اليمنية بسبب دفاعها عن الشعب الأعزل في غزة، فما رأيكم بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون ومواقف أمريكا؟
يبدو أن المساعدات التي وصلت حتى الآن إلى الكيان الصهيوني من قبيل صواريخ F16  و F35  ومروحیات الآباتشي إضافة إلى السفن المليئة بالمساعدات والمعدات المختلفة تدل على ازدواجية المعايير وعدم التوافق بين القول والفعل الأمريكي فيما يخص القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني، ولذلك فلا يمكن الوثوق بأي مما ذكر بخصوص تقليل التزامات أمريكا تجاه الكيان الصهيوني وإن تاريخ وإقدامات أمريكا أثبتا انها غير قادرة على دعم فلسطين على الصعيد العسكري والأمني والدولي وأنها فقط تقدم شعارات واهية وكاذبة.
ماذا عن التحولات في الجبهة الشمالية؟
إن أهم ماحدث في الجبهة الشمالية للكيان الصهيوني هو ارباك عدد كبير من وحدات جيشه والتي تقدر بما يقارب ثلث هذا الجيش بشكل ملحوظ، وتهجير عدد كبير من المستوطنين الغاصبين الصهاينة وشل جميع قدرات الكيان الصهيوني في المنطقة. وبشكل عام يبدو ان حزب الله استطاع تحقيق ماكان متوقعاً منه في الدفاع عن الشعب الفلسطيني الأعزل حتى الآن بأفضل شكل وأن الكيان الصهيوني أيضاً قلق ومنزعج جداً من أعمال حزب الله في لبنان. ولذلك طالما نراه يتحدث ويدعي سياسياً عن حملة قريبة على لبنان وهذا اذا ما دل على شيء فإنه يدل على التأثيرات الايجابية لحزب الله وعجز وضعف الكيان الصهيوني.
نظراً للتحولات والحوارات التي قام بها الكيان الصهيوني مع أطراف مختلفة، هل تتوقعون حدوث وقف لاطلاق نار في الأيام المقبلة؟ وكم هو احتمال حدوث ذلك؟
هناك سيناريوهات مختلفة، لكن وبحسب ما نراه من الدعم الأمريكي وإقدامات الكيان الصهيوني، فلن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار في الأيام المقبلة. وبالرغم من أن المقاومة على أتم الاستعداد وقادرة على التعامل مع تهديدات جيش الكيان الصهيوني بشكل تام، إلا أنه على ما يبدو أن ما سوف يجبر الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار هو الظروف الداخلية التي يواجهها هذا الأخير، وبحسب الرأي العام داخل الكيان فإنه يعاني من ضغوطات كبيرة. والنتيجة هي عدم قدرة المستوطنين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة على الصمود أكثر من ذلك، وأن الكيان الصهيوني لم يحقق أقل النتائج.

 

البحث
الأرشيف التاريخي